التصنيفات
آراء

إننا ندافع عن الإدارة الذاتية كمنجز سياسي وليس كسلطة ونظام قمعي

بير رستم

إن مشكلتنا مع قضية الدفاع عن الإدارة الذاتية لها أبعاد وتداعيات عدة؛ حيث من جهة لا نتفق معها تماماً، كما حال المتفقين معه فكرياً عقائدياً، أي التيار الآبوجي العقائدي والذي يجد في هذه الإدارة ليس فقط تجسيداً لفلسفتهم السياسية، بل أيضاً هي نفوذ وسلطة ومنفعة مادية ومعنوية لهم وبالتالي من حقهم، بل وكذلك واجبهم الدفاع عنها وحمايتها.. نعم لسنا جزء من ذاك التيار وندخل معهم في العديد من القضايا والملفات بحالة جدال وصراع وذلك في محاولة منا لعدم أخذ هذه الإدارة لنظم توتاليتارية استبدادية على غرار كل التجارب العقائدية ومنظوماتهم السياسية بالمنطقة.

وكذلك وبنفس الوقت مجبرين بالدفاع عن هذه الإدارة في وجه الاعتداءات الخارجية من جماعات ودول تحاول النيل منها وإفشالها وفي المقدمة منها تركيا والنظام ومعهم حلف أستانة، ناهيك عن أذرع هؤلاء والجماعات الإرهابية وفي المقدمة منها أصحاب الرايات السود، لكن الأخطر من هؤلاء هم أولئك الذين يحاولون النخر من الداخل من أفراد وجماعات وأحزاب لهم أجنداتهم ومصالحهم المرتبطة مع جهات تعادي الإدارة ولكلٍ منها أسبابها وتوجهاتها وأهدافها حيث هناك من له أجنداته الحزبية السياسية واغلبهم من كرد”نا” وللأسف، وهناك من له أجنداته الشوفينية القومية من مكونات المنطقة وهناك طابور خامس آخر له مصالحه الشخصية والإرتزاقية والبعض الآخر نتيجة حماقاته وأحقاده الحزبية الأيديولوجية وربما الشخصية.

وهكذا فإننا نجد أنفسنا نخوض المعارك على عدة جبهات وهذا يجعل البعض بأن يحاول الطعن بمواقفنا من خلال فبركة بعض التهم والأكاذيب، وبأننا ندافع عن الأخطاء أو السلبيات أو ربما عن بعض القادة الفاسدين وسرقاتهم وإننا نبرر كل شيء للإدارة.. طبعاً هذه مجانبة للحقيقة تماماً حيث لنا مآخذنا وانتقاداتنا الكثيرة على هذه الإدارة وكذلك لإدارة إقليم كردستان، وبملفات عدة تتعلق بأيديولوجية كل طرف وكذلك بالوسائل والأدوات التي تمارس بها الفعل السياسي والأهم فيما يتعلق بتحسين ظروف حياة المواطن المادية والمعنوية.

وانطلاقاً مما سبق نقول للجميع؛ بأن دفاعنا عن الإدارة الذاتية أو عن إقليم كردستان، هما من منطلق إنهما منجزان سياسيان لشعبنا وليس دفاعاً عن أي سلطة أو نظام قمعي أمني، كما يحاول بعض الانتهازيين والمنافقين أن يفبركوها وذلك بقصد النيل من تلك المواقف التي ندافع بها عن هذه الإدارات كمنجز سياسي مهم لشعبنا في هذه المرحلة وذلك بالرغم من كل ما تحملان من أخطاء وسلبيات.. نعم سندافع عن الإدارة الذاتية وعن إقليم كردستان لأنهما ولأول مرة يمثلان شعبنا هوياتياً سياسياً بعد أن حاولت هذه الكيانات الدولتية الغاصبة أن تمحو الهوية والوجود الكردي وسيكون دفاعنا أشرس بالأخص في وجه عملاء الداخل، كون هؤلاء هم الأخطر حيث الشجرة لا تسقط إلا من تلك الدودة التي تنخر بداخلها!

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version