احتجاجاً على استهداف صحفيين/ات.. اعتصام أمام مقر الأمم المتحدة في قامشلو

نظم عشرات الصحفيين/ ات وعدد من الحقوقيين/ ات والناشطين بمجال حقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة قامشلو شمال شرقي سوريا، للاحتجاج على استهداف صحفيين/ ات من قبل الدولة التركية والفصائل الموالية لها.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية تسببت الطائرات التركية المسيّرة ياستشهاد ثلاثة صحفيين وإصابة ثمانية آخرين في محيط سد تشرين بشمالي سوريا، أثناء تغطياتهم الصحفية.

وتتزايد المطالب بوقف الانتهاكات التركية ضد الصحفيين، ووفقاً للإحصاءات الرسمية فإن 17 صحفياً على الأقل فقدوا حياتهم في الضربات التركية على شمالي سوريا.

وأُقيم الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة وسط مدينة قامشلو وقام بتنظيمه كل من اتحاد الإعلام الحر في سوريا، واتحاد إعلام المرأة، ومنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة.

وندد المعتصمون باستهداف الصحفيين/ات في شمال وشرقي سوريا معتبرين أن هذه الاستهدافات هي “جرائم حرب” حيث كان آخرها استهداف الصحفي عكيد روج في منطقة سد تشرين.

وطالبوا منظمة الأمم المتحدة عبر رسالة ورقية بوضع حد لهذه الانتهاكات وممارسة دورها الفعال لحماية حقوق الإنسان وخاصةً الصحفي كونه إنسان “مدنس” ويسعى إلى نقل الحقيقة وما يجري على الأرض.

كما طالبوا المنظمات المعنية بحقوق الصحفيين حول العالم بممارسة دورهم الفعال للضغط على تركيا وغيرها من الأطراف لحماية الصحفيين في سوريا عامةً من أجل إعطاء الصحافة والإعلام دورهم الحقيقي من أجل خدمة مجتمعاتهم ونقل الحقيقة على أكمل وجه.

وجاء في مضمون الرسالة الموجهة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة ما يلي:

تستمر الدولة التركية في ارتكابها لسلسلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في إطار جريمتي العدوان والإبادة الجماعية التي ارتكبتهما ولا تزال ترتكبهما بحق شمال وشرق سوريا، وقد صعّدت في الفترة الأخيرة ولا سيما بعد احتلال منبج وبدء حرب سد تشرين باستهداف المدنيين في وضح النهار، فاستهدفت آلة حربها المدنيين من مختلف فئاتهم بما فيهم طواقم الإسعاف والصحفيين، والجدير بالذكر أن عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء أدائهم لمهامهم منذ بداية الحرب على تنظيم داعش الإرهابي وبدء هجمات الدولة التركية على مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا 31 صحفياً وصحفية منهم من فقدوا حياتهم باستهداف مباشر من قبل الدولة التركية سواءً عن طريق الطائرات الحربية أو طائرات بدون طيار وكان عددهم 17 صحفي وصحفية.

الدولة التركية لم تكف عن استهدافاتها للصحفيات والصحفيين فمنذ سقوط نظام البعث القمعي و ازدياد الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة على سد تشرين والقرى المجاورة لها تم استهداف عدد كبير من الصحفيات والصحفيين الذين كانوا يقومون بتغطية الأحداث في سد تشرين، فمنذ تاريخ 19 كانون الأول 2024 و حتى 15 شباط 2025 فقد 3 صحفيين حياتهم نتيجة استهدافهم بواسطة طائرات بدون طيار كما تم إصابة 9 صحفيين آخرين بجروح متفاوتة، كما هددت الدولة التركية بعض الصحفيين والصحفيات بالقتل بشكل مباشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

إن ما تقوم به الدولة التركية من انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان ولا سيما لمعاهدة جنيف الرابعة، هو جريمة حرب وكذلك جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان ومعاقب عليها بمقتضى ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، ولكن كل هذه الجرائم تحصل أمام مرأى المجتمع الدولي ودون أي موقف منه.

لذا نناشد المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية للقيام بمهامه التي يمليها عليه ميثاق روما والمنظومة الأخلاقية للمحكمة من أجل البدء بتحقيق فوري في مجمل الجرائم التي ارتكبتها تركيا بحق مناطق شمال وشرقي سوريا وبحق الصحفيين والصحفيات بشكل خاص.

كما ونناشد المجتمع الدولي بجميع هيئاته المعنية بحقوق الإنسان وكذلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الصحفيين بأن تمارس مهامها القانونية والأخلاقية وتضغط بشتى السبل على حكومات دول مجلس الأمن وعلى الدولة التركية من أجل وقف عدوانها والتوقف عن استهداف هذه المناطق لا سيما أن جرائم الدولة تركيا تهدد الأمن والسلم الدوليين وليس فقط أمن سوريا.
وإننا نعتبر الصمت الدولي إزاء الهجمات التركية واستهدافها للصحفيين والصحفيات اشتراكاً ضمنياً معها في تلك الممارسات، وقد آن الأوان لأن تتخذ موقفاً حازماً من تركيا وانتهاكاتها.

اتحاد الإعلام الحر
اتحاد إعلام المرأة
منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة 18-2-2025

المصدر: YRA

شارك هذه المقالة على المنصات التالية