الخارجية الأميركية تنتقد تعيين أحمد الهايس المتهم بانتهاكات حقوقية في منصب عسكري بسوريا

وصفت وزارة الخارجية الأميركية تعيين الحكومة السورية لأحمد إحسان فياض الهايس، المعروف بلقب “أبو حاتم شقرا”، قائداً عسكرياً، بأنه “خطأ جسيم”، مشيرة إلى سجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، اليوم الخميس 8 أيار/مايو 2025، في تصريح لشبكة “رووداو” الإعلامية، إن “الولايات المتحدة لا تدعم قرار السلطات المؤقتة بتعيين شخص له سجل طويل في تقويض الجهود الدولية لهزيمة تنظيم داعش في منصب رسمي”، مؤكدة أن هذا التعيين “يُعد خطأ فادحاً”.

وجاءت التصريحات الأميركية عقب تقارير إعلامية أفادت بتعيين وزارة الدفاع في حكومة “الشرع” الهايس قائداً للفرقة 86 المنتشرة في محافظات دير الزور والحسكة والرقة شرقي سوريا.

وأثار هذا القرار انتقادات حادة من أطراف حقوقية وعسكرية، إذ وصف فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التعيين بأنه “خطوة سلبية وغير مقبولة”، معتبراً أن من شأنها “تلويث مؤسسات الدولة السورية”.

وقال شامي عبر منصة “إكس” إن “أبو حاتم شقرا، المتورط في جرائم عديدة بينها اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف، مكانه خلف القضبان، لا في مواقع رسمية”. ودعا الجهات المعنية إلى “اتخاذ خطوات جريئة لمحاكمته على جرائمه ضد السوريين”.

ويُعد الهايس شخصية مثيرة للجدل، إذ قاد سابقاً فصيل “أحرار الشرقية”، أحد فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وتتهمه تقارير حقوقية ودولية بارتكاب انتهاكات جسيمة تشمل القتل والتعذيب والاتجار بالبشر، ودمج عناصر من تنظيم داعش في صفوف فصيله.

وفي تموز/يوليو 2021، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه على قائمة العقوبات، مشيرة إلى تورطه المباشر في تهريب النساء والأطفال الإيزيديين، وتجنيد مقاتلين من تنظيم الدولة، وإدارة سجن سري قرب حلب شهد عمليات إعدام جماعية منذ عام 2018.

كما ارتبط اسمه بجريمة اغتيال هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، حيث أظهرت مقاطع مصورة لحظة اعتقالها قبل أن تُقتل، وأكد مسؤول إعلامي سابق في الفصيل أن شقرا كان حاضراً أثناء تنفيذ العملية.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن “أحرار الشرقية” نفذ حملات اعتقال وتعذيب وصادر ممتلكات ومنع مهجرين من العودة إلى مناطقهم، كما أدار سجوناً سرية لتصفية معارضين وتجار.

ورغم هذه الاتهامات، حصل الهايس في حزيران/يونيو 2023 على شهادة عليا في العلوم السياسية من جامعة تركية، في خطوة أثارت انتقادات وُصفت بأنها “مكافأة سياسية”.

وسبق للهايس أن قاد فصيلاً عسكرياً باسم “حركة التحرير والبناء”، وهو كيان اندماجي يضم فصائل مدعومة من تركيا مثل “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و”الفرقة 20″ و”صقور الشام”.

وقد أثار تعيينه الأخير في موقع عسكري رسمي رفيع قلقاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية، في ظل اتهامات متزايدة بتكريس سياسة الإفلات من العقاب في سوريا.