قال الكاتب والباحث السياسي السوري المعارض سامر الخليوي أن الخلافات بين روسيا وإيران باتت تتوسع في سوريا، وأن من أهداف زيارة الأسد الأخيرة لإيران إرسال عدة رسائل لكل من روسيا وأمريكا والغرب والدول العربية التي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع الأسد، ورسالة من الأسد لروسيا بأنه لو خُير سيختار إيران.
وجاء حديث الباحث السياسي سامر الخليوي في تصريح مع موقع “تموز نت”، تعليقاً على التطورات الأخيرة حول العلاقات الروسية الإيرانية في الملف السوري، وأسباب زيارة الأسد المفاجئة لإيران.
وحول العلاقات الروسية والإيرانية قال الخليوي :” إن علاقاتهما حتى الآن لم تصل بعد إلى مفترق طرق، ولكنها ستصل مستقبلا، إذ كان لهم أهداف مشتركة في سوريا وهي منع سقوط الأسد وبقائه في الحكم، وإفشال الثورة السورية ومنع أي حدوث تحول ديمقراطي في سوريا”.
وتابع “لكن الآن بدأت الخلافات تتكشف، وخاصة حول التنافس على ثروات سوريا، حيث استحوذت روسيا على معظم الثروات من الطاقة والنفط وغيرها، ولم تترك لإيران إلا مجال إعادة ما تهدم من بناء وقطاع الاتصالات، ما أثار حفيظة إيران”.
ونوه الخليوي أن الخلافات ظهرت بوضوح مؤخراً لدرجة أن جريدة “قانون الإيرانية” نشرت صورة لبوتين وعنونتها ب”المحتال” ونفس الصحيفة كانت قد عبرت عن استياء إيران من الأسد وصفت بشار الأسد بـ “ناكر الجميل والمخنث”.
وأكد الخليوي أن الخلافات الروسية الإيرانية توسعت إثر التوافق الروسي الإسرائيلي على ضرب المواقع الإيرانية العسكرية في سوريا، وتعهد روسيا بعدم استخدامها صواريخ اس 300 واس 400 لحماية تلك المواقع.
وأردف بالقول :”زادت الخلافات بعد شعور إيران أن روسيا تساوم الغرب على إخراجها من سوريا، ولكن حتى الآن لم تصل علاقتهما لحد القطيعة لأن إيران تشترك مع روسيا وتركيا بما تسمى “الدول الضامنة”، وأيضا لأنه لم يحسم بعد موضوع “المنطقة الآمنة” في سوريا والمناطق “المحررة” في الشمال السوري لأنها قضايا تجمع إيران مع روسيا”.
أما حول زيارة الأسد الأخيرة إلى إيران بشكل مفاجئ وأسبابها قال الخليوي :” الأسد منذ بداية الثورة السورية لم يزر سوى روسيا وإيران وزياراته تكون بنفس الطريقة، وعومل بنفس المعاملة في الدولتين “بإذلال” وكالعادة لا تعلن الزيارة إلا بعد انتهائها”.
وأشار الخليوي أن هناك عدة رسائل إيرانية من هذه الزيارة وقال:” طبعا كان هناك عدة رسائل أرادت إيران أن توجهها عبر تلك الزيارة إلى كل من روسيا وإسرائيل وأميركا والغرب وتركيا وحتى الدول العربية، وأولى تلك الرسائل التأكيد على أن الأسد كان ولازال تابعاً للولي الفقيه، وبذلك ترد على بعض الدول العربية التي أعادت العلاقات الدبلوماسية مع الأسد، وذلك لإخراج الأسد من حضن إيران بحد زعمهم وقولهم لإيران أن الأسد تابع لنا ولن يحصل ما تريدون، والرسالة الأخرى التأكيد على أن إيران باقية في سوريا ولن تنسحب منها، وكذلك رسالة إلى التحالف التركي الروسي بما يخص الوضع في سوريا، وبأن إيران لا توافق على تلك الاتفاقيات بينهم وخاصة في ضوء الحديث عن المنطقة الآمنة المفترض إقامتها بعد الانسحاب الأمريكي، وأيضا حول مناطق خفض التصعيد، وقد يكون أيضاً حول اللجنة الدستورية”.
وحول هدف الأسد من تلك الزيارة ومدى علاقاته مع روسيا وإيران قال الخليوي :” إن روسيا دولة انتهازية لا أخلاقية بامتياز، ويمكن أن تساوم حتى على رأس الأسد إذا تم دفع الثمن المطلوب لذلك، وأدى لحل مشاكلها مع أميركا والغرب، ليس فقط في سوريا إنما بمناطق وملفات أخرى، كما فعلت روسيا سابقا بعدة مناطق وكما فعلت في الاتحاد السوفيتي من قبل، والأسد يعلم ذلك لذا أراد أن يعلن عبر زيارته إلى إيران أنه لو خُير بين روسيا وإيران فإنه سيختار إيران، مع العلم أنه لم يعد صاحب قرار، فروسيا وإيران هما من يتحكمان بكل الأمور ومفاصل الدولة السورية”.
“تموز نت”
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=49785