تصعيد عسكري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب

أغلقت قوات الحكومة الانتقالية في سوريا جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية “الكرديين” في مدينة حلب، بعد أيام من رفع السواتر الترابية في محيطهما، في خطوة وُصفت بأنها تصعيدية، تزامناً مع إدخال أسلحة ثقيلة إلى المنطقة.

وقالت مصادر محلية إن هذه الإجراءات جاءت عقب محاولات تسلل وهجمات بطائرات مسيّرة نُسبت إلى مسلحي الحكومة الانتقالية. وتعد الخطوة، وفق الأهالي، انتهاكاً لاتفاقية الأول من نيسان، التي تنص على حرية حركة السكان من وإلى المدينة.

احتجاجات شعبية ضد إغلاق الطرقات

توافد المئات من أهالي الحيين إلى الطرق الرئيسة والسواتر الترابية التي أقامتها القوات الحكومية، تلبية لدعوة المجلس العام للحيين، احتجاجاً على إغلاق المداخل والمخارج ومحاولات فرض الحصار.

وبحسب شهود عيان، واجه الأهالي القوات الحكومية بصدورهم العارية، مرددين شعارات تطالب بفتح الطرقات وتحيي “مقاومة الشيخ مقصود والأشرفية”، كما دعوا إلى دخول قوات سوريا الديمقراطية لحماية المدنيين.

المجلس العام: “قطع الطرقات جريمة ضد الإنسانية”

طالب المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بإزالة الحواجز والسواتر الترابية، واعتبر أن “هذه الإجراءات جريمة ضد الإنسانية”.

وقال الرئيس المشترك للمجلس، نوري شيخو، من أمام الحواجز، إن “هناك مفاوضات يومية لإرساء الأمن والاستقرار، لكن النتائج تأتي معاكسة”، محملاً الحكومة الانتقالية في سوريا المسؤولية عن ما يجري. وأضاف: “ليست هناك قوة تستطيع فصل الشيخ مقصود عن محيطها”.

من جانبها، أكدت الرئيسة المشتركة للمجلس، هيفين سليمان، أن سكان الحيين “سيقاومون حتى النهاية ولن يستسلموا”، مشيرة إلى أن مكونات الحيين من الكرد والعرب والسريان والأرمن “تطالب بحقوقها المشروعة المنصوص عليها في الدستور السوري، وقدمت شهداء من أجل الحرية والكرامة”.

وأكد المجلس أن الاحتجاجات ستستمر “حتى إعادة فتح الطرقات ورفع الحواجز”.

اشتباكات ووقوع إصابات بين المدنيين

أفاد مراسلون ميدانيون بأن قوات الحكومة الانتقالية استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين. وردت قوى الأمن الداخلي في الحيين على مصادر إطلاق النار، لتندلع اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأشار المراسلون إلى أن القوات الحكومية حاولت اقتحام الحيين بالدبابات والعربات المدرعة، وسط أنباء عن دهس مدنيين وإصابات نُقلت إلى المستشفيات.

الحكومة الانتقالية تنفي نيتها شن عملية عسكرية

أعلنت وزارة دفاع الحكومة الانتقالية في بيان أن ما يجري “محاولة لإعادة التموضع والانتشار” مؤكدة أنه “لا نوايا لأي عمليات عسكرية”.
غير أن القصف على المناطق المدنية واستهداف المتظاهرين استمر، ما أدى إلى سقوط جرحى وحالات اختناق بين السكان، وفق شهود عيان.

قوات سوريا الديمقراطية تنفي الاتهامات وتحمّل الحكومة المسؤولية

نفت قوات سوريا الديمقراطية في بيان رسمي الاتهامات التي تحدثت عن استهدافها لحواجز تابعة للحكومة الانتقالية في محيط الحيين، مؤكدة أنها “انسحبت من المنطقة بموجب تفاهم 1 نيسان”.

وجاء في البيان:

“ما يحدث في حيي الأشرفية والشيخ مقصود هو نتيجة سلسلة من الهجمات التي تقوم بها فصائل حكومة دمشق ضد السكان المدنيين، عبر فرض حصار أمني وإنساني وقطع المواد الطبية والإغاثية، واستهداف الأحياء السكنية بالدبابات والطيران المسيّر”.

وأضافت القوات أنها “تحمّل حكومة دمشق المسؤولية الكاملة عن استمرار الحصار والانتهاكات بحق المدنيين”، داعية المنظمات الدولية إلى “التحرك العاجل لإنهاء الحصار ووقف الهجمات”.

بيان قوى الأمن الداخلي “الأسايش”

أعلنت قوى الأمن الداخلي في الحيين أنها تصدت لهجوم واسع شنته القوات الحكومية على عدة محاور، منها الجلاء، حاجز الجزيرة، ومشفى يوناني، مشيرة إلى أن “الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في محاور دوار الليرامون ودوار الشيحان”.

وجاء في بيانها:

“تمكنت قواتنا حتى الآن من التصدي للهجوم، فيما لا تزال المواجهات متواصلة حتى لحظة إعداد البيان”.

مظاهرات تضامنية في شمال وشرق سوريا

شهدت مدن قامشلو، عامودا، الحسكة، تربه سبيه، ديرك، كوباني، الرقة، والطبقة مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف تضامناً مع سكان حيي الشيخ مقصود والأشرفية، تنديداً بالهجمات التي تشنها قوات الحكومة الانتقالية، وبالحصار المفروض على الحيين.

Scroll to Top