الأحد 22 حزيران 2025

تقرير: اختراق إلكتروني استهدف هواتف ضباط في جيش النظام السوري وأدى لانهيارات عسكرية

كشفت صحيفة نيو لاينز الأمريكية، في تقرير حديث، عن تعرض أجهزة ضباط في جيش النظام السوري لاختراق إلكتروني واسع النطاق، أدى إلى انهيارات ميدانية سريعة في صفوف قوات النظام، استناداً إلى معلومات حصلت عليها الصحيفة من ضابط رفيع المستوى سابق في الجيش.

وبحسب التقرير، بدأ الهجوم الإلكتروني من خلال تطبيق مزيف يحمل اسم STFD-686، صُمم ليحاكي واجهة تطبيق “الأمانة السورية للتنمية”، وهي منظمة غير حكومية كانت تخضع لإشراف أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام. وتم الترويج للتطبيق عبر قناة غير موثقة على منصة تلغرام، مستهدفاً ضباطاً يعانون من ضائقة مالية، حيث وُعدوا بمخصصات مالية تصل إلى 400 ألف ليرة سورية شهرياً مقابل التسجيل في البرنامج.

وأوضح التقرير أن عملية التسجيل داخل التطبيق المزيف كانت تتطلب من الضباط تقديم معلومات شخصية وعسكرية، مثل الرتبة، وموقع الخدمة، والتفاصيل العائلية. وبعد التثبيت، لم يقتصر التطبيق على جمع البيانات عبر نماذج تصيد احتيالي، بل احتوى كذلك على برنامج تجسس متقدم يُدعى SpyMax.

هذا البرنامج مكّن الجهة المخترِقة من الوصول الكامل إلى سجلات المكالمات، الرسائل النصية، الصور، المستندات، بل وحتى تفعيل الكاميرا والميكروفون عن بُعد، ما أتاح للمهاجمين مراقبة دقيقة لحياة الضباط ومواقعهم وتحركاتهم.

ووفق الصحيفة، استمر نشاط برنامج التجسس لأكثر من خمسة أشهر، قبل بدء عملية “ردع العدوان”، وهو ما منح المهاجمين خريطة مباشرة لانتشار القوات التابعة للنظام ونقاط ضعفها. ووفق التقرير، يُرجّح أن البيانات المسروقة ساعدت المعارضة في تنفيذ هجمات مباغتة، عبر استغلال الثغرات الدفاعية التي كشفتها المعلومات المخترقة.

وبالرغم من أن الجهة التي تقف وراء الهجوم ما تزال غير معروفة، إلا أن التقرير يشير إلى احتمالات تشمل فصائل المعارضة السورية أو أجهزة استخبارات إقليمية أو دولية. وتدل مؤشرات متعددة على أن عدد الأجهزة المصابة قد يكون بالآلاف. فقد أشار منشور على قناة التلغرام التي روجت للتطبيق، في منتصف يوليو/تموز، إلى تنفيذ 1500 عملية تحويل مالي في شهر واحد، مع إشارات إلى جولات لاحقة من توزيع الأموال.

ولفت التقرير إلى أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه، إذ سبق وأن تعرض جيش النظام لاختراق مشابه في شباط/فبراير 2020، عندما نسي جندي سوري هاتفه داخل نظام دفاع جوي روسي الصنع من طراز Pantsir-S1، ما مكّن القوات الإسرائيلية من تتبع الإشارة وتحديد الموقع، قبل أن تنفذ غارة جوية أدت إلى تدمير النظام بالكامل وخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.