منحت منظمة Civil Rights Defenders جائزة “المدافع عن الحقوق المدنية” لعام 2025 للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، تقديراً لعمله الاستثنائي في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، حتى من المنفى، وفق ما أفاد المركز.
وقالت المنظمة في بيان لها إن المركز “لم يلتزم الصمت قط، بل واصل عمله على مدى أكثر من عشرين عامًا متحديًا المخاطر والضغوط من أجل فضح جرائم الحرب وتحقيق العدالة”. وأضافت: “في بلد حيث قول الحقيقة قد يكلّفك حريتك أو حياتك، كان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مثالاً للشجاعة والصمود”.
سجل من التضحيات والملاحقة
تأسس المركز عام 2004 على يد المحامي مازن درويش، في وقت كانت فيه حرية التعبير شبه معدومة في سوريا. منذ انطلاقته، واجه المركز عمليات قمع ممنهجة من قبل النظام السوري، شملت إغلاق مكاتبه عدة مرات، كان آخرها في 2012، حين تم اقتحام المقر واعتقال درويش وزوجته يارا بدر، مديرة البرامج في المركز، إلى جانب عدد من زملائهم.
“لم يكتفوا بإغلاق مكاتبنا، بل اعتقلونا وصادروا معداتنا”، يقول مازن درويش، مضيفًا: “سُجن بعض أصدقائي لعدة أشهر، وأنا كنت آخر من أُطلق سراحه بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر من الاعتقال والتعذيب”.
عمل قضائي دولي ضد رموز النظام
يعمل المركز اليوم من فرنسا، مع انتشار طواقمه داخل سوريا وخارجها، وقد ساهم في رفع دعاوى قضائية في عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا والسويد، أدت إلى اعتقال مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، وصدور مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السابق بشار الأسد من قبل القضاء الفرنسي.
وأكد درويش على أهمية العدالة الانتقالية قائلاً: “لا يمكننا المضي نحو المستقبل إذا لم نتعامل مع الماضي. نحن بحاجة إلى العدالة كأداة للسلام، لا للانتقام”.
لحظة اعتراف وأمل متجدد
علّق المركز على تسلمه الجائزة بالقول: “تزامنت مع سقوط النظام بعد 14 عامًا من التضحيات. كنا نحس بالإرهاق من تطبيع العلاقات مع النظام السابق ونشعر بأن الطريق طويل نحو دولة يحكمها القانون والعدالة. ورغم أننا نعلم أن طريق المساءلة لا يزال طويلًا أمامنا، إلا أن الجائزة أعادت إلينا الأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن جهودنا ذات أثر، وأننا بدأنا نجني ثمار عملنا”.
حفل التكريم في ستوكهولم
من المقرر أن يصل مازن درويش ويارا بدر إلى ستوكهولم في 11 أيار/مايو، حيث سيقام حفل تسليم الجائزة في 13 أيار/مايو.
عن الجائزة
تُمنح جائزة المدافع عن الحقوق المدنية سنويًا منذ عام 2013 من قبل منظمة Civil Rights Defenders السويدية. وتكرم الجائزة المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يواصلون نضالهم رغم التهديدات والمخاطر الجسيمة، في سبيل تعزيز الحقوق المدنية والسياسية في بلدانهم.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=67607