جيهان خضرو: العنف السياسي ضد المرأة تهديد للتنمية والسلام والمشاركة الديمقراطية

كورد أونلاين | ,

في حوار مع جيهان خضرو، رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، تناولت التحديات التي تواجه المرأة السورية في ظل العنف السياسي المستمر. وأكدت أن المرأة السورية، رغم الإنجازات التي حققتها، لا تزال تعاني من قمع متعدد الأوجه يهدد وجودها ودورها في بناء مجتمع ديمقراطي عادل.

العنف السياسي: أداة للإقصاء والاستهداف

وأشارت خضرو إلى أن العنف السياسي هو أحد أشد أشكال العنف الذي يهدد النساء، لا سيما في مناطق النزاع في سوريا. وقالت: “في ظل استمرار الأزمة السورية على مدى 13 عاماً، تتعرض النساء لممارسات القمع والاضطهاد، وخاصة في المناطق المحتلة مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي. تلك المناطق شهدت استهدافاً ممنهجاً للقيادات النسائية، إلى جانب ارتكاب مجازر وجرائم حرب بحقهن”.

وأوضحت أن هذا العنف يهدف إلى إقصاء المرأة من المجال السياسي والاجتماعي، مستنداً إلى ذهنية سلطوية ذكورية، تسعى لترسيخ مفاهيم تمييزية تحرم النساء من حقوقهن الأساسية.

العادات والتقاليد عائق أمام التمكين

وتطرقت جيهان خضرو إلى دور العادات والتقاليد في تعزيز العنف ضد المرأة، مؤكدة أن هذه العادات نتاج أعراف اجتماعية وأيديولوجيات ذكورية، وقالت: “المرأة تُقتل باسم الشرف، وتُغتصب، وتُحرم من حقوقها، لتصبح ضحية لموروث اجتماعي وديني يعزز هذه الانتهاكات. أمام هذه التحديات، يجب أن نرفع وتيرة النضال لفضح هذه الممارسات ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المرأة”.

تمكين المرأة: أساس التنمية والمساواة

ورأت جيهان خضرو أن مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي هو المفتاح لتحقيق العدالة والتنمية المستدامة. وأكدت أن “المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع، ولكن دورها في الحكومات العالمية لا يزال محدوداً بسبب القيود الاجتماعية والسياسية. يجب أن تعمل النساء على تجاوز هذه العقبات وفرض وجودهن في كافة المجالات”.

وشددت على ضرورة تطوير برامج تُعزز ثقة النساء بأنفسهن وقدراتهن، مشيرة إلى أهمية دعم النساء مادياً ومعنوياً لتغيير الصورة النمطية السائدة.

دور المجتمع المدني في تعزيز المشاركة

وقالت خضرو إن المجتمع المدني يلعب دوراً رئيسياً في نشر الوعي ودعم النساء في المشاركة السياسية، قائلةً: “من الضروري أن تتضافر الجهود بين الحركات النسائية والمجتمع المدني لتعزيز فرص النساء في تقلّد مناصب قيادية والمشاركة في صناعة القرارات. لا يكفي أن نطالب بالمساواة، بل علينا أن نعمل لتحقيقها على أرض الواقع”.

المرأة صانعة السلام

وأكدت أن المرأة قادرة على تحقيق السلام والمصالحة في النزاعات، مشيرة إلى أهمية إعداد جيل جديد من النساء القياديات. وقالت: “المرأة هي الأكثر قدرة على بناء السلام وتحقيق المصالحة في النزاعات، ولكن ذلك يتطلب استثماراً في تدريب النساء وتجهيزهن ليكنّ حاضرات ومؤثرات في المجالات السياسية والاجتماعية”.

دعوة إلى الوحدة والعمل المشترك

ودعت إلى توحيد الجهود بين النساء السوريات لدعم العملية السياسية وتحقيق السلام المستدام، وقالت: “لا يمكن أن تنجح العملية السياسية دون مشاركة فعّالة وحقيقية للنساء. الحماية والمشاركة السياسية للمرأة هي شرط أساسي لتحقيق العدالة والمساواة في سوريا. ندعو كافة النساء للعمل معاً وتوحيد الرؤى لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء وطن حر وديمقراطي”.

تمكين المرأة خطوة أساسية نحو بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة

واختتمت رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، السيدة جيهان خضرو حديثها بالتأكيد على أن تمكين المرأة هو التحدي الأكبر أمام تحقيق التنمية والسلام. وختمت قائلة: “لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التنمية الشاملة إذا لم يكن للمرأة دور فعّال في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تمكين المرأة هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة”.

 

المصدر: “مسد”

شارك هذه المقالة على المنصات التالية