الأربعاء 18 حزيران 2025

حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح خلال مؤتمره الثاني عشر

أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، في بيان ختامي صدر اليوم عقب اختتام مؤتمره الثاني عشر، عن حلّ هيكله التنظيمي وإنهاء الكفاح المسلح، في خطوة وصفها بأنها “دخول في عصر جديد لحركته التحررية”، مؤكداً أن القضية الكردية بلغت “مرحلة الحل السياسي” بعد عقود من النضال.

ووفق البيان الذي نشرته وكالة فرات المقربة من الحزب، فإن المؤتمر عقد في الفترة ما بين 5 و7 أيار، في منطقتين مختلفتين لأسباب أمنية، رغم استمرار “الحرب والهجمات الجوية والبرية، والحصار الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني على مناطقنا”، بحسب وصف البيان. وقد شارك في المؤتمر 232 مندوباً.

وأكد الحزب أن العملية السياسية التي بدأت ببيان زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان في 27 شباط، “أُنجزت بنجاح” عبر المؤتمر. وقال البيان:

“اتخذ المؤتمر قرارات تاريخية تتعلق بإنهاء الكفاح المسلح وبناء المجتمع الديمقراطي، كما ناقش قضايا القيادة، الشهداء، الجرحى، والوجود التنظيمي للحزب”.

نقطة تحوّل تاريخية

وصف البيان الخطوة بأنها استكمال “المهمة التاريخية” للحزب، وجاء فيه:

“من خلال نضاله، هزم حزب العمال الكردستاني سياسة الإنكار والإبادة، وأوصل القضية الكردية إلى مرحلة الحل عبر السياسة الديمقراطية. وبناء على ذلك، قرر المؤتمر حل الهيكل التنظيمي للحزب، وإنهاء النشاطات التي كانت تُمارس باسمه”.

وأشار الحزب إلى أن نشأته عام 1978 جاءت كردّ على “سياسات الإنكار والإبادة الجماعية التي نشأت من معاهدة لوزان ودستور 1924″، مؤكدًا أن نضاله اعتمد على “استراتيجية الكفاح المسلح” التي فُرضت عليه.

انعطافات مفصلية

واستعرض البيان أبرز المحطات في تاريخ الحزب، ومنها إعلان أوجلان لوقف إطلاق النار في 17 آذار 1993، خلال عهد الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال، لكنه أشار إلى أن تلك المبادرة أُجهضت بسبب “تصعيد الحرب وسياسات التهجير والقتل”.

كما تطرق البيان إلى ما سماه “المؤامرة الدولية” التي أدت إلى اعتقال عبد الله أوجلان في 15 شباط 1999، قائلاً إن القائد “أحبط المؤامرة عبر نضاله من داخل سجن إمرالي، وطرح نموذجاً اجتماعياً ديمقراطياً وبيئياً لتحرير المرأة”.

دعوة إلى تركيا والفاعلين السياسيين

طالب الحزب في بيانه الحكومة والبرلمان التركي والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتحمل مسؤولياتهم لدعم “عملية السلام والمجتمع الديمقراطي”. وقال:

“يتطلب تنفيذ قرارات المؤتمر إدارة وتوجيه العملية من قبل القائد آبو، وضمانات قانونية للحق في السياسة الديمقراطية. وعلى البرلمان التركي أن يلعب دوره بمسؤولية تاريخية”.

كما دعا البيان إلى “إعادة تأسيس العلاقات الكردية التركية على أسس ديمقراطية”، مشيراً إلى أن “القضية الكردية لا تُحل إلا على أساس الوطن المشترك والمواطنين المتساوين”.

وفي ختام البيان، أعلن المؤتمر عن “استشهاد القياديين فؤاد (علي حيدر كايتان) يوم 3 تموز 2018، ورضا ألتون في 25 أيلول 2019″، وجرى تكريمهما كرمزين لـ”الوفاء للحقيقة ورفاقية الحرية”. وجاء في البيان:

“نهدي هذا المؤتمر التاريخي إلى الرفيقين الشهيدين العظيمين، ونجدد العهد لكل شهداء نضالنا”.

رسالة إلى الداخل والخارج

كما وجه الحزب دعوات إلى القوى السياسية الكردية والمنظمات الديمقراطية بـ”القيام بمسؤولياتها في تعزيز الديمقراطية الكردية”، وشدد على أن “شعبنا سيتبنى عملية السلام بطريقة أكثر وعياً وتنظيماً”، وأن “النساء والشبيبة سيقودون تنظيم المجتمع على أساس الاكتفاء الذاتي”.

وفي ختام البيان، دعا حزب العمال الكردستاني القوى الاشتراكية واليسارية في تركيا، والحركات العالمية، إلى دعم مسار “السلام والمجتمع الديمقراطي”، مؤكدًا أن “اشتراكية الدولة القومية تقود إلى الهزيمة، أما اشتراكية المجتمع الديمقراطي فتقود إلى النصر”.

وختم البيان بشعارات من بينها:

“الإصرار على الإنسانية هو إصرار على الاشتراكية”،
“يعيش القائد آبو!”