راديو (رستم) جودي

*بولات جان

في الذكرى السنوية الأولى لإعلان استشهاد الخالد رستم جودي سنة ٢٠١٢ كانت مناسبة لإطلاق بث أول إذاعة كردية في تاريخ سوريا عموماً و روجافاي كردستان على وجه الخصوص.
في الذكرى التاسعة لإطلاق أول إذاعة هاكم بعض المعلومات:
– تبرع الدكتور طه رسول بأجهزة البث. والدكتور طه من كبار الشخصيات الكردية المهتمة بالأدب والثقافة والتعليم والتطوير المجتمعي. والدكتور طه كان صديقاً للشهيد رستم جودي في روسيا حينما كان الشهيد رستم جودي مسؤولاً عن الجبهة الشعبية لتحرير كردستان (ERNK) في روسيا.
– في المؤتمر التأسيسي للكونفدرسيون في ٢٧ آذار ٢٠١٢ كان قد تم اختيار الشهيد رستم جودي إلى جانب الشهداء مظلوم دوغان وفرزاد كمانگر وليلى قاسم كرموز للطلبة الكرد في روجافا.
– جاء أسم الإذاعة نسبة إلى الشهيد رستم جودي حيث تم أختيار كنيته بمثابة أسم للإذاعة.
– كونفدرسيون الطلبة أطلق إذاعة جودي ومن ثم كوباني و روجافا وعفرين وأدارها أعضاء الكونفدرسيون حتى فترة طويلة.
– كانت الانطلاقة الأولى للإذاعة في مدينة عامودا ولكن بسبب الموقع الجغرافي تم نقلها إلى مدينة قامشلو. بقيت أجهزة البث محملة على شاحنة تتنقل من هنا إلى هناك لأجل ايجاد مكان مناسب وكان العديد من الأماكن يرفضون نصب برج الإذاعة فوق بيوتهم أو مقارهم. الشهيد الجميل دوزدار حمو كان يتكبد عناء البحث عن المكان والبيت المناسب.
– بعد جهد وعناء بحث في عامودا وتل موزان وقناة سويس والعديد من الحارات الأخرى عدنا إلى النقطة التي خرجنا منها. إلى هلالية وبالتحديد بيت الحاج رفعت الكريمة التي وافقت مباشرة على تحويل قسم من البيت إلى محطة للإذاعة. كان كرماً كبيراً من تلك العائلة الوطنية أن تحول قسماً من منزلهم العريق إلى محطة للإذاعة لسنوات طويلة.
– أول تسجيل صوتي أُستخدم كشارة للإذاعة كانت بمبادرة الفنان القدير جمال تيريج. ولأجل أداء الأصوات أصطحب معه بعض الضيوف كانوا قد جاءوا من كوباني إلى قامشلو وبالصدفة تواجدوا في بيت حاج رفعت ورحبوا بأداء الأصوات المطلوب للشارة.
– عمل العشرات من أعضاء الكونفدرسيون في الإذاعة وانطلقوا منها إلى العمل في الإذاعات الأخرى وكذلك انتقلوا للعمل في العشرات من المؤسسات الإعلامية المختلفة في روجافا. لذا يمكن اعتبار إذاعة جودي بمثابة اكاديمية تخرجت منها العشرات من الإعلاميين في شتى المجالات.
-كل من كان يعمل في الإذاعة، عمل متطوعاً، وكان الجميع يعانون الظروف الصعبة ويجهدون للإبقاء على بث الإذاعة واغناء برامجها. لكل من عمل في راديو جودي كل الحب والتقدير.
– كانت للإذاعة دور ثقافي وإعلامي مهم جداً في فترة لم تكن الكهرباء متوفرة وأغلب شبكات التلفون والانترنت كانت منقطعة وبالتالي كانت الإذاعة تعتبر أحد المصادر الأساسية في ايصال المعلومة والأخبار إلى المستمعين. كما كانت الاذاعة تمثل نبض الشارع والمؤسسات التي تخدم المنطقة.
– بعد تصفية الكونفدرسيون بقيت الإذاعة تقاوم لفترة طويلة وتعمل فترة وتتوقف لفترة أخرى وانتقلت إدارتها من مؤسسة إلى أخرى حتى لم نعد نعرف عنها شيءً إن كانت قد بقيت أو طواها النسيان وانتقلت إلى قائمة المؤسسات الإعلامية المرحومة.
– الوحيد الذي بقي وفياً حتى هذه اللحظة للإذاعة، هو محمدسعيد سليمان الذي لا زال محتفظاً بغرفة البث والاستديو والملصقات الإعلانية للإذاعة في بيته، بيته هو نفس مقر الاذاعة لسنوات عدّة.
– كما قلت بإن العشرات من خيرة شباب وبنات روجافا قد عملوا في راديو جودي ولا يمكن استحضار كافة الاسماء هنا. يمكنهم جميعاً أن يذكروا أسمائهم هنا.
– كما قلت لا علم لدي عن مصير الإذاعة، لكن احتراماً لذكرى الشهيد رستم جودي وتقديراً لكونها أول إذاعة كردية في روجافا و سوريا، يجب الحفاظ عليها وايصالها إلى مستوى يليق باسمها وأقدميتها.

 

*مادة منشورة في أكتوبر ٢٠٢١ على صفحة بولات جان في موقع الفيسبوك:

https://www.facebook.com/share/p/FDRpTVz5CLFKE8dS/?mibextid=xfxF2i