التصنيفات
منوعات

ما هوIVF؟… خلاصكما للإنجاب

تزوجت شذا في عمر الـ 35 وانتظرت مدة ثلاثة أعوام، حاولت خلالها شتَّى الطرق، إلاَّ أنها لم ترزق بولد. فسألت كل من حولها، فنصحوها باستشارة طبيب يعطيها الحل الأنجع. فما كان منه إلاَّ أنَّ نصحها باللجوء إلى تقنية “طفل الأنبوب” أو ما يُعرف بالـ IVF. وبعد تجارب عدَّة، تمكَنت من إنجاب مولود ذكر. وبعد ولادته بخمس سنوات قررت تكرار المحاولة فحملت بتوأم، إلاَّ أنَّها أرهقت نفسها خلال فترة الحمل، ما أثَّر في حياة التوأم، فتوفيا داخل رحمها. وبعد فشل المحاولة الثانية، اقتنعت شذا بعدم تكرار هذه التجربة، مكتفيةً بابنها الذي أصبح عمره اليوم 10 سنوات، وهو بصحة جيدة.

IVF وأسبابه

يُعرف الـ IVF بحسب الدكتور جان صوايا، اختصاصي بالعقم والتقنيات المساعدة للحمل في مستشفيي الحياة وجبل لبنان في حديث لـ”النهار” بأنَّه “نوع من التقنيات المساعدة لعلاج العقم”، لافتاً إلى أنَّ “أول تجربة لطفل الأنبوب أجريت عام 1978”. يشرح الدكتور صوايا التفاصيل ويقول: “يلجأ الثنائي إلى الإنجاب من طريق الطفل الأنبوب إذا فشلا في الإنجاب طبيعياً خصوصاً بعد مرور 5 سنوات على زواجهما، ويكون السبب مرتبطاً بهما، فإما أن تعاني المرأة من انسداد في الأنابيب، أو من وجود تبقعات دم في الحوض، أو من تكيسات على المبيض، أو يكون السبب تقدمها في العمر. أما فقد يعاني الرجل بدوره من مشاكل تدفعه إلى اللجوء إلى الإنجاب من طريق طفل الأنبوب، أبرزها ضعف السائل المنوي من حيث العدد، أو الحركة، أو وجود نسبة التشوهات العالية في السائل”.

إجراءات التلقيح

ويشير صوايا إلى أنَّه “إذا كان الثنائي راغباً في إنجاب طفل، وتحضر وتقبَّل نفسياً تقنية أطفال الأنابيب. يجب عليه عندها استشارة الطبيب الذي بدوره سيصف إبرَ شبه يومية يجب أن تقوم بها المرأة، ابتداءً من اليوم الثاني للدورة الشهرية. وتُتابع هذه الحقن كل 3 إلى 4 أيام بصور صوتية للوصول إلى نضوج البويضة. وغالباً ما يتم النضوج بعد مرور عشرة أيام من العلاج بالإبر اليومية. ثم يحدد الطبيب يوماً معيناً، تُسحب فيه البويضات مهبلياً من المرأة، فيما يُعطي الزوج السائل المنوي، وإذا لم يتمكن من إعطائه يتم سحبه من الخصية. ثمَّ يتمُّ دمج البويضة من المرأة والبذرة من الرجل، ويوضعان في المختبر حيث يتم حقن البذرة داخل البويضة. وبمرور 3 أيام أو أحياناً 5 أيام تتكوَّن الأجنة وتُنقل مهبلياً إلى داخل الرحم، ويتمُّ الانتظار أسبوعين بعد القيام بهذا الإجراء للتأكد من نتيجة حصول حمل. وخلال هذين الأسبوعين تتلقى المرأة علاجاً لتثبيت الحمل من أدوية عدَّة حبوب وإبر لمساعدتها أكثر على الحمل”.

ويؤكد صوايا إلى أنَّه “لم يعد هناك من عاقر في لبنان والعالم، فقد أُلغي هذا المفهوم بعد أن أصبح بإمكان أي إمرأة أن تنجب بوجود تقنية طفل الأنبوب IVF”. لافتاً إلى بروز استثناءات منها عدم امتلاك المرأة رحماً لأسباب صحية أو جراء استئصاله من خلال عملية جراحية. أما في حالات أخرى فقد تخضع المرأة لتقنية طفل الأنبوب إلا أنها لا تحمل، وهنا يكون السبب مرتبطاً إما بتقدمها في العمر ما يعني ضعفاً في الإباضة، أو بحاجتها إلى تقنيات أكثر لتحفِّز للإباضة”.

العوامل المساعدة والآثار الجانبية

وهنا يبرز السؤال التالي: “هل من عوامل تساهم في نجاح هذه التقنية؟ وهل من آثار جانبية لها”؟ يجيب صوايا أنَّ “أكثر عامل يساعد في إنجاح الحمل الصناعي هو عمر المرأة، وكلما كان عمرها متقدماً كلما كانت نسبة نجاح الحمل أقل. لأنَّ الخصوبة لدى المرأة تزيد لغاية عمر الـ 25، ومن ثم تجمد ولا تزيد، وصولاً إلى عمر الـ 40 حيث تبدأ بالانخفاض. لذا، فإن أرادت المرأة أن تكون نسبة نجاح خضوعها لتقنية الـ IVF عالية يجب أن يكون عمرها بين الـ 25 و35. لكن ما من إحصاءات محلية حول نجاح الـ IVF، بل نعتمد كأطباء على النسب العالمية لنجاحه في هذه الفترة، وكما أشرت آنفاً، نجاحه مرتبط بعمر المرأة الأم، فكلما كانت صغيرة كانت نسبة النجاح بين الـ 50 والـ 60%، وفي حال تخطى عمرها الـ38، تتراجع هذه النسبة إلى 30 أو 35%”.

صحَّة الجنين

ولكن هل يولد الجنين بصحة جيدة أم إنه قد يعاني من تشوهات جراء ولادته بطريقة غير طبيعية؟ يؤكد صوايا أنَّ “اللجوء إلى طفل الأنبوب لا يسبب تشوهات لدى الجنين. أما إذا ولد الطفل بتشوهات فيكون السبب مرتبطاً بتقدم عمر الأم وليس بالتقنية. إلا أنه غالباً ما تلجأ المرأة إلى تقنية أطفال الأنابيب إذا تأخرت في الإنجاب، ومع التأخر يتقدم عمرها، وهذا ما يزيد من نسبة التشوهات لدى الجنين. فمَنْ عمرها 40 عاماً وأنجبت طفلاً مشوهاً، سيكون سبب تشوهه ناتجاً من عمر الأم وليس من العملية. وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ العلاجات الحالية التي تُعطى للمرأة من ناحية الإباضة، ليس لها أية آثار جانبية لأن جميعها يُعطى من الطبيب المعالج مرفقة بصور صوتية لتجنُّب أية تعقيدات”.

بين التلقيح الصناعي والمجهري

يشرح صوايا الفرق بين التلقيح الصناعي والمجهري، قائلاً: “”ذكرنا آنفاً تعريف التلقيح الصناعي ودوره، أما في ما يتعلق بالتلقيح المجهري، فهو مختلف، حيث يلجأ الطبيب إلى علاج يسمى ICSI (إيكسي)، حيث يكون عدد البذور غير كافٍ، فتُحقن مجهرياً ويتم إدخالها بالقوة إلى داخل البويضة للمساهمة في التأكد من دخولها، قبل أن تتقسَّم إلى جنين. وتجري عملية إدخال البذرة إلى البويضة عبر إبرة خاصة يتمُّ العمل بها مجهرياً من خلال مجهر يجعل الحجم يبدو أكبر بـ 400 مرة، إذ من غير الممكن رؤية البذرة بالعين المجردة لالتقاطها وإدخالها”.
“النهار”

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version