مركز آرام دكران الثقافي.. عمل دؤوب ونتائج جوهرية
جل آغا/ أمل محمد –
لكل مجتمع ثقافة وفكر خاص به، وكثيراً ما تتمازج الثقافات وتتأصّل من بعضها، ولكن يبقى لكل شعب ولكل مجتمع، إرث ثقافي يحرص المهتمون به، على الحفاظ عليه، ونشره بين أفراد المجتمع، ومنعه من الاندثار.
ومن هذه الفكرة قامت شتى الدول بإنشاء مؤسسات ثقافية، ومنها المراكز الثقافية، والتي تحوي عدة أقسام تُبرز من خلالها الثقافة والتاريخ الخاصة بها، وهي أشبه بحلقة شاملة لمعنى التراث والتاريخ المتأصل لهذا المجتمع، فيما تبرز تنمية الفرد منذ البداية، الهدف الحقيقي الذي تقوم عليه المراكز الثقافية.
بهذا المعنى أكد الإداري في المركز الثقافي في رميلان “أحمد عمر“، بأن أساس بناء الفرد يتم من خلال نشأته، وفق ثقافة سليمة، وأن ارتقاء مجتمع ما يقوم على أسس ثقافية متنوعة، مشيراً إلى أن المركز الثقافي يقوم على تطوير الأفراد، وتعزيز أدوارهم في محيطهم، وتشجيع مواهبهم المختلفة.
في مدينة رميلان التابعة لمقاطعة قامشلو يعمل المركز الثقافي على إبراز الدور الحقيقي له في تنشئة الأفراد التنشئة الثقافية، ليكونوا أفراداً على قدر عالٍ من التقدم المجتمعي المعرفي، وعن هذا الموضوع زارت صحيفتنا “روناهي” المركز الثقافي في رميلان “آرام دكران ” والتقت الإداري “أحمد عمر”، والذي حدثنا في البداية عن نشأة المركز وبداياته: “كانت البداية الحقيقية والفعلية للمركز مع بداية بزوغ ثورة روج آفا، هدفنا هو ربط الأفراد بالثقافة المجتمعية من جوانب عدة، والعمل على تقوية أواصر هذه الثقافة وتمتينها، وأبواب المركز مفتوحة مجاناً للجميع، وللأعمار كافة، نحن نرغب في تنمية مواهب أطفالنا وشبابنا مهما كانت”.
وأضاف عمر: “واجهنا صعوبات في البداية، منها رفض بعض الأهالي لفكرة وجود المركز، أو ربطه بجهات سياسية، ولكن بعملنا الجاد ورؤية الأهالي للنتائج الجوهرية، أصبح الإقبال جيداً، وتمكنا من تصحيح بعض الأفكار الخاطئة، التي كانت ترتبط بالمركز”.
أقسام المركز
وعن أقسام المركز الثقافي قال عمر: “توجد أقسام كثيرة، وفي بدايتها صالة المسرح، وهي من أكبر الأقسام، فنعرض من خلالها المسرحيات، والعروض الثقافية والغنائية بالإضافة للندوات، كما أنه مخصص للبروفات، وإلى جانبه هناك قسم للرسم والموسيقا، بوجود مختصين، وأساتذة، ومشرفين على الطلبة، وهم أصحاب خبرات عالية، وهناك مكتبة المركز التي تحوي على أكثر من خمسة آلاف كتاب منوع، بين كتب سياسية، وثقافية، وأدبية باللغة الكردية، والعربية، كما أن هناك معرضاً للتراث، الذي تُعرض فيه أواني منزلية قديمة تخص الشعب الكردي والعربي، ومصنوعات زراعية قديمة، ومدلولات ثقافية للتاريخين الكردي والعربي، وهو مفتوح دوماً للزوار”.
عمر أكد خلال حديثه، أن الدورات، التي يقدمها المركز للراغبين، وللطلبة هي مجانية تماماً، وأن المركز لا يهدف للربح المادي، بل هو لتنمية مواهب الأفراد.
وزاد أحمد عمر من خلال حديثه حول ما يقدمه المركز من خلال الدورات المتنوعة: “مع حلول عام 2015 بلغ عدد أعضاء المنضمين للمركز ما يقارب المائة والخمسين فرداً في مختلف المجالات، وهذا إنجاز يحسب له، والمركز يخرج في كل عام 200 متدرب في مجال الغناء، والمسرح، والرسم، وهذا يدل على أهمية وجود هذا المركز في ظل ثورة روج آفا، ومع قيام هذه الثورة تم الاهتمام بأكثر من 2000 متدرب، لأن هدفنا هو بناء الفرد من جوانب عدة قبل تنمية موهبته”.
كما وأشار عمر إلى أن نسبة كبيرة من الأفراد، الذين تتلمذوا في المركز الثقافي، هم اليوم يحاضرون في جامعة روج آفا، أمام عدد كبير من الطلبة، وهذا إن دلَّ على شيء؛ فإنه يدل على أن المركز الثقافي يقوم بمهمته على أكمل وجه، وينشئ طلبته، والوافدين إليه على أساس الثقة بالنفس، وأن العلم والثقافة هم أساس بناء الإنسان.
أهداف عديدة ونتائج ملموسة
وتابع أحمد عمر حديثه قائلاً: “هناك علاقة وطيدة بين الثقافة السائدة في المجتمع وبين شخصية الفرد، ومن هنا نرغب في زرع الأسس السليمة، وثقافة مجتمعنا في نفوس شبابنا وأطفالنا، غايتنا الشخص قبل كل شيء، بأن يكون على قدر من الوعي والإلمام بثقافته، لأن وجود الإنسان مرتبط بفكره، والعقلية التي يتحدث بها وعليه يأتي دورنا لغرس الأفكار السليمة والفكر الصحيح الذي يُلائم مجتمعنا”.
كما وأكد عمر، أن رؤية الشباب والأطفال، الذين تخرجوا من المركز الثقافي والنتائج الايجابية، التي يحققها الطلبة بعد تخرجهم يدفع القائمين عليه للاستمرار: “كل مؤسسة تواجه بعض المشاكل والضغوطات، ولكن بمشاهدتنا لشبابنا بمواهبهم الفذة، والمراحل التي وصولوا إليها، نمضي قدماً للعمل بشكل أكبر، وحافز أقوى، هم مصدر فخر واعتزاز لنا، وهذا يؤكد بأننا نسير على الطريق الصحيح”.
الثقافة – صحيفة روناهي