التصنيفات
آراء

منهج الإرشاء السياسي…

سربست نبي

الإرشاء السياسي نهج متبع لدى معظم الأحزاب الكردستانية لخلق ولاءات وتحالفات تنظيمية، ولتأسيس شرعية سياسية زائفة قائمة على استقطاب أحزاب وتنظيمات ميكرومجهرية. وهذا الإسلوب فرضته حالة التنافس على النفوذ والسلطة بين الأحزاب الكبرى، قوامه ووسيلته في الغالب المال السياسي، الذي يهدر لأجل كسب الولاءات والتبعية من قبل الأحزاب الصغيرة، وحتى تلك الوحيدة الخلية( براميسيوم) التي يمكن أن نصفها على نحو دقيق بالأحزاب البرامسيومية، التي تتكاثر من تلقاء ذاتها دون أيّ اتصال حيوي.
في السنوات الأخيرة اتسع محيط تلك الأحزاب حتى شكلت بسبب حالة الركود السياسي في( غرب كردستان) بظلّ( الإدارة الذاتانية) مستنقعاً من الطحالب البرامسيومية، التي باتت تطفو على السطح، لاعمل لديها ولا تأثير سوى التطفل على قوت وتضحيات شعبنا هناك، الذي يعاني الآن من القهر والفاقة الناجمين من الحصار وفساد السلطة القائمة هناك.
إن تطفلّ تلك الأحزاب، التي لم تساهم معظمها حتى بقطرة دم واحدة، في الوقت الذي تعدّ فيه من أشدّ المستثمرين في دماء هذا الشعب والمتاجرين به، حدث بتشجيع وتمويل من قبل قادة( الإدارة الذاتانية) بغرض خلق شرعية شعبية وسياسية بالمال طالما فشلت في انتزاعها بالشعارات الدوغمائية والأيديولوجية. وتشير التقديرات الآن إلى وجود أكثر من ١٤٠ حزباً سياسياً- ناهيك بتلك الأحزاب العربية المصطنعة- يتقاضى الواحد منها شهرياً بين ٢٠٠٠ وحتى ١٢٠٠٠ دولاراً، مع العلم إن عائلة الشهيد في غرب كردستان تتلقى في الشهر الواحد أقل من ٥٠ دولاراً عن تضحيته التي لاثمن يضاهيها.
جيش من الساسة المتحزبين والعاطلين المتطفلين، الذين لا همّ لهم سوى العناية بقيافتهم البليدة وادعاء الوقار القومي الفارغ، نشأ عن هذه الحالة السياسية المنحرفة، التي بدورها خلقت أنماطاً من التفكير والممارسات السياسية المشوهة والانتهازية، أضعفت ثقة هذا الشعب بقضيته القومية، والأخطر من كل ذلك أضعفت إيمانه بجدوى تضحيات أبنائه و كرّست لديه، عوضاً عن ذلك، قناعة بعبثية التفاني والتضحية لأجل مصيره وكرامته.

https://t.me/sarbastnabi2024/2597

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version