التصنيفات
القسم الثقافي

نبذة عن العالم واللغوي الكردي الشيخ عبد الرحمن زين العابدين

هو الشيخ العلامة اللغوي أبو صلاح الدين، عبد الرحمن الشيخ محمد زين العابدين بن أحمد بن عيسى الكردي الأيوبي البالساني.

ولد في أنطاكية، عام 1904 م، وسجل في سجلات القيد المدني، في عام 1908، ونشأ في أسرة عُرفت بالعلم والفضل، فوالده عالم كبير، وجده شيخ محبٌّ للعلم والعلماء.

تلقَّى العلم على والده، ودرس على المشايخ في أنطاكية، وحفظ بعض المتون العلمية، وسلك على يد الشيخ علاء الدين النقشبندي رحمه الله، ثم عكف على الكتب، ينهل العلم النافع من معينها الثري الفياض، فبرع في علوم اللغة العربية، من نحو وصرف وأدب، وعلم المنطق والفلك، وكان محباً للشعر، حافظاً للكثير منه وكان صنَّاعاً بارعاً، وميكانيكياً عجيباً، وله قصص عجيبة في ذلك، وكان مولعاً بتراجم العلماء، مُجلاً لهم.

هاجر مع أسرته من أنطاكية إلى حلب، من ظلم كمال أتاتورك وطغيانه، واستقروا في مدينة حلب بسوريا، بحدود سنة (1357 هـ / 1938 م)، وفيها ظهرت شهرته ونبوغه.

عمل إماماً في جامع الأحمدية. ومدرساً لعلوم اللغة العربية، في المدرسة الشعبانية، والمدرسة الخسروية، ثم دَرَّسَ في دار نهضة العلوم الشرعية (المدرسة الكلتاوية)، التي أسسها العالم الشيخ المربي محمد النبهان الحلبي رحمه الله تعالى، كانت له دروس خصوصية، في النحو والصرف، والتوحيد والمنطق.

كان يجيد اللغة التركية، ويلم باللغة الكردية والفارسية، بالإضافة إلى علوم اللغة العربية، فقد كان يدرس كتب ابن هشام.

كان راجح العقل، ثاقب النظر حديده، صادق الفراسة، سخياً جواداً، لا يعرف التكلُّف، زاده الله بسطة في العلم والجسم، عفيف النفس، صدوقاً، متواضعاً.

كان رحمه الله تعالى، منذ شبابه يحبُّ الرياضة البدنية، والمشي الطويل، وكان صياداً ماهراً سديد الرماية، وله في ذلك قصص كثيرة، ومشهورة، وكان صناعاً ماهراً، يصنع مثاقب وأميالاً وإبراً من الفولاذ والمعادن بيده، وكأنها خارجة من مصنع آلي، وفي الحرب العالمية الثانية، انكسر في معمل شركة الغزل والنسيج بحلب، ترس مسنَّن في أحد الأجهزة، وكان مسنناً، في أسنانه تعرج وحركات دقيقة، فَذُكر لهم الشيخ عبد الرحمن، فأتوه بالمسنَّن المكسور، فصنع لهم بديلاً عنه كأنه هو حين كان جديداً، وشغَّلوا به الجهاز، وكان قنوعاً لا يناقش في الأجر، فأعطوه ثمناً له، لو طلب عشرة أضعافه، لما ترددوا في دفعه.

كان ساعاتياً بارعا، وميكانيكياً، خبيراً بصيراً بالساعات على اختلاف أنواعها وحجومها، وكان إذا استعصى على الساعاتية في حلب إصلاح ساعة توقفت أو احتاجوا إلى قطعة غيار لها غير موجودة، كانوا يلجؤون إليه، فيقوم بإصلاحها، أو يصنع لهم قطعة الغيار المطلوبة.

وكان خبيراً ممتازًا في الأسلحة النارية بأنواعها وأحجامها، وكذلك كان ذا خبرة واسعة في سقاية الفولاذ، بمختلف أنواع السقاية ودرجاتها.

أصيب في أواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي بمرض الاكتئاب فلزم البيت، وترك التدريس في المدرسة الخسرويَّة الثانوية الشرعية بحلب وسمن بدنه وترهل من عدم الرياضة والحركة، وتوفي الشيخ في شهر شباط من عام (1990م).

المصدر – صحيفة روناهي

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version