الخميس, مارس 28, 2024
آراء

آلدار خليل: الأسد وكوميديا الحديث عن الخيانات.. !!

25d825a725d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-9093817

مع نهاية العام الجاري يدخل السوريون عاماً جديداً وجميع الجهود فيما يتعلق بالحل كما هي دون أي تطور، حيث أن مؤتمر جنيف الذي حاول البعض من خلاله إيجاد حل والالتفاف على حالة الواقع السوري الذي هو بالأساس غير ممثل في جنيف فشل وازدادت مراحله كمياً دون أي تقدم نوعي وهذا يعزى إلى الأساس الخطأ الذي تم تأسيس جنيف عليه منذ البداية كأهم شروط النجاح، الحال بالنسبة للمعارضة ليس بأفضل، ففي المعارضة لا يزال الترهل واضحاً والصفوف غير منتظمة، بالإضافة إلى أنَّها لا تزال تبحث عن الهدف نفسه الذي هو إضفاء تغيير بشكل يعتقد أنَّه ديمقراطي – حسب معاييرهم – على نمط وشكل النظام الموجود وبالتالي لا جدوى من كل الخطوات التي يقدمون عليها بخاصة وأنها لا تزال بشكل علني تنطلق من منصات دول إقليمية لها حساباتها وأجنداتها التي ترى أنها أهم بكثير من مصلحة الشعب السوري. لكن؛ لا بد من اتخاذ الشعب السوري ومأساته ذريعة للانطلاق نحو تمثيل الدور في الواقع السوري بشكل مزيف، على صعيد قريب وفي الجغرافية نفسها التي تتنافس عليها أطراف السلطة ظهر تقدم وتطور نوعي مهم في مناطق الشمال السوري، حيث تراجُع وانهيار منظومة الإرهاب وتحرير أهم المعاقل المهمة لداعش والمتمثلة بمدينة الرقة والتقدم بمراحل مهمة في تطوير آليات تحقيق المشروع الديمقراطي النوعي في سوريا والمنطقة. إن هذه الانتصارات والتقدم يشكل خطراً دون شك على الجانب الآخر الذي يعمل للحفاظ على الشكل الذي ثار السوريون عليه متجاهلاً حجم التغييرات الهائلة في المنطقة وحجم تضحيات الشعب السوري. وهنا أقصد النظام السوري والزمرة المنفصلة عن واقع الحال في سوريا، حيث أمام فقدان السيطرة على معظم المناطق وفي الفترة التي بات فيها هيكلاً أجوف لا يزال يمتطي ظهر حلفائه ليقنع الناس بأنه الفعال، والحقيقة ليست كذلك.
ما صرح به الأسد مؤخراً حول دور شعبنا وانتصارات قوات سوريا الديمقراطية QSD تفتح الباب أمام مرحلة جديدة بدايتها تبدأ مع بداية العام الجديد وتؤسس لخطاب حرب يمكن أن يؤدي ذلك إلى عكسه في الميدان معتمداً على تحالفه مع إيران التي ستكون وحسب المؤشرات بعد ممارستها لمختلف أشكال الفتن وتدخلاتها في شؤون الآخرين أمام ضغط دولي وتحالف أممي كفيل بتقويض جهودها وما تعويل الأسد عليها إلا مزيد من العبء على كاهلها، المرحلة التي يتوجه فيها النظام إلى التهجم على حقيقة دور شعبنا هو خدمة لجميع أعداء السوريين وعلى رأسهم تركيا التي تحتل الأراضي السورية علناً، إن كان للخيانة معنى فهي بكل تأكيد تتجلى في من باع الجولان ولواء اسكندرون ومن تنازل عن الكرامة السورية وأقدم على إدخال مختلف المرتزقة إلى البلاد، من ساهم في تقوية شوكة الإرهاب لاستثمار ملفه في المفاوضات، وكذلك من كان السبب في تدمير أكثر من نصف سوريا وتهجير الملايين والأمثلة كثيرة لا تنتهي، مهما كانت المرحلة القادمة وما تتطلبه بجميع الأحوال أمر لن يكون فيه شعبناً متفرجاً، بل سيواجه كل الاستفزازات والهجمات على مكتسباته بمقاومة عرفها جميع العالم عن شعبنا وتميز بها في ميادين كثيرة سواء سياسية من خلال إفشاله جملة المخططات التي حيكت ضده وعسكرية في محاولات التهجم على هوية وحقيقة وجود شعبنا، مهما بلغت حدة الهجمات على أية محاولات ديمقراطية من قبل النظام وحلفاؤه؛ فهم لن يفحلوا في الحصول على ثقة الشعب السوري، وكلما تحدثوا عن خدمة مصلحة السوريين السؤال الأول الذي يراود الأذهان مَن سبَّب هذه المأساة العميقة؟ ثم إن كان النظام مخلصاً للسوريين لماذا منعهم من حقهم في العيش بحرية وأباد ما ينوف على النصف مليون سوري حتى الآن!، نحن نثق بقدرة شعبنا على مواكبة التغيير وقدرته على صنع مستقبل لائق بالشراكة والتفاهم مع مختلف المكونات السورية لجميع السوريين في إطار سوريا موحدة لعموم أبنائها لا تحت الوصاية ولا تحت إدارة الوكلاء المعتمدين لدى إيران ومحورهم المقسِّم للبلاد والمفرق للشعوب.
“روناهي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *