حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأطراف التي “تريد إنشاء دولة في شمال سوريا” متعهدا بأن هذه الجهات ستخيب آمالها وسترى من تركيا خطوات ضرورية، في إشارة إلى أكراد سوريا الذين تقدموا أشواطا كبيرة في إرساء الحكم الذاتي شمال البلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، خلال اجتماع عقده مع المخاتير الأتراك في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأشار أردوغان إلى أن المناطق التي يراد إنشاء “حزام إرهابي” فيها بالشمال السوري كلها تقع ضمن حدود “الميثاق الوطني” لتركيا، الذي تبناه برلمان البلاد عام 1920 ويعطيها، حسب رأي السلطات المحلية، حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية كالموصل وحلب وكركوك وبعض أراضي اليونان وبلغاريا.
وتقدر نسبة الأكراد السوريين بـ15 بالمئة من السكان. وقد عانوا على مدى عقود من سياسة تهميش من جانب دمشق حيالهم.
وبدؤوا بتعزيز موقعهم بعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من مناطقهم بعد بدء النزاع، ما سمح لهم بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد.
وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الأكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ويذكر أنه في مارس/آذار 2016، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).
وقال أردوغان إنه “يجب عدم تجاهل حساسية هذه المسألة بالنسبة لتركيا، وجميع المحاولات لإنشاء دولة عند الحدود التركية الجنوبية محكوم عليها بالفشل”.
وحذر “حتى من التفكير في هذا الموضوع”، فيما أشار إلى أن هؤلاء الذين يريدون إنشاء دولة في شمال سوريا سيرون من تركيا “ما يلزم” لإحباط هذه المخططات.
وأضاف الرئيس التركي “تركيا سترد بشكل جاد على كل محاولات مماثلة”.
ولفت إلى أن “تركيا ليست على الإطلاق الدولة التي يمكن أن تُفرض عليها سياسات الولايات المتحدة غير المتزنة في منطقتنا”.
وتابع “كما أن تركيا ليست مجبرة على دفع ثمن التقصير الأوروبي تجاه تطورات المنطقة”.
وينتاب تركيا قلق كبير من جهة أكراد سوريا المتاخمين لحدودها وتسعى جاهدة لكبح جماح رغبتهم نحو الحكم الذاتي أو الاستقلال، ولذلك يتفق الكثيرون على أن التدخل التركي في إدلب والتهديد بشمل عفرين إنما هو موجه بالأساس لإجهاض المشروع الكردي السوري، ولا سيما بعد قيام الأكراد بخطوات عدة لتثبيت الحكم الذاتي إجراء انتخابات محلية وبدء الترتيب لإجراء أخرى برلمانية في كانون الثاني/ يناير المقبل.
وكانت تركيا أطلقت عام 2016 عملية درع الفرات على حدودها مع سوريا للقضاء على ما وصفته “بممر الإرهاب” المتمثل في خطر تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين.
المصدر: ميدل ايست أونلاين
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=1102