التصنيفات
منبر التيارات السياسية (بيانات)

البرنامج السيـاســي الذي أقره المؤتمر السادس عشر للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

البرنامج السيـاســي 

الذي أقره المؤتمر السادس عشر

 للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

مقدمــــة:

ساهم الشعب الكردي الذي يعيش في موطنه ( كردستان )، الى جانب شعوب المنطقة في بناء الحضارة الإنسانية ، وأسس دولاً وإمارات عديدة، وإثر معركة جالديران بين الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية عام 1514 م تم تقسيم كردستان بينهما. وثبت ذلك التقسيم نهائياً بموجب معاهدة قصر شيرين التي أبرمت بين الامبراطوريتين عام 1639.

واستمر وضع الشعب الكردي على هذه الحال حتى الحرب العالمية الأولى وتقسيم تركة الدولة العثمانية بما فيها كردستان بين فرنسا وبريطانيا العظمى بموجب معاهدة سايكس- بيكو عام 1916م. وبموجب هذه المعاهدة وما تبعها من اتفاقيات كرست حدودا جديدة وألحق جزء من كردستان بالدولة السورية، وارتبط الكرد منذ تاريخه مصيرياً مع باقي مكونات الشعب السوري. وساهم الشعب الكردي في استقلال سوريا وتطورها، وبناء الدولة السورية الحديثة إذ تبوأ الكثير منهم مناصب رفيعة في الدولة كرئاسة الجمهورية والحكومة والوزارات المختلفة حتى قيام الوحدة السورية – المصرية 1958 – 1961، ولاحقا خلال  فترة حكومة الانفصال 1961 التي شهدت تحولا سلبيا ضد الكرد من خلال تطبيق الاحصاء الاستثنائي لعام 1962، ومع استلام حزب البعث السلطة في سوريا عام 1963، تعرض الشعب الكردي لسياسات الاضطهاد والتمييز القومي ومحاولات التغيير الديموغرافي للمناطق الكردية من خلال تطبيق مشروع الحزام العربي وغيرها من السياسات والاجراءات التمييزية كتعريب أسماء القرى والبلدات الكردية وعدم تسجيل الولادات إلا بموافقة من الجهات الأمنية وفصل العمال والموظفين والطلاب من المدارس والمعاهد وحظر اللغة الكردية وفرض قيود صارمة عليها، وغيرها من الاجراءات التي ادت إلى استبعاد الكرد من المشاركة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية في البلاد.

ومن أجل تنظيم طاقات الشعب الكردي تأسس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في 14 حزيران 1957 في ظل أجواء ديمقراطية بعد الإطاحة بنظام أديب الشيشكلي 1954 بهدف النضال مع القوى الوطنية والديمقراطية السورية لترسيخ استقلال البلاد والدفاع عن مصالح الشعب السوري والعمل من أجل تأمين الحقوق القومية ( السياسية والثقافية والاجتماعية ) للشعب الكردي في إطار سوريا ديمقراطية يتمتع فيها الجميع بحقوقهم القومية والديمقراطية.

وارتبط مصير الشعب الكردي بصورة أساسية بمصير الشعب السوري بأجمعه، ولذا فان قضيته تعتبر جزءاً من القضايا العامة والأساسية التي تعاني منها البلاد ويمكن حلها ضمن الإطار الوطني العام وفي ظل نظام ديمقراطي.

إن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا يعتبر نفسه جزءا من الحركة الوطنية والديمقراطية في البلاد لذا فأنه يسعى مع هذه القوى إلى العمل على احترام وصون كرامة وحرية وحقوق الانسان لمختلف القوميات والاديان ويكرس الحزب نضاله من أجل تحقيق الأهداف التالية:

أولاً: في المجال الوطني العام :

يناضل الحزب الى جانب سائر القوى الكردية الوطنية والمكونات القومية والدينية الأخرى في البلاد، من أجل:

1- بناء نظام ديمقراطي علماني، يضمن الحقوق والحريات الفردية والعامة، ويصون حقوق الانسان. ويرسّخ القيم الديمقراطية والتعددية السياسية، ويلتزم بمبدأ سيادة القانون والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والفكرية.

2- اقرار دستور جديد يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، ويحافظ على التنوع الثقافي في البلاد ويسعى لتطويره.

3 – فصل السلطات الثلاث واستقلالية القضاء، والالتزام بتطبيق القوانين والدستور.

4 – دعم وتشجيع العيش المشترك والسلم الأهلي بين مكونات المجتمع السوري.

5- تحقيق العدالة في توزيع الثروة والسلطة في كافة المناطق.

6- حماية حق الطفل والطفولة عبر تقديم الدعم النفسي المطلوب، وذلك للحد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة.

7 – تحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة وتمكين المرأة من ممارسة دورها في جميع مجالات الحياة.

8- مكافحة الارهاب والتطرف الديني والقومي والسياسي لما تشكله من خطر على الإنسانية.

9 – العمل بكل الوسائل المتاحة لمواجهة ظاهرة الهجرة لما لها من انعكاسات سلبية على مستقبل الشعب السوري، وتهيئة الظروف المناسبة من أجل عودة طوعية وآمنة للسوريين إلى بلادهم.

10- العمل مع سائر القوى الوطنية والديمقراطية لتحرير الاراضي السورية المحتلة ( الجولان، جرابلس، اعزاز، الباب، عفرين، سري كانيي ” رأس العين” تل أبيض ).

11 – إيلاء الاهتمام المطلوب بجيل الشباب وتأمين فرص العمل ومقومات الحياة الكريمة لهم للحد من ظاهرة الهجرة التي تستنزف طاقات البلاد.

12 – مكافحة المخدرات والآفات والظواهر الاجتماعية الخطيرة على المجتمع السوري.

13- صون وحماية البيئة من التلوث.

14- العمل مع القوى الوطنية السورية على إيحاد حل سياسي للأزمة السورية.

15– دعوة المجتمع الدولي لدعم جهود السوريين لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد وتقديم المساعدة اللازمة لإعادة ما دمرته الحرب.

ثانياً: في المجال القومي الكردي:

1 – الإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكردي كقومية أساسية، واقرار مواد فوق دستورية تصون الحقوق القومية للشعب الكردي.

2- اعتماد نظام لا مركزي بصلاحيات موسعة يراعي الخصوصية والتنوع القومي في المناطق الكردية.

3- اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في المناطق الكردية، إلى جانب اللغة العربية مع مراعاة خصوصية اللغات الوطنية الاخرى،  وادراج ذلك في المناهج التعليمية للدولة.

4- تعويض المتضررين من جراء السياسات الشوفينية التي طبقت بحق الكرد في المراحل السابقة.  وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل تطبيق تلك السياسات.

5- إعادة الجنسية لمكتومي القيد ضحايا احصاء عام 1962 الاستثنائي

 6- تحقيق المساواة التامة بين المواطنين الكرد وسائر المواطنين في الحقوق والواجبات بحيث لا تحول الاعتبارات القومية دون ممارستهم لحقوقهم في هذا المجال، وتحقيق العدالة في توزيع الثروة والسلطة.

7- إيلاء الاهتمام اللازم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الكردية التي تعرضت للإهمال في المراحل السابقة.

8- مواجهة التغيير الديمغرافي على أسس قومية في المناطق الكردية.

9- دعم منظمات المجتمع المدني والمبادرات التي تسعى إلى نشر وتطوير الثقافة والفلكلور والأدب الكردي.

ثالثاً : سياسة الحزب الكردستانية:

يولي الحزب اهتماما متزايدا بالعلاقات بين القوى الكردية والكردستانية، في عموم أجزاء كردستان وحدد ضوابط لهذه العلاقات ترتكز في الأساس على احترام خصوصية واستقلالية كل جزء نظرا لاختلاف شروط ومقومات العمل السياسي والنضالي في كل جزء.

من هنا فإن الحزب يؤيد ويساند نضال الشعب الكردي في كل من كردستان تركيا وايران من اجل نيل حقوقه القومية والديمقراطية.

أما في إقليم كردستان العراق فإن النظام الاتحادي الديمقراطي الذي يعيشه الإقليم جدير بالدعم والمساندة من جانب ابناء الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان، لما تشكله هذه التجربة من أهمية قومية واستراتيجية في المنظور القريب والبعيد. ومن أجل صيانة مكتسبات شعب كردستان يستوجب تطوير المؤسسات وترسيخ الحياة الديمقراطية في الإقليم، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية.

إن الظروف والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة منذ عام 2011 وظهور الإرهاب الذي استهدف ولا يزال يستهدف الوجود القومي الكردي، يستدعي إقامة منظومة متطورة من العلاقات وتنسيق المواقف بين القوى والأحزاب الكردستانية. لذا فإن عقد مؤتمر قومي كردستاني أضحى ضرورة قومية لصياغة موقف كردي موحد لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الكردي في هذه الظروف. ويشدد الحزب على بناء علاقات متكافئة بين القوى والأحزاب السياسية الكردية والكردستانية، وعلى احترام خصوصية كل جزء من أجزاء كردستان.

كما ان الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا يؤيد ويساند نضال الكرد في لبنان وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق من اجل نيل حقوقهم الثقافية والإنسانية.

يضيف الحزب جهوده إلى جهود جميع القوى المحبة للسلام في العالم من أجل وقف سباق التسلح النووي واستخدام الاسلحة الكيمائية والبيولوجية المحرمة دوليا، ويدعم السياسات الدولية الرامية إلى إرساء السلام والتفاهم بين الشعوب والدول والجهود الأممية الرامية إلى الحفاظ على البيئة ومكافحة الأوبئة والفقر والجفاف.

8-12-2023

اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version