أكدت المحكمة الجنائية العليا في أنقرة صحة تسجيل صوتي يعود لعام 2013، يكشف فيه خطط مسؤولين أتراك رفيعي المستوى لغزو سوريا، كما كشفت القضية خرقا أمنيا كبيرا، لم تتمكن السلطات من معرفة من يقف خلفه.
وفي التسجيل المسرب، تسمع أصوات وزير الخارجية السابق، أحمد داود أوغلو، ووكيل وزارته فريدون سينيرلي أوغلو، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، ونائب رئيس هيئة الأركان الجنرال يشار غولر، وفق ما أورد موقع “nordicmonitor” التابع لمركز ستوكهولم للحريات.
ويعود تاريخ التسجيل إلى يوم 13 مارس 2013، ويرصد تفاصيل الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية التركية، ووصف الاجتماع بأنه “سري للغاية”، واعتبر ما ورد فيه بمثابة”أسرار دولة”، وناقش المشاركون سبل “خلق” ذريعة تتيح لتركيا التدخل عسكريا في سوريا.
وقال فيدان في التسجيل :” إذا لزم الأمر، سأبعث بأربعة رجال إلى سوريا، ثم أطلب منهم إطلاق قذائف هاون على الجانب التركي من الحدود، ونخلق بالتالي ذريعة للحرب”.
42) According to the audio file, Fidan said: “If needed, I would dispatch four men to Syria. [Then] I would have them fire eight mortar shells at the Turkish side and create an excuse for war. We can have them attack the tomb of Suleiman Shah as well.”
— Nordic Monitor (@nordicmonitor) ٢٣ يناير ٢٠١٩
وجاء تأكيد القضاء التركي للمحتوى الفاضح بطريق الصدفة، عندما حقق المدعي العام في تهم التجسس على اجتماع ضم مسؤولين كبار في حكومة رجب طيب أردوغان حينها.
وقالت السلطات إن أشخاصا غير معروفين قاموا بالتجسس على الحوار الذي دار بين المسؤولين في الاجتماع، وفي وقت لاحق جرى تسريب التسجيل الذي تبلغ مدته 7 دقائق، إلى شبكة الإنترنت.
وأطلق مكتب المدعي العام تحقيقا في قضية التجسس في مارس 2014، وتحول التحقيق إلى اتهام في عام 2016، وأصدرت المحكمة في 2017 قرارها في القضية، لكنها أجلت الإعلان عنه حتى يناير 2019.
وسبق لمسؤولين أتراك أن أكدوا مبدئيا وجود التسجيل، لكنهم قالوا إنه جرى التلاعب في جزء منه، وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها أمام حشد في مدينة ديار بكر، إن التنصت على مكتب وزير خارجيته كان “غير أخلاقي وجبان”.
وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا بشأن التسجيل الصوتي، أكدت فيه نبأ عقد الاجتماع، لكنها قالت إنه جرى التلاعب بمحتواه، وازعمت أن المسؤولين كانوا يناقشون مسألة حماية قبر سليمان شاه، جد مؤسسة الدولة العثمانية، عثمان الأول، لكن وثائق المحكمة في يناير 2019، لم تشر إلى وجود تلاعب في التسجيل الصوتي.
وبالفعل، تطرق المسؤولون إلى مسألة حماية القبر، لكن باعتباره مسألة تتيح التدخل العسكري التركي، وقال داود أوغلو في الاجتماع “رئيس الوزراء (أردوغان) قال إنه يجب اعتبار هذا “قبر سليمان شاه” فرصة في هذه المرحلة (للتدخل)”، خاصة مع اندلاع اشتباكات آنذاك بين الجيش السوري الحر المعارض وعناصر من داعش قرب المكان.
لكن أوغلو قال إنه يجب أن تكون هناك ذرائع مقبولة للمجتمع الدولي، مضيفا “دون ذريعة قوية لا يمكننا أن نخبر وزير الخارجية الأميركي (جون) كيري أننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية”.
وسارع فيدان للقول ” إذا لزم الأمر سأرسل أربعة رجال إلى سوريا، حيث يطلقون هناك 8 قذائف هاون على الجانب التركي ونخلق ذريعة للحرب. يمكننا أن نهاجمهم بسبب قبر سليمان شاه أيضا”.
وبعدما تسرب التسجيل الصوتي، حظرت السلطات موقع “يوتيوب”، في حين اتهمت المعارضة حكومة أردوغان بالتخطيط للتدخل في سوريا.
وبحسب الموقع التابع لمركز ستوكهولم للحريات، فقد يمكن أن تؤدي هذه القضية إلى إلحاق الضرر بحكومة أردوغان على المستوى الدولي، وربما تساعد في رفع دعاوى عليه مستقبلا بحجة تأجيج الحربة الأهلية في سوريا.
تموز نت
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=49569





