الكتلة الوطنية السورية….كيف؟ولماذا؟

ماجد حبو عضو الكتلة الوطنية السورية

كيف؟
مع سقوط النظام المخلوع لبشار الأسد” حافظ الأسد” في الشهر الأخير لعام ٢٠٢٤، عمت البشائر لدى عموم السوريين بآفق جديد للعمل السياسي والمتصحر منذ أكثر من ٥٤عام من الاستبداد والقهر، وتفاءل السوريين بالحماس لتنظيم حياتهم السياسية وفق معايير وأسس تتجاوز الديكتاتورية والاستبداد التي رضخوا لها طويلا.
مع قدوم سلطة الأمر الواقع ذات اللون الواحد” بتوافق دولي/ اقليمي” فرضت على الشعب السوري، وبإجراءات سياسية احادية الشكل واللون، مع جرائم وطنية مبكرة في الساحل السوري، السويداء، إلغاء تام للحياة السياسية الحزبية، حل الجيش، والمؤسسات العامة للدولة السورية، تداعى العديد من السوريين الى تنظيم” الحد الأدنى” من قواهم السياسية كرد على ما يتم بحقهم، إضافة إلى بعض التجارب السابقة التي حازت على حضور خارج سلطة الأسد في بعض الجغرافيا السورية وفق شروط خاصة واستثنائية.
اليوم تقدم الكتلة الوطنية السورية أوراق اعتمادها للشعب السوري بكامله كطرف أصيل ومتكامل، وبكامل الجغرافيا السورية.
في ابجديات العمل السياسي/ الشأن العام، يأتي توصيف السلطة السياسية كمدخل اساسي واولي. اعتقد أن سلطة الامر الواقع سلطة ديكتاتوريه غير وطنية، تتعارض مع السيادة الوطنية والمواطنة والانتقال الديمقراطي، وهي تتعارض مع كل قيم وحقوق الانسان، وهي سلطة غير شرعية، تعتمد التطرف الديني، تضع مصلحة الخارج فوق مصلحه الوطن والمواطن.
الكتلة الوطنية السورية تجد في العمل السياسي المعارض السلمي والعقلاني كشكل بناء في مواجهه الديكتاتورية، وفي ذلك نكون أوفياء لسوريتنا وطموح ابناءها في مشروع وطني ديمقراطي قامت من أجله ثورة السوريين في اذار٢٠١١ قبل أن يتم الردة عليه.
تحدد الكتلة وتعرف نفسها: مجموعة من القوى السياسية المدينة والاهلية والأفراد الملتزمين بمجموعة من المبادئ الما فوق دستورية في تصورها لمستقبل سورية:
– وحدة سورية السياسية والجغرافية.
– نظام الحكم جمهوري وفق سيادة القانون.
– الحقوق الوطنية السورية، السيادة، تحرير الارض والدفاع عنها ضد اي عدوان أو احتلال خارجي.
– الدين لله والوطن للجميع، مع الاحترام التام لحرية المعتقد، الضمير، الفكر، الرأي والحياة الخاصة، حماية ممارسة الشعائر الدينية وفق القانون والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان.
– الحماية التامة لكل الحقوق الثقافية واللغوية لكل المكونات القومية للمجتمع السوري وفق القوانين والمواثيق الدولية للأمم المتحدة.
– الحق الكامل في الحياة السياسية والاحزاب وفق شروط عمل وطنية شاملة تتجاوز الأساس الديني، الطائفي، قبلي ،مناطقي، فئوي، أو العرق، الجنس، واللون.
الضرورة القصوى لهيئات وطنية دستورية مستقلة: الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، هيئة الإعلام السمعي والبصري، الهيئة الوطنية لحقوق الانسان، هيئة الأعمار والتنمية المستدامة، هيئة الشفافية مكافحة الفساد، هيئة العدالة الانتقالية والانصراف وجبر الضرر.
تؤكد الكتلة الوطنية على إلزامية تضمين الدستور لمبدأ” لا مركزية الدولة” واعتبار الوحدات الإدارية المحلية: إقليم، محافظة، بلدية” هيئة لامركزية مستقلة للسلطات المحلية، تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، منتخبه بشكل مباشر، سري وعام في كافة هيئاتها التنفيذية، ووفق ميزانية عادلة من عوائدها المالية لأملاكها وايراداتها الضريبية، إضافة الى الإعانات من الميزانية العامة المركزية.
تسعى الكتلة في نشاطها السياسي الى تحقيق مجموعة من المبادئ الهامة:
تحقيق العدالة الانتقالية.
إعادة الاعمار وعودة اللاجئين.
حق الأمان لكل الشعب السوري.
تحقيق السلم الأهلي.
لا تؤمن الكتلة الوطنية وشخوصها باحتكار العمل السياسي” المعارض”، بل تجد نفسها جزء من خارطة طريق مستدامه لكل الشعب السوري، وشريكة كاملة الحقوق والواجبات مع كل القوى والشخصيات الوطنية.
ويبقى الشعب السوري بطموحاته وخياراته السياسية هو البوصلة الوحيدة والعامل الفصل لأية رؤية سياسية تعنى بمستقبله.
لماذا؟؟؟
الاحتياجات والضرورات التي ميزت حياه السوريين منذ أكثر 54 عام تتكثف في مجموعة من العناصر:
1- الحق في المشاركة السياسية الحقيقية وفق شروط ونواظم وطنية، ذلك ما كان غائبا بشكل فاضح في السلطة الاسدية، وما تفتقده سلطة الامر الواقع- اليوم، وما تدعو اليه الكتلة الوطنية السورية وفق القرار الدولي2254.
2- الفساد المستشري في سلطة الأسد، والمستمر اليوم مع سلطة الامر الواقع بمسميات مختلفة تعتبر من المهام الملحة للكتلة الوطنية.
3- شكل تغول الأجهزة الأمنية العديدة وابتلاعها للدولة والمجتمع في سلطة الأسد، يجد تعبيره في الفصائل المنفلتة بغياب ايه مرجعية سياسية او قانونية، كما في اللون الواحد للمؤسسة العسكرية الحديثة التشكيل بعد حل الجيش العربي السوري.
4- المحاسبة والعدالة التي غيبت بقوة غياب القانون، الموت في السجون والمعتقلات، الحلول الأمنية العسكرية المجرمة عند الاسد، تجد مقابلها في الجرائم المرتبكة بحق كل السوريين: مجازر الساحل، السويداء، التصفيات البينية بين الفصائل المسلح، القهر والاستبداد عند أبناء أدلب.
5- احتكار الخطاب الوطني ومصادرته في سلطة الأسد، تعيد سلطة الأمر الواقع المفروضة على الشعب السوري انتاجه باستهتار فاقع” اللقاءات المباشرة مع الكيان الإسرائيلي”.
6- تنامي النزعة الطائفية بعد ان هشمت سلطة الأسد كل مقومات النسيج الوطني السوري، تستكملها سلطة الأمر الواقع اليوم بالأقصاء” القتل عبر الهوية الطائفية”.
7- التدخل والتأثير الإقليمي والدولي الذي انتهجه الأسد، يكمل فصولها بأشد اتساعا، ولكن بمقاولين جدد.
تأتي الكتلة الوطنية اليوم جهد لقطع الطريق على الديكتاتورية” بكل أشكالها” كمشروع وطني عام وعريض للهموم والقلق السوري، ومحاولة تقديم إجابات او تصور لها.
إن العمل الوطني الديمقراطي هو نتاج تراكمي، وليس عملا انقلابيا، والكتلة الوطنية السورية تدرك هذا الخيار وصعوبته في ظل التركة الثقيلة والوارث الجديد متسلحة بالثقة الكاملة بالشعب السوري وقدرته على الابداع والابتكار في معالجه مشاكله وطموحاته.
10-09-2025

Scroll to Top