سحبت بريطانيا الجنسية من شميمة بيغوم، الفتاة التي فرت من لندن للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، وذلك لدواع أمنية.
وتم إبلاغ قرار وزير الداخلية المحافظ ساجد جاويد في رسالة تلقتها عائلة شميمة بيغوم الثلاثاء.
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الثلاثاء في بيان إن “وزير الداخلية أكد بوضوح أن أولويته هي أمن المملكة المتحدة وسكانها”، مشيرة إلى أن “اي قرارات لحرمان افراد من الجنسية يستند الى جميع الأدلة المتوفرة ولا يتم اتخاذه باستخفاف”، مشيرة إلى أن بإمكان الفتاة طلب جنسية أخرى.
وبموجب قانون الجنسية البريطاني لعام 1961: “يمكن سحب الجنسية من المواطن البريطاني إذا رأى وزير الداخلية أن ذلك يصب في الصالح العام”، لكنهم لن يكونوا بلا جنسية نتيجة لهذا القرار.
وقالت بيغوم أن التسجيلات المصورة الدعائية الخاصة بالدولة الإسلامية أغرتها بالفرار من لندن إلى الرقة، وهي خطوة ما زالت تقول إنها غير نادمة عليها. وفرت من الخلافة التي أعلنها التنظيم لأنها كانت تريد وضع طفلها بعيدا عن القتال.
وتنقسم الآراء حول الرد الواجب على وضع شميمة بيغوم، ولا سيما بعد الصدمة الناجمة عن بعض تصريحاتها في بريطانيا، البلد الذي واجه سلسلة من الاعتداءات عام 2017 تبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
ومما قالته الشابة في مقابلة تلفزيونية أنها غير نادمة على فرارها إلى سوريا في الخامسة عشرة من عمرها، ووصفت اعتداء مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا في أيار/مايو 2017 بأنه “ردّ” على غارات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت لصحيفة تايمز عندما عُثر عليها لأول مرة في المعسكر في سوريا ”عندما شاهدت أول رأس مقطوع في سلة لم أشعر بخوف على الإطلاق. كان رأس مقاتل تم أسره أثناء القتال، عدو للإسلام“.
وقالت تايمز إنها تحدثت بنفس القسوة عند وصف التسجيلات المصورة التي رأتها للرهائن الغربيين مقطوعي الرأس.
ووصفت بيغوم قرار سحب الجنسية البريطانية منها بأنه “قرار غير عادل”.
وذكرت شميمة ذات 19 عاماً ،في مقابلة تلفزيونية مع قناة أي تي في، أن قرار وزارة الداخلية البريطانية “حطّم قلبها”، لكنها ستحاول الحصول على جنسية زوجها الهولندي.
وقالت تقارير إن بيغوم من أصول بنغالية، لكن عندما سألتها بي بي سي عن ذلك، أكدت أنها لا تحمل جواز سفر بنغالي، ولم يسبق لها السفر إلى بنغلاديش من قبل.
وقال اللورد كارلايل، مراجع مستقل سابق لتشريعات الإرهاب في بريطانيا، إنه حال تمتع والدة شميمة بالجنسية البنغالية، وهو ما ترجحه تقارير، فالقانون في هذه الدولة يمنح الجنسية لابنتها.
لكن محاميها أكونجي أكد أن الحكومة البنغالية “لا تعرفها”.
وأضاف: “موقفنا الحالي نابع من الواقع العملي الذي يشير إلى أنها (شميمة) أصبحت الآن بلا جنسية”.
وعُثر على بيغوم في مخيم للاجئين السوريين واقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي بعد مغادرتها مدينة الباغوز في دير الزور، التي تعد آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا، كما ولدت طفلا جديدا نهاية الأسبوع الماضي.
وفي بنغلادش، قال المدير العام لوزارة الخارجية شيرانجيف ساركر لوكالة فرانس برس إن أجهزته لم تتلق أي طلب بشأن الفتاة.
وقال “لم يتوجه أي من أفراد اسرتها إلينا حتى الآن” مضيفا “ما أفهمه من الصحف أن شميمة كانت تحاول العودة إلى بريطانيا”.
وأوضح أنه إذا ما اتصلت الاسرة بوزارته لطلب وثائق ثبوتية، فسينظر عندها في ما إذا كانت مؤهلة للحصول على الجنسية.
تموز نت / وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=49749