السبت, أبريل 20, 2024

قصة فتاة أيزيدية تتحرر من أسر نساء داعش الأسيرات في مخيم الهول بالحسكة

أخبار
حاولت التكلم بلغتها الأم لتعبر عن سعادتها وخلاصها من ظلم مرتزقة داعش، اضطرت تحت التعذيب أن تتزوج من رجل يكبرها بـ18 عاماً، وهي في سن الـ 14، وتتمنى أن تعود إلى أسرتها قريبا.

 الحسكة-جوزة إبراهيم

في سياق البحث عن الإيزيديين الذين تم اختطافهم من قضاء شنكال، من قبل مرتزقة داعش، الذي تم القضاء عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية في الباغوز, تم تحرير 236 طفلاً وامرأة ممن كانوا لدى أسر مرتزقة داعش الخارجين من الباغوز إلى الآن.

وسلّمت إدارة مخيم الهول الفتاة الإيزيدية رونيا فيصل، إلى البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة, في الـ 25 من شهر نيسان الجاري، بعد أن حررتها من المخيم.

وكان قد عُثر على الفتاة الإيزيدية رونيا التي تبلغ من العمر 16 عاماً، والتي كانت تقطن في مخيم الهول, في قسم نساء وأطفال مرتزقة داعش الأجانب، أثناء تواجدها لدى أسرة روسية.

رونيا فيصل قالت لوكالة ANHA: “كنت صغيرة عندما تم الهجوم على منطقتنا شنكال من قبل مرتزقة داعش, ومن ثم اختطفنا المرتزقة إلى مدينة الموصل مع والدتي وأشقائي, وبعدها إلى تلعفر, ومن ثم تم بيعنا لسوريا, وبعدها افترقت عن والدتي بسبب بيعها لرجل آخر”.

رونيا التي حاولت جاهدة التكلم بلغتها الأم الكردية، لكنها لم تكن تنطق سوى ببعضٍ الكلمات، وتتكلم اللغتين الروسية والعربية بطلاقة، كونها كانت لدى أسرة مرتزقة روسية، وأوضحت بالقول “عندما كنت في قبضة المرتزقة كنت أعيش في منزل أم طالب، وكانت هذه المرأة من أصول روسية, لذا أتحدث الروسية بطلاقة”.

وتضيف محاولة التكلم بالكردية، “تنقلت في كافة الأماكن التي كان يتواجد فيها داعش، الرقة, الميادين, الباغوز وآخر مكان كنت فيه هو مخيم الهول”.

تواصلت مع خالها عبر الانترنت

بعد مرور أكثر من عام لم تكن رونيا قادرة على الخروج من خيمتها أو الذهاب لأحد لإخبارهم بأنها إيزيدية، كون الأسرة الروسية التي كانت تتواجد معها قامت بإخافتها بأن أهلها سيقتلونها.

ولكن رونيا فيصل، التي اضطرت إلى أن تُسلِم تحت التهديد وتتزوج في عمر الـ14 من رجلٍ يكبرها بـ18 عاماً رغما عنها تقول “لم أكن أريد الزواج، وأنا في هذا العمر، ولكن تم تزويجي رغماً عني”.

ولفتت رونيا، أنها وبعد أن أمنت الانترنت تواصلت مع خالها عبر تطبيق الفيسبوك وهو بدوره أعطاها رقم البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، تقول “اتصلت بهم سرا لكي يخرجوني من المخيم، وأعود إلى أسرتي في شنكال”.

خوفاً من التعذيب لم يتجرأن على الهرب

وحول لقائها مع إيزيديات أخريات أثناء سيطرة المرتزقة على الكثير من المدن، أشارت رونيا إلى علاقتها مع الفتيات الإيزيديات قائلة ً “كنت ألتقي مع فتيات إيزيديات ولكن لم نتحدث عن الهروب أبداً, لأنهم كانوا يعذبون ويقتلون من يتحدث باللغة الكردية، ويقولون عنهم كفار ولا يوجد دين غير الإسلام”.

واجهت رونيا الكثير من المصاعب في الفترة التي قضتها مع مرتزقة داعش, ولعل أكبر هذه المصاعب فراق والدتها وأشقائها, وتقول “أصعب مرحلة قد مررت بها وأنا في قبضة داعش عندما ابتعدت عن والدتي, وأتمنى الرجوع إلى أسرتي في أقرب وقت ممكن وأعيش حياة طبيعية بعيدة عن القصف والخوف”.

عضو البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة محمود معمي، قال إن التأخر في إخراج أو إيجاد الإيزيديين المختطفين من قبل مرتزقة داخل مخيم الهول، هو التهديد المستمر من قبل أسر المرتزقة، وبث الأخبار الكاذبة بأن أسرهم ستقتلهم في حال خروجهم من المخيم بحجة أنهم أسلموا.

وأوضح محمود “استغرق إخراج الطفلة رونيا فيصل من مخيم الهول عدة ساعات, والآن هي موجودة في البيت الإيزيدي، وسيتم إرسالها لأسرتها  في قضاء شنكال في وقت لاحق”.

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *