الخميس, أبريل 18, 2024

كوباني…قصة هزيمة داعش وتركيا الإرهاب العالمي الجديد

أخبار

شكّلت معركة كوباني منعطفاً تاريخياً في الحرب ضد مرتزقة داعش المدعومة من تركيا والقضاء عليها في سوريا، بالتزامن مع تعاطفٍ دولي توّجته قسد بانتصار عالمي على داعش، ما شكل نكسة تركية عملت تركيا فيما بعد للانتقام لها عبر إعلان الحرب على مناطقٍ سورية في شمال وشرق البلاد، وتهديداتها المتكررة ضد كوباني، بالتزامن مع نشر آلاف المرتزقة في سوريا، وليبيا، ودولٍ إفريقية، وأوروبية أخرى.

 كوباني- دجلة أحمد- زانا سيدي
يصادف اليوم، 26 كانون الثاني/يناير، الذكرى السنوية الخامسة لتحرير مدينة كوباني من مرتزقة داعش عقب معارك دامت 134 يوماً.

تلك الهزيمة التي كانت الأولى والأكثر تأثيراً بالنسبة لداعش، ساهمت في تغييرات جذرية على المشهد السوري، وفي هذا الملف الذي أعددناه، نعود للتحدث عن أحداث الحرب في كوباني والفترات التي سبقتها ثم تلتها حتى الوقت الراهن.

داعش يتغلغل في سوريا والعراق

وسط المشهد الضبابي الذي عاشته سوريا مطلع عام 2014، وبينما كانت البلاد تسير نحو الهلاك، وفي وقت انعدم فيه أي تحركٍ دولي جِدّي تجاه الصراع الدموي، كشّرت عن أنيابها جماعاتٌ تعتمد على حرق وذبح السوريين كوسيلة لإخضاعهم، وهي “داعش”.

لم يمضِ وقت طويل حتى احتل داعش ـ الذي لم يكن قوامه آنذاك يتعدى مئات المرتزقةـ  مساحات شاسعة من سوريا وجارتها العراق، إذ سقطت كبرى مدن بلاد الرافدين “الموصل” خلال ساعات بيد داعش، وكذلك “الرقة” في سوريا، واستولى على كبرى معسكرات الجيشين السوري والعراقي، وقام بإعدام مئات الجنود رمياً بالرصاص، وأخذت الأزمة في سوريا منحى آخر.

داعش يجرّ الحرب إلى كوباني المحاصرة بدعمٍ تركي

استفاد داعش من الزخم الإعلامي الذي رُوّج لصالحه على أنه قوة لا تقهر، إذ يسيطر على أي منطقة يتوجه إليها في غضون ساعات، وبعد اتفاقات مع الاستخبارات التركية بحسب وثائق كشف عنها أمراء لداعش سابقاً، قام داعش بثلاث محاولات للتوغل في مناطقٍ قريبة من مدينة كوباني إلا أنها باءت بالفشل، ليستقدم الآلاف من مقاتليه المرتزقة ذوي التجارب العسكرية والذين حاربوا في وقت سابق في أفغانستان، والعراق، ودول أخرى، ويجرّ عشرات الدبابات التي اغتنمها من الجيشين السوري، والعراقي نحو مدينة كوباني المحاصرة قبل ذلك بعامين للسيطرة عليها.

كانت لتركيا وداعش الهدف نفسه، وهو القضاء على المدينة التي انطلقت منها ثورة الـ 19 من تموز في شمالي سوريا، عندما أُخرجت عناصر النظام السوري من المدينة على يد السكان المحليين، لتمتد شرارة الثورة إلى باقي المدن في شمال البلاد، ما كان شكّل  معنوية وسياسية وعسكرية للإدارة الذاتية في شمالي سوريا، كما يجعل داعش مستفيداً من المعبر الحدودي مع تركيا.

300 قرية احتلها داعش في غضون أيام والمعارك تحتدم في شوارع المدينة

بات داعش على تخوم مدينة كوباني في أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2014، بعد احتلاله ثلاثمئة قرية في غضون أيام، وضربت المنطقة موجة نزوح كبيرة، إذ اضطر ما يزيد عن 300 ألف مدني، أغلبهم  نساء وأطفال للتوجه إلى مدينة سروج في شمال كردستان، داخل الحدود السياسية التركية، ليشكّلوا جداراً بشرياً لمنع تسلل المرتزقة من الحدود التركية إلى أحياء المدينة، بالتزامن مع بقاء المئات من الشبان والمسنين في المدينة لخوض المعركة المصيرية في ديارهم أمام أكثر الجماعات وحشية، و مدججة بأحدث أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

المقاتلون المتحصنون في آخر حيّين في المدينة قرروا الدفاع عنها، وردع الهجوم على الرغم من الأسلحة الخفيفة التي كانوا يملكونها، إذ تمكنوا من إيقاف تمدّد مرتزقة داعش داخل أحياء المدينة مدة 21 يوماً، حتى وصلت طائرات التحالف الدولي، وقصفت المرتزقة داخل المدينة، لتتمكن مقاتلات وحدات حماية المرأة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب من التقدم داخل المدينة، وحرروا عدداً من الأزقة.

العالم ينتفض دعماً للمقاومة في كوباني

في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 أُعلن بأنه اليوم العالمي للتضامن مع المقاومة في كوباني، إذ امتلأت المطارات، وأغلب المرافق العامة في المدن الأوروبية ومباني الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان ،بالمتضامنين مع المقاتلين الذين كانوا يدافعون عن كوباني آنذاك، في الوقت الذي ردّد فيه المتظاهرون شعارات نددت بالدولة التركية التي دعمت داعش بشكلٍ مباشر خلال المعارك في المدينة.

عُلقت صورٌ لمقاتلين أممين، ومقاتلي وحدات حماية الشعب، والمرأة، المحاربين في كوباني في الشوارع العامة في مدنٍ مختلفة حول العالم، في اليابان، والأرجنتين وأفغانستان، إلى جانب عشرات الدول الأوروبية، وباتت أنظار العالم تتجه نحو المعركة المصيرية التي تتعلق بمصير كل مواطنٍ يعيش بأمانٍ واستقرار في جميع بلدان العالم.

داعش يتعرض لهزيمته الأولى في كوباني

مع خوض مرتزقة داعش لأعنف معاركها في أزقة وشوارع كوباني، وصل إجماليُ عدد المنضوين في صفوف داعش القادمين من مختلف دول العالم، وخاصة دول المغرب العربي إلى 300 ألف مرتزق، ينتشرون في سوريا والعراق، حسب إحصائية كشف عنها أحد أمراء داعش المُعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية منذ عام 2017.

بعد أن فقد أكثر من 3000 من المرتزقة السيطرة على آخر حيّين في المدينة تراجع داعش بفعل الخسائر التي مُنيَ بها جراء المقاومة البطولية التي أبداها المقاتلون، ولاسيما في معركة “مرشد بينار” الحدودية بين كوباني، والأراضي التركية.

تراجع داعش حتى حرّر تحالفٌ من وحدات حماية المرأة،  و وحدات حماية الشعب ومقاتلين من الجيش السوري الحرّ، ومقاتلون أمميون جميع أحياء المدينة، وأعلنوا النصر الكبير في الـ 26 من كانون الثاني/يناير من عام 2015 بعد 134 يوماً من أعنف المعارك التي شهدتها الساحة السورية خلال الحرب الأهلية في البلاد، لترفع وحدات حماية الشعب رايتها فوق تلة “كانيا كردان” شرق المدينة، في إشارة إلى تحرير كامل المدينة، ولتعمّ الاحتفالات مئات المدن حول العالم ابتهاجاً بالنصر.

في الـ 26 من كانون الثاني يناير من عام 2015 حرّرت وحدات حماية الشعب كامل كوباني من داعش، ليشكّل ذلك نقطة تحول في مسار الحرب في سوريا والعراق ضد الإرهاب، وخاصة بعد أن خسرت الدولتان مساحات شاسعة من أراضيها لصالح داعش.

جراء المعارك التي استمرت لأشهر دُمّر 70 بالمئة من مساحة المدينة البالغة سبعة كيلومترات مربعة، 30 بالمئة تعرّض للدمار الكلّي شمال ووسط المدينة، بينما 40 بالمئة من مساحة المدينة تعرّض للدمار الجزئي.

داعش تتراجع إلى الخلف وسط إشاعات وتبريرات

بعد مقتل أكثر من 6000 من مرتزقته داخل المدينة، وجرح آلاف آخرين، أُرغم  من بقي من مرتزقة داعش في كوباني على الفرار صوب مناطق قريبة، يسيطرون عليها، وخسارة مساحات احتلها مسبقاً يوماً بعد يوم، ليخسر ما يزيد عن 350 قرية في غضون أسابيع.

جاء ذلك وسط إصدارات، أو مشاهد فيديو، بثها المرتزقة على وكالته “أعماق” من وسط المدينة التي غلب عليها الدمار، إذ قال فيه بأنه أُرغم على الانسحاب، بعد أن ترك المدينة ركاماُ لأصحابها، وقد سُويت المدينة بالأرض، ما أثار موجة من السخرية لمناصري داعش معبّرين عن استيائهم من خطة الهجوم على كوباني، ومقتل آلاف المرتزقة في تلك المدينة.

 ترحيبٌ دولي بوحدات حماية الشعب والمرأة

توالت الترحيبات الدولية بمقاتلي وحدات حماية الشعب، والمرأة ،بعد صدّ هجوم داعش على شمال سوريا، الذي كان يشكّل خطراً على أغلب دول العالم، ولاسيما الغرب، بالتزامن مع عمليات دهسٍ، وتفجير، وطعنٍ، تبناها داعش في عددٍ من المدن الأوروبية.

في الـ 10 من شباط/نوفمبر عام 2015 وبعد أيام على تحرير كوباني استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر إيلزيه بالعاصمة باريس القيادية في وحدات حماية المرأة نسرين عبدالله، والرئيسة المشتركة السابقة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبدالله، لبحث سُبل القضاء على داعش، إذ اعتُبرت فرنسا من الدول ذات الفعالية ضمن التحالف الدولي، المُشكّل لإنهاء داعش في سوريا والعراق.

من جانب آخر استُقبل ممثلون عن الإدارة الذاتية في عدد من جلسات البرلمان الأوروبي لبحث المستجدات على الساحة السورية، وتمتين العلاقات بين الإدارة ودول الاتحاد الأوروبي، وشرح ما تصبو إليه تركيا ومرتزقتها في سوريا من خراب، ودمار، وتهجير.

تحالف المكونات والحرب ضد داعش يُفضي إلى تشكيل قسد

بعد إعلان تحرير كوباني اتجهت هذه القوات نحو كري سبي/تل أبيض  لتحرر المدينة بتاريخ 15 حزيران من عام 2015، وتفُكّ الحصار الخانق على كوباني الذي فرضه داعش وقبله النصرة، ودام لثلاثة أعوام، وبعد ذلك بأسابيع قليلة أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً في 27 من شهر تموز، في الساعة الواحدة ظهراً، أعلنت من خلاله تحرير بلدة صرين جنوب كوباني بالكامل.

في الـ 10 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015 أُعلن في مقاطعة الجزيرة عن تشكّل قوات سوريا الديمقراطية وهي قوات سريانية، أرمنية، عربية، آشورية، وكردية وتضمّ أكثر من 20 فصيلاً عسكرياً، من أبرزها كتائب شمس الشمال، لواء ثوار الرقة، المجلس العسكري السرياني، جبهة الأكراد، لواء شهداء الحسكة، وحدات حماية المرأة، وحدات حماية الشعب، في خطوة ثانية للسير نحو تحرير كافة مناطق الشمال السوري بعد الخطوة الأولى التي من خلالها حُرّرت كوباني  تحت راية “غرفة عمليات بركان الفرات”.

على غرار قسد الجيشين السوري والعراقي يقومان باسترجاع عددٍ من المدن من داعش

بعد الخسائر الفادحة التي منُيَّ بها داعش في شمال سوريا، وخسارته لمدينة منبج، أهم معاقله في البلاد، وخط الإمداد بين مناطق سيطرته وتركيا الداعمة الرئيسية لها، إثر حملة عسكرية قادتها قوات سوريا الديمقراطية صيف عام 2016، بدأ الجيشان السوري والعراقي بحشد قواتهما بالقرب من المناطق التي يسيطر داعش عليها.

إذ بدأ النظام السوري بعملية عسكرية واسعة، استهدفت مواقع وتحصينات داعش في الريف الشرقي لمحافظة حلب، وسيطرت على مئات القرى في غضون أسابيع، بالتزامن مع بدء القوات العراقية، والحشد الشعبي بعملية تحرير الموصل، كبرى المدن التي سيطر عليها داعش بداية عام 2014، وبدا داعش الاسم الذي أرعب العالم، يتقهقر شيئاً فشيئاً.

انتكاسة تركية…الباغوز نهاية أوهام داعش

في الـ 5 من تشرين/ الثاني نوفمبر عام 2016 بدأت قوات سوريا الديمقراطية، وبشكل رسمي الإعلان عن حملة تحرير الرقة وريفها من داعش، تحت اسم “حملة غضب الفرات”، وبدأت المرحلة الأولى من الحملة من محورين، الأول من جبهة عين عيسى، والثاني من جبهة سلوك، حيث تقدمت القوات من المحورين، والهدف تحرير الريف الشمالي.

تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مدينة الطبقة، وسد الطبقة، الذي يعتبر الأكبر في سوريا، ومطار الطبقة العسكري، وبلدات الكرامة، والمنصورة ،والصفصافة وعشرات البلدات، والقرى، من الشمال والجنوب والغرب أيضاً، حتى فرضت طوقاً على مدينة الرقة من جهاتها الأربعة.

إذ لم تتمكن داعش من الصمود كثيراً أمام قصف طائرات التحالف الدولي، وتقدّم مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الذين أتوا من كل الأراضي السورية، وساهموا بشتى الوسائل في تدمير داعش، بعقر دارها في عاصمتها المزعومة مدينة الرقة، ليُعلن في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017 عن تحرير كامل المدينة من داعش.

تحررت المدن والبلدات، والقرى السورية يوماً بعد يوم، وبدأ داعش بالانهيار بعد خسارة مدن مثل منبج، والطبقة، والرقة، حتى حُوصرَ في مساحةٍ جغرافية لا تتعدى 1000م2 في الباغوز ، إذ استسلم 3 آلاف من المرتزقة لقوات سوريا الديمقراطية، عدا الآلاف من عائلاتهم بعد معارك شرسة خاضها الطرفان لأشهر.

عاش داعش الذي اعتبره كثيرون أخطر الجماعات الإرهابية في العالم لحظاته الأخيرة في معقله الأخير في بلدة الباغوز شرقي سوريا، قبل أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية هزيمة داعش بعد 5 أعوامٍ من صعوده، بعد أن تراجع لأول مرة في المعركة التي خاضتها في كوباني.

لم يهدأ القصف والتهديدات التركية التي طالت المناطق الحدودية السورية بهدف إعطاء دفعات معنوية لداعش في حربه المصيرية في آخر جيب له، إذ وثّقت عشرات الوكالات والمحطات، والوثائق السرية، علاقة الاستخبارات التركية وداعش المتينة في خطةٍ للسيطرة على مناطق في سوريا والعراق، والتي باءت أغلبها بالفشل، عدا المسرحية الهزلية بين داعش وجيش الاحتلال التركي في جرابلس والباب، إذ سلّم داعش شمال حلب لتركيا بدون أي معارك وخسائر تذكر.

تركيا الإرهاب العالمي الجديد

برزت الاتهامات بين الدول والأطراف حول داعمي داعش، لكن لا يختلف الغرب ودول الشرق الأوسط في بعضٍ من الاتهامات الخجولة عن أن تركيا وقطر هما الداعمان الأساسيان، وبشكل مباشر لداعش.

تركيا التي ادّعت بعلمها بمخبأ زعيم داعش أبو بكر البغدادي الذي قُتل في عمليةٍ أمريكية خاصة، على بعد 5 كيلو مترات فقط من الحدود التركية في محافظة إدلب، والتي اعتبرت أيضاً ملاذا آمناً، وجسراً لنقل المرتزقة إلى سوريا، بهدف تنفيذ مشاريعها الاحتلالية، رفضت مراراً وتكراراً دعوات الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا بمحاكمة عناصر داعش الموجودين في سوريا.

لا شك في أن العالم سيشهد في عام 2020 خطراً أكبر، في الوقت الذي تشكّل فيه الدولة التركية منطلقاً  لآلاف المرتزقة المنتشرين في سوريا، والعراق، وشمال إفريقيا، فالغزو الذي طال مناطق شمال وشرقي سوريا تمكنت من خلاله تركيا إطلاق سراح العشرات من أخطر المرتزقة في العالم، من سجون قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب عائلات داعش التي فرّت بالمئات من مخيم عين عيسى شمالي سوريا.   

ولم تختلف الأمور على السوريين إذ أثبتت مقاطع مصورة، وصور عناصر داعش السابقين يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال التركي في السيطرة على مدن سورية، وسطَ صمتٍ دولي، بالإضافة إلى العمليات الانتقامية التي لا يختلف نهجها وطريقة تنفيذها عن ما قامت به داعش، كـ قتل الأمينة العامة السابقة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف وعدد من المواطنين على الطريق الدولي M4 قبل أشهر.

كما يعاود أردوغان إطلاق التهديدات للغرب بإرسال موجاتٍ من اللاجئين، إذ يختبىء تحت عباءة هذا المصطلح ( الإرهابيون الذين تنوي تركيا إرسالهم وتهديد أمن الدول الأوروبية عن طريقهم).

ولا تتوانى تركيا عن تهديد مدينة كوباني التي تضامنت مع مقاومتها ضد داعش شعوب أكثر من 93 دولة حول العالم، حيث تعتبر تركيا سكان هذه المنطقة الذين يدافعون عن أرضهم “إرهابيين”.

ANHA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *