التصنيفات
آراء

لماذا «شمال شرق سوريا» وليس «كوردستان سوريا»؟

ماهر حسن 
ما لم يمكن أن يواريه بعض تلامذة الفكر القومجي في سوريا، قامت به مجموعة من المتحذلقين من الكورد، قد هرولوا لجني الألقاب باسم القضية الكوردية، وطرح المفاهيم الخاوية وترهات الدخيلة التي لا فائدة منها البتة. كأن هؤلاء وخاصة بعد أن صاروا تلامذة مزاودين، ذوو مقولات وخطابات التي لا تترجم بوزن حجم بعوضة، راسمو خرائط مكاننا وفق إيقاع قراءات غبية، بعيداً عن العقلية والحقيقة، بل يستمرون في طرح مصطلحات من كل حدّ وصوب، منها “شمال شرق سوريا” أو ” روژ آڤا ” والتي تكرس سياسة تحاك ضدّ مكاننا.
لنقول بكل وضوح، إن الشعب الكوردي في سوريا، خاصة منذ أن برزت على السطح كل هذه الإفرازات التي صنعها النظام، بداية الازمة، صمت وافقوا فيه على عثرات وأخطاء مجموعة لا ترى أبعد من أرنبة انفها. دون أن يلمح إلى مكمن الخطأ، ويوصل صوته إلى مرتكبي الخطأ، أينما كانوا، ولهذا، فقد اكتسبنا المزيد من المزيفين سواء في الاعلام او السياسة الذين أصيبوا بعد أن ركبوا ظهر الشعب واعتلوا الساحة بداء التعجرف، تجده كحرباء يغيّر أقواله وكلامه فوراً بإصراره على استخدام مصطلحات غير مقبولة فتراه مخاطبا بفم مليء وبصوت خشن قائلا عفا الله عما سلف، وهو يعرف مدى تجنيه على القضية الكوردستانية.
تطرقت في أكثر من مقال عن حالة كوردستان سوريا وسط حالة من القيح والفوضى وإغراق مكاننا بالسم والدسم المدسوس اعلاميا وسياسيا ومن مغرضين وجهلة بيادق مغرر بهم من قبل جهات معروفة للقاصي والداني للكبير والصغير، واستخدام مصطلحات دخيلة، الهدف منها الإجهاز على وجودنا في مكاننا والتي حققت منجزا كبيرا لكل من عمل على تدمير مبرمج، وساهم في ترسيخها وللأسف شديد إعلاميون رددوا كطيور ببغاء كل ما وشوش به الانموذج المشكوك فيه وقاموا بتضليل واختلاق الضجيج والدعاية المجانية الرخيصة في إطار إلغاء شعب في مكانه.
لم تلق سياسة هؤلاء من الإعلام بعد ضوابط حقيقية للجمها وما أكثر الأمثلة هنا! بل أصبحوا ورشّ إسكات وراح من يستظل بهم، تحديداً، في الوقت الذي خلق أذى وتدمير، في ظل الفوضى التي رافقت بدايات الثورة السورية في مكاننا وأتحدث هنا عن حالة كما تراءت لي على سبيل الذكر ” منح الكورد جنسية سوريا” وقد ركزت عليها في الكثير من كتاباتي كلمة “منح” هي سير إلى الهاوية في حقل من الألغام بدلا من استخدام الصحيح لمصطلح ” إعادة جنسية السورية” للكورد حاول نظام أن يجهز عليهم، ويغيبهم. بل لطالما حاول تحقيق معادلة جعل كوردستان سوريا مجرد أنقاض ضمن حيزها الجغرافي أو سياسة الالغاء الرهيب، والمشوّه لوجودهم.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version