بعد مرور عامين على الغزو التركي ومرتزقته لمقاطعة عفرين، أصدر مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا بياناً كتابياً إلى الرأي العام، جاء فيه:
“تمرّ الذكرى الثانية على قيام الجيش التركي باحتلال منطقة عفرين في عملية اجتياح عسكرية أطلق عليها اسم “غصن الزيتون”.
منذ بدء الأزمة السورية لعبت تركيا دوراً سلبياً ورئيساً في تعقيدها، وذلك بتدخلها في الشأن السوري، وتحويل الحراك الشعبي السلمي إلى صراع مسلح بين أبناء الشعب السوري، واستطاعت أن تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من سوريا، في اتفاقيات وتحالفات مع أطراف إقليمية ودولية، ما أدى إلى احتلال كامل لهذه الأراضي، ووضعها تحت سيطرة فصائل مسلحةٍ متطرفةٍ متعاونةٍ معها.
وقد توّجت تركيا دورها السلبي باحتلالها لمنطقة عفرين، الذي بدأته في 20 / 1 / 2018 وبعد مقاومة منقطعة النظير من قواتنا البطلة من أبناء المنطقة، الذين تصدوا بشجاعة فائقة لآلة الحرب التركية الوحشية وصمدوا لمدة 58 يوماً، أمام القصف المدفعي والجوي الوحشي لجيش الاحتلال التركي، وقد تسبب هذا الاحتلال باستشهاد وجرح الآلاف من المدنيين وتشريد ونزوح مئات الآلاف من مناطق سكناهم الأصلية إلى المخيمات، وتدمير البُنى التحتية، والقيام بعمليات تغيير ديموغرافي بتوطين عائلات الفصائل المرتزقة في بيوت المدنيين المُهجّرين، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً، ولا يزال صامتاً أمام ما يحدث من انتهاكات وجرائم.
وقد أضيفت جريمة أخرى إلى سجل تركيا الحافل، عندما قامت باحتلال منطقتي “كري سبي “ و”سري كانيه” في هجوم عسكري وحشي في 9 / 10 / 2019 مدعومة أيضاً بفصائل مسلحة تحت مسمى “الجيش الوطني السوري”.
المآسي تتكرر، وجرائم الاحتلال التركي تزداد يوماً بعد يومن ولا حل يلوح في الأفق، في ظل صراع دولي وإقليمي على الأرض السورية.
إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، ومن منطلق إيماننا بضرورة إيجاد حل للأزمة السورية المستفحلة منذ تسع سنوات، نطالب المجتمع الدولي بدعم عملية الحل السياسي، وذلك برعاية عملية تفاوضية تجمع بين مختلف مكونات الشعب السوري، كما نطالبه بتحمّل مسؤوليته، ووضع حدّ للتهديدات المستمرة لمناطق شمال وشرق سوريا، لإجبار تركيا على الخروج من كافة الأراضي السورية التي تحتلها، ومحاسبتها، والمتورطين معها، على الانتهاكات والجرائم التي قامت بها بحق المدنيين والسكان العزّل.
كما إننا ندعو الشعب السوري بكل أطيافه وجميع المنظمات النسوية والحقوقية السورية للوقوف في وجه الاحتلال التركي البغيض، والعمل معاً من أجل الخروج بسوريا من النفق المظلم، الذي تعيش فيه نحو حياة حرة كريمة تليق بها.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=534