التصنيفات
حقوق الإنسان

منظمات تطالب بتحييد أطفال سوريا عن النزاعات

طالبت نحو 25 منظمة وشخصية حقوقية وسياسية سورية في بيان بإنقاذ أطفال سورية وتحييدهم عن النزاعات ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحقهم.

وجاء في نص البيان:

لاتزال رائحة الموت والتيه والحرمان تتقاذف أطفال سورية بين ضحايا ونازحين ولاجئين، ضحايا سياسات آثرت الدم والعنف وآلة السلاح والدمار والجهل والتجويع، على الحوار، فضّلت لغة السلاح على لغة العقل والتفاوض.. ضحايا حاضر لا يعلمونه ومستقبل حالك يجهلونه.
ويشكل الأطفال 50 بالمائة من أعداد النازحين واللاجئين السوريين، بعضهم محرومون من عائلاتهم يعيشون في خيام أو تجمعات لا تتمتع بالحد الأدنى للشروط المتعارف عليها دوليا.
فئة لم تتذوّق طعما للحياة في ظلّ الحرب المستمرة التي زادتها تعقيدا التدخلات الأجنبية وسطوة التنظيمات التكفيرية التي أجهزت على أغلب مقومات الحياة.
برغم توقيع حكومة النظام السوري على اتفاقية حقوق الطفل الدولية منذ عام 1993، إلا أن في مختلف فروع القانون السوري، تتعارض مع تلك الاتفاقية حقوق الطفل، إضافة إلى ما يجري من انتهاك القانون وعدم تطبيقه لدرجة تفريغ اتفاقية حقوق الطفل من محتواها.
وتتالت عبر السنوات الماضية الممارسات التعسفية ضد فئات عديدة من الشعب السوري ولم تستثنِ الأطفال، في خرق فاضح لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989،عندما اتفق أعضاء الأمم المتحدة، على أن الأطفال بحاجة إلى رعاية خاصة، ويجب أن تكون هذه الرعاية ملزمة، تلاها اعتماد بروتوكولَيْن اختيارين، في عام 2000، لمنع بيع الأطفال، واستغلالهم في البغاء، وفي المواد الإباحية، والثانية تتعلق، بمنع إشراك الأطفال، في النزاعات المسلحة.
وتقول إحصائيات اليونيسيف إن 12 مليون طفل سوري بحاجة للمساعدات الإنسانية، في حين أن حوالي 2.45 مليون طفل في سورية و750 ألف طفل سوري إضافي في الدول المجاورة لا يذهبون إلى المدرسة،40 في المائة منهم من الفتيات. في حين تم تجنيد أكثر من 5700 طفل للقتال، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات. وتعرض أكثر من 1300 مرفق تعليميّ أو طبيّ وأفراد طواقمها للهجوم.
ظل الطفل أول الضحايا حيث فقد المرفق الطبّي للعلاج والمدرسة لمزاولة تعليمه.
وقد قرعنا في المرصد السوري لحقوق الإنسان ناقوس الخطر بعد شبح مجاعة تسبب فيها نقص الغذاء كالتقزم والهزال، في ظل غياب الدعم الكافي وتعمد بعض الأطراف عرقلة وصول المساعدات كوسيلة ضغط تضرر منها الأطفال.
وإلى جانب استمرار المأساة في الجانب المعيشي، تم أيضا استهداف الأطفال الفئة الأكثر تضرّرا من الحرب، وقد وثّق المرصد، في النصف الأول من العام الحالي استشهاد 158 من الأطفال (33 إناث و125 ذكور)، توزعوا على النحو التالي:
– 54 بينهم 7 طفلات إناث بمخلفات حرب
– 24 بينهم 7 طفلات إناث برصاص عشوائي واقتتال وغير ذلك
– 12 طفل بتردي الأوضاع الصحية والمعيشية
– 11 بينهم 4 طفلات إناث على يد قسد والقوات الكردية
– 11 بينهم 3 طفلات إناث يرصاص وقصف بري للنظام
– 11 بينهم 5 طفلات إناث بجرائم قتل
– 10 بينهم طفلتين إناث بظروف مجهولة
– 9 بينهم طفلة أنثى برصاص مجهولين
– 6 بينهم طفلة أنثى على يد الفصائل
– 3 بقصف التركي
– 3 طفلات إناث بقصف روسي
– 3 برصاص الجندرما التركية
– طفل بلغم/عبوة ناسفة.
وإضافة إلى استمرار قتل الأطفال على أيدي كافة الأطراف العسكرية في سورية، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 23 حالة اختطاف لأطفال، هم طفل في مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة، وطفلان في مناطق نفوذ النظام السوري، و20 حالة اختطاف لأطفال دون سن 18، على أيدي “الشبيبة الثورية” في كل من الحسكة والرقة وحلب ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.
ووثّق المرصد السوري أيضاً اعتقال طفلين اثنين من قبل الفصائل الموالية لأنقرة بـ”مناطق غصن الزيتون”، في ضرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الذي تدّعي أنقرة حمايته.

كما وجب التذكير بأنّ 339 طفلا سوريا دون سن الثامنة عشرة وثق المرصد السوري استشهادهم بالأسماء تحت التعذيب في معتقلات النظام الأمنية منذ 2011 في معتقلات النظام أمام صمت دولي مرعب، برغم توقيع سورية على مجموعة من الاتفاقيات الدولية، وأبرزها قانون الأحداث الجانحين رقم 18 الصادر عام 1974 الذي يمنع الزج بالأطفال دون سن18 في غياهب السجون، إلا أن سياسة تكميم الأفواه استمرت وطالت حتى أطفال شاركوا في مظاهرات بتلقائية ودون فهم لمغزى ما تعيشه سورية.
وأمام تواصل استغلال الأطفال والزجّ بهم في الحروب واستهدافهم وقصف مدارسهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة، يؤكّد المرصد أنّ استمرار الحرب عمّق الجراح النفسية والجسدية لأطفال سورية وخلق جيلا مهتزا نفسيا متعبا يعاني من النزوح ونقص الوصول إلى الخدمات الأساسية .
وقد كانت الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة من أكثر الأسباب التي توفّي بها الأطفال في عام 2021، في تنصّل تام للدولة من مسؤولياتها بإزالة الألغام وفي تنصل أيضا من قبل المعارضة المسلحة.
أمام تواصل تجويع أطفال سورية وحرمانهم من الحياة في أبسط مقوماتها وتفقيرهم وحرمانهم من التعليم ومن وصول المساعدات الإنسانية خلافا لكل النواميس الدولية واتفاقيات حقوق الأطفال التي وقّعت عليها سورية منذ عقود، وأمام تواصل عدم الاعتراف ببعض الأطفال من قبل الدولة السورية وحرمانهم من الهوية باعتبارهم قد ولدوا زمن الحرب في مناطق سيطرة المعارضة أو بلدان اللجوء ومخيمات النزوح،وأمام غياب كل أسس العدل بين الأطفال الطبيعيين وحاملي الإعاقة الذين يعيشون ظروفا مأساوية تبدأ بعدم إيلاء أية أهمية لهم وتنتهي بالتجويع وعدم السعي حتى لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة هذه الفئة الهشّة لتجاوز الصدمات التي خلفها الصراع الدموي، يهمنا كنشطاء حقوق إنسان ومنظمات حقوقية سورية أن نجدّد:
-دعواتنا لأطراف الصراع إلى تحييد الأطفال عن مختلف المشاكل والنزاعات
– الدفع نحو إعادة الإعمار وبناء المدارس والمستشفيات وتقديم الخدمات الضرورية لهذه الفئة المتضررة من الحرب.
-تقديم الحماية النفسية والاجتماعية لهذه الفئة وللأطفال حاملي الإعاقة
-دعم إيصال المساعدات الإنسانية للأطفال في مختلف المناطق
-وضع برامج حماية اجتماعية تشرف عليها الهيئات الأممية لحماية الأطفال من كل أنواع الاستغلال والتهميش
– العمل على التوصّل إلى حلّ سياسي سلمي من أجل أطفال سورية ونسائها ومختلف الفئات المتضررة
-نجدّد أن الحلّ لن يكون إلا سوريا سوريا، بدعم أممي وبتضافر مختلف الجهود الدافعة باتجاه الحل لإنقاذ جزء من البشرية بحكم الارتباط المصيري المشترك فوق الأرض وتحت الشمس .
-التسريع ببعث هيئة دولية للنظر في وضعية الأطفال ضحايا الحرب، ومرافقة هذه الفئة الهشة اجتماعيا ونفسيا.
-محاكمة من أجرم في حق الأطفال
ونسعى من جانبنا كمنظمات حقوقية ومدنية لمجابهة هذا الواقع المرّ ملتزمين ببذل كل المساعي لتأمين واقع ومستقبل أفضل لأطفالنا، التزاما بالمواثيق الدولية، وإيمانا منا بالمساواة المبنية على حق الطفل في الحياة الكريمة والتعليم والعيش ضمن مناخ آمن ديمقراطي وبسلام نفسي واجتماعي..

الموقعون:
المرصد السوري لحقوق الإنسان
حسن عبد العظيم :هيئة التنسيق المعارضة
جيهان خلف:صحفية وناشطة حقوقية
فاطمة حمود: ناشطة حقوقية
رباب خطيب:ناشطة مدنية
حسن يوسف العبد الله- ناشط مدني
جميلة عبد الكريم-ناشطة مدنية
ياسر الحسين مدرس- ناشط بالحراك الثوري والمجتمع المدني
محمد علي اليوسف-ناشط مجتمعي
حزب بناء سوريا الديمقراطية
أحمد الأحمد- باحث علوم سياسية
محمد بهاء العلوش- ناشط مدني
المؤسسة السورية للديمقراطية وحقوق الانسان
حبيب حداد-وزير الإعلام السوري الأسبق
ياسر البدوي معارض سوري
يحي عزيز-هيئة التنسيق المعارضة
مروان العش- ،المعتقل سابق، أمين سرّ اللجنة السورية للمعتقلين
د- جوار محمد صالح ابراهيم-ناشط في مجال المجتمع المدني وحقوق الإنسان
ليلى عوض-مخرجة وممثلة سورية
راقية الشاعر- ناشطة مجتمعية ومدنية
مفيدة الخطيب- ناشطة سياسية

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version