التصنيفات
القسم الثقافي

موجز عن تاريخ مدينة “زاخو”

زاخو (Zaxo بالكردية، زاخۆ بالعربية ، ܙܟܘبالسريانية) هي مدينة تقع في محافظة دهوك بباشور كردستان قرب الحدود الشمالية لباكور كردستان، ويمر عبرها نهر الخابور القادم من الشمال، الذي يأتي من تركيا.

يشكل الكرد غالبية سكان مدينة زاخو وبعض من المسيحيين الذين ينقسمون إلى كلدان كاثوليك وسريان أرثوذكس، وأرمن وهناك بعض القرى من الكرد الإيزيديين بالقرب من المدينة، وعلى العموم فمدينة زاخو هي مدينة إسلامية محافظة، وفيها جامع زاخو الكبير الذي بني بعد الفتح الإسلامي للعراق عام 20 هـ ـ 641م، وفيها الكثير من المعالم الأثرية، ويعد جسر دلال (العباسي) من أبرز معالم المدينة التاريخية، كما يوجد في المدينة تمثال للمناضل الكردي صالح اليوسفي.

ويطل على مدينة زاخو جبل “بيخير” الذي تكثر حوله الروايات عن طوفان النبي نوح ومن النواحي التابعة لقضاء زاخو ناحية هيزاوا، دركار وباتيفا.

تتبع مدينة زاخو إداريا لمحافظة دهوك ولا تبعد زاخو عن نقطة إبراهيم الخليل الحدودية مع تركيا سوى عشرة كلم، وعلى بعد 25 كلم عن الحدود العراقية السورية وهي تقع شمال مدينة دهوك (مركز محافظة دهوك) بمسافة ثلاث وخمسين كيلومترا وتبعد عن مدينة الموصل بمسافة 114 كيلومترا

التسمية

 اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ معين للمدينة أو معرفة المعنى الحقيقي لاسمها ويذكر جمال بابان عند ذكر جبل زاخا طاغ بأنه منسوب إلى مدينة زاخو المدونة قديما باسم “آزوخيس” القديمة، ويستدل من هذا من أن المدينة قد كانت موجودة بدليل إنه أطلق اسم مدينة على جبل؟ ويستطرد في القول: إن كلمة زاخ تعني القوة والعزم في اللغة الكردية ويضيف إن هناك رأياً يفيد أن “زاخاريوس” أحد قادة زينفون قد حط عصا الترحال أثناء التراجع في موقع بلدة زاخو وسميت المدينة باسمه ثم تطور بمرور الزمن إلى تسمية زاخو المستعملة حاليا. أما المستكشف كونراد بريوسر وأثناء قدومه إلى زاخو قال: وجدنا أنفسنا أمام جزيرة زاخو الواقعة على أرض صخرية متشابهة لما رأيناه في السهل وهي آزوخيس القديمة والحقيقة؛ فإن كلمة “آزوخيز” ربما تكون بالأصل كردية بحته وتعني (آف وخيز) والتي تتكون من مقطعين (آف) ويعني (الماء) و(خيز) ويعني (الرمل) الموجود على الشواطئ ولايزال يستعمل المصطلح نفسه من قبل الأهالي. ولايزال يطلق اسم “خيزي دوآفي” على إحدى المناطق الشمالية من الجزيرة الوسطية.

وربما يكون اسم زاخو يعني (زي خوين) أي نهر الدم نسبة إلى حادث دموي وقع في هذا المكان وأريقت فيه الدماء.

 لمحة تاريخية عن زاخو

 يعود أول حدث تأريخي مهم حصل في المدينة إلى سنة 401 ق.م عندما تراجع عشرة آلاف من الجند اليونانيين إثناء تراجعهم ومرورهم عبر بوابة زاخو (دربند زاخو) والتي سميت برجعة العشرة آلاف أو حملة زينفون. وفي صدر الإسلام توسعت المدينة جنوبا إلى محلة الحسينية الحالية، وقد ذكرها الشاعر العربي أبو العلاء المعري، والرحالة الفينيسي الشهير “ماركو بولو” وقد دمرت حسنية الخابور من قبائل الغز التركية عام 1041م. وأعيد بناؤها لاحقا في الجزيرة الوسطية والتي أصبحت نواة للمدينة الحالية.

أصبحت بعدها إمارة مستقلة باسم “إمارة سنديا” ولما ضعفت الإمارة تمكن أمراء بادينان من ضمها إلى إمارتهم عام 1470 م.  بعدها خضعت المدينة لسيطرة العثمانيين، وأصبحت زاخو قضاء عاماً 1864. وفي سنة 19188 دخلت القوات البريطانية المدينة، وأنهت بشكل عملي السيطرة العثمانية عليها وبعدها تم إلحاق المدينة بالمملكة العراقية.

سكنها الكلدان الآشوريون والأرمن، فأصبحت مركزا دينيا هاما للكنيسة الكلدانية عند تأسيس مطرانية بها في القرن التاسع عشر.

 الموقع المميز والآثار الهامة

 تقع مدينة زاخو والتي تشكل مركز قضاء زاخو جنوب غرب سهل السندي، الذي يشتهر بخصوبته ومنتوجاته الزراعية المختلفة على طوال فصول السنة.

من أشهر ما يميز زاخو ويدل على تفردها، القلعة الواقعة على الضفة الغربية لفرع نهر الخابور الشرقي، ولا يعرف التاريخ الحقيقي لهذه القلعة، ولكن بعض علماء الآثار يعتقدون على إن تاريخ القلعة يعود إلى القرن الثالث أو الرابع عشر الميلادي، أما البرج القائم فهو أقدم من بناء القلعة. والقلعة كانت داراً للإمارة في عهد إمارة بادينان إلا أن الأمير علي خان أعاد بناءها بين عامي 1205 – 1212 هجري، ووسعها وتم بناؤها على أنقاض القلعة القديمة، وبعد تشكيل المملكة العراقية سنة 1921 تم إعادة بنائها بالشكل الحالي، وطمست معظم ملامحها التاريخية.

لزاخو حكاية مع الجسور وعشق متبادل، وأهم جسورها الجسر المعلق (جسر محمد آغا، جسر الفاروق): أقيم هذا الجسر من قبل هيئة الأشغال البريطانية في سنة 1922، وجسر محلة الغجر (پرا محلا قرچا) الذي بناه حسن بك. وهو أحد أمراء بادينان، ما بين عامي 1541 – 1581، والعديد من الجسور الأخرى، كما تزين العديد من الساحات ومفترقات الطرق في المدينة عدد من النصب التذكارية لعدد من الشخصيات الهامة، كتمثال الشاعر الكردي القدير أحمدي خاني، ونصب تذكاري للشهيد صالح اليوسفي، ونصب أخرى لشخصيات اجتماعية وفنانين معروفين.

​المصدر: صحيفة روناهي

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version