التصنيفات
القسم الثقافي

نظرة على -كتاب إمارتا داسن وشيخان في العهد العثماني 1515- 1750م-/ للمؤلف الدكتور نزار ايوب كولي

خالد علوكة

= ملاحظة : مابين القوسين( ) تعود للكتاب والباقي تعقيبي.

الكتاب صدر من الاكاديمية الكوردية طبعة اولى لعام 2023م ومن 192 صفحة ، وقد اعتمد المؤلف على مصادر ووثائق مهمة وبشكل اساسي على قيود دفاتر المهمة العثمانية وقد اشار بعض منها الى منطقة داسن بما فيها من امور سياسية وامنية ، وكما اعتمد على سجلات التعيينات الرسمية العثمانية لمعرفة اسماء الامراء ،هذا بالاضافة الى إعتماده على ابرز المؤلفات عن الديانة الايزيدية – ومن هنا نعّول على اهمية المصادر لاظهارالحقائق التاريخية في منطقتنا خلال فترة تاريخية مهمة .

والواجب قراءة الكتاب كاملا حتى نكون على بينة واكثر وضوحا لكون الكتاب ذكر امور نقرأها لاول مرة ومن مصدر

ونبدأ من ص 5 (يذكر في المقدمة بان الطريقة العدوية قد ظهرت ونشأت في ارض داسن لذلك فانها اصبحت واجهة للعقيدة العدوية الى حد صار اتباع الطريقة العدوية يسمون بالداسنية ). واقول مما هو معروف ان الطرق الصوفية الاسلامية هي اربعة طرق ويسمونهم الاقطاب الاربعة وهي : القادرية – والدسوقية – والرفاعية – والبدوية وعليه لانجد العدوية كطريقة اسلامية وقد تكون مغلقة للمكون الايزيدي كخاصية ايمان وعبادة وربما التسمية داخلية لآأكثر.

وص-7 (مصطلح داسن موغل في القدم ويطلق على منطقة هكاري التاريخية ويعود استخدام هذا الاسم الى ماقبل الفتح الاسلامي لكوردستان واراضي داسن تقع بين نهر دجلة من جهة الغرب الى ضفة نهر الزاب الاعلى واطراف الموصل الى العمادية ).

وص9 – (يذكر بوجود الداسنية في الشرقاط وناحية عجوز في البعاج وكذلك ورد في الوثائق اسماء الاماكن التي ضمن بلاد داسن و باشيكا /بعشيقة – وبحزاني – وكرمليس ) .

وص 10 – (تحدث في رحلة اوليا جلبي عند زيارته قلعة مالطا ( في دهوك) وذكر بانها تابعة لامير العمادية إلا ان حاكمها هو شخص يدعى –شيخ بيرم- وان اغلب رجاله من الايزيديين) .

وص14- (يشير البدليسي الى عدد من الامارات الكوردية التي كان أمرائها يتدينون بالديانة الايزيدية وقد تركوها ليدخلوا الاسلام مثل إمارة بوتان ومحمودي ودنبلي ، وفي منطقة داسن ترك عدد من العشائر الكوردية الديانة الايزيدية ودخلوا الاسلام وخير دليل على ذلك انتشار المعابد والرموزالايزيدية في قرى مُسلمة في منطقة جبل مقلوب وتحديدا بين عشيرة الكوران ).

وص 15 حول (اشكالية تسمية داسن اشارة الى مناطق بلاد الكورد التابعة لامارة بهدينان ولكن في الحقيقة لم يكن جميع سكان داسن من الكورد المسلمين او الايزيدية لوجود نسبة كبيرة من المسيحيين السريان وكانت داسن مركزا دينيا وعلميا للديان المسيحية في كوردستان وهناك عدد كبير من القساوسة والعلماء المسيحيين يحملون لقب داسني …) وعلى الرغم عدم ذكره تفسير نهائي لكلمة داسن رغم كونها منطقة جغرافية والاخوة المسيحيين كان يطلقون على الايزيدية اسم داسني واخذت اشكالية التسمية معنى آخر في الزرادشتية بعد ان كانت هذه الكلمة تعني { الاله أو الرب } كما في اللغة اللاتينية وكذلك نجد نفس المعنى في كتاب الاراء والمعتقدات لغوستاف لوبون ص26 ، وتغيرت الكلمة الى ديفا والتي تغيرت فيما بعد من قبل الزرادشتية الى – ديو- لتدل على ابليس !! وارى داسن بالمعنى الاقرب لاسم ايزيدا بمعنى الاله او الخالق وهي الاصح ويظهر من اسباب غياب تسميتنا بالداسني لنقف على ايزيديتنا فقط – لكون الداسنية أسيئ معناها واطلاقها علينا بكراهية – وداسن كانت اسم لمنطقة جغرافية – واضافة الى انتهاء وغياب امارة داسن في القرن الثامن عشر الميلادي .

وص 18 –( يذكر فقد هرب الشيخ الصالح العابد عيسى ابن الشيخ حسن بن عدي الثاني عام 1260م الى مصر والتجأ الى أميرها الظاهر بيرس .” ولم اقف على هذا الاسم “؟ وفي عام 1276م تحدث ابن العبري عن انهزام ابن الشيخ عدى الثاني من بلدة الموصل الى مصر ومعه إمرأته التترية ..) والمعروف ان الشيخ زين الدين هو الذي رحل الى مصر في القرافة وسجن هناك حتى توفي وله قصيدة شوق بذلك الى لالش …

وص20 – (كان القرن الخامس عشر العهد الذهبي بالنسبة للديانة الايزيدية التي انبثقت من جبال داسن وبحسب شرفخان البدليسي الديانة الرسمية للعديد من الامارات الكوردية مثل بوتان ، محمودي ، سليماني (كليس واعزاز) ودنبلي كما كانت منتشرة بين القبائل الكوردية والعربية في انحاء حلب وحمص وحماه والشام ). وهذا زمان اما اليوم فقد تقلص وجود الايزيدية من حصرهم في عنق الزجاجة املا لهم ليس للخروج وانما البقاء في قعر الزجاجة على مايبدوا..

وص23 –(يذكر بخلاف الكثير من الزعامات القبلية الكوردية لم يرد ذكر داسن في السجلات الرسمية العثمانية طيلة القرن 16م، ولم تسجل كسنجق تقليدي او سنجق عشائري ).

وص26 – (زار اوليا جلبي المنطقة عام 1656م وذكر بان ولاية الموصل تتكون من سناجق وهي : – اسكي موصل ، باجوانلو، تكريت ، هروبانة ، قره داسني ، ويو داسني ) .

وص29- نقرأ عن الفتاوى الدينية ضد الداسنية :-

– (كتاب الرد على الرافضة واليزيدية المخالفين لملة الاسلامية المحمدية : وينسب هذا الكتاب الى عبدالله التغلبي الهيتي البغدادي 1260م وموجود في مكتبة استانبول اذ تعد من أقدم الفتاوى التي صدرت ” بحق” الداسنية لكنه ينفي هذه الفتوى وان مؤلف الكتاب عاش في القرن 7هج/13م واستخدم مصطلح { اليزيدية} لاتباع الشيخ عدي بن مسافر ويقول المؤلف: بنظرة فاحصة الى مصادر من تناول حياة الشيخ عدي واتباعه في تلك الفترة ولاكثر من قرنين من بعده لانرى احداً من هؤلاء استخدم هذا المصطلح، وان المصدر الوحيد الذي اشار الى وجود طائفة دينية باسم { اليزيدية} في كوردستان في تلك الحقبة هو السمعاني المتوفي في 562هج/ 1167م حيث اشار الى وجود” جماعة في جبال حلوان يعتقدون الامامة في يزيد بن معاوية –ورأيت جماعة منهم في جامع المرج عند منصرفي من العراق علما ان السمعاني كان معاصرا للشيخ عدي بن مسافر المتوفي في 1162م ) وليس شرطا على وجود الاسم وجغرافية حلوان التي تقع قرب خانقين بوجود اليزيدية قياسا الى مركز وجودهم الحالي والسابق في شمال العراق ولكن ليس مستبعداً وجودهم هناك لوجود ادلة وجودهم في هيت وعانه وتكريت ايضا .

– (رسالة وليست فتوى من ابن تيمية الحراني الكوردي 1326م دعاهم فيها الى ترك الغلو في يزيد بن معاوية والرجوع الى اصول الدين والمذهب ). واقول نفسه ابن تيمية اثنى على طريقة الشيخ عدي بن مسافر الشامي ويظهر انه انزعج من فترة حكم وعبقرية الشيخ حسن واستقامة خطه وسطوته بايصاله الايزيدية الى قمة المجد بالتضحية بحياته من اجل بقائها .

– (فتوى الملا صالح الهكاري مفتي كوردستان : لايعرف من هو الملا صالح واقدم نص للفتوى يعود الى عام 1566م وذكر المؤلف في” الحاشية” اسم الشيخ فخر الدين العدوي المعروف ب ” فه خري آديا” وفخر الدين بن عدي بن صخر بن مسافر وتعتبر فتوي شديدة ضد الايزيدية ومن اقدم الفتاوى “بحق” اتباع الديانة الايزيدية { واستغرب من المؤلف استخدام كلمة “بحق ” أكثر من مرة بدل من كلمة ضد الاكثر اجحافا !! } .

– ( فتوى الملا محمد البرقلعي وهو من ابناء القرنين 9-10هج التي انتقد تشدد الملا صالح في فتواه ) – ولكنهم اجمعوا على تكفيرنا لغرض ابادتنا .

– (فتوى ابو السعود العمادي 1574م والمثيرة للجدل والمشكوك فيها كونه كان رجل علم وسياسة وذكر بانها كانت منتحلة ونسبت زورا له من قبل بعض رجال الدين المتعصبين والحاقدين على الايزيدية . والدملوجي اول من انتبه الى ذلك الاخطاء فيها واعتبرها من صنع رجل جاهل احمق– ولاتوجد هذه الفتوى في مجموعة فتاوى ابو السعود العمادي ) واقول رغم زيفها كما ظهر هنا لكنها اجهضت الايزيدية واخذت مفعولها للاسف الشديد.
= له تابع ج/2
يونيو 2024م

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version