التصنيفات
القسم الثقافي

نوروز “جينا”

نوروز “جينا”

عبد الباري أحمه_
لا قداسةَ على الأرض
المسافاتُ وعرة
وحواجز التفتيش تملأُ المدارسَ
ومن الخلفِ قطاعٌ للرّحمِ
يبتلعونَ أولادكَ
استنشقْ ملء رئتيكَ
غبارَ بيتكَ
قد لا تلتفتُ ثانيةً للمناراتِ
ارمِ حذاءكَ
فأنتَ في حضرةِ المنفى
مجبرٌ أن تقضمَ نصفكَ المتبقي
حين تقْتُلُ إخوتَكَ
حين تغتالُ العصافيرَ
بمسمارٍ صدئ هَرَبَ من تابوتكَ
أيها الكرديُ
لا تنهِ نشيدَ “كِيخسرو”
ولا تأكلْ لحمهُ في وليمتكَ السقطةَ
“إذا الشمسُ كُوِّرت”
وانطفأَ بريقُ نصلِ اللصِ
وباتتْ الخرائطُ تُرسمُ على الأقمشةِ
كالمساحيقِ في ليلةِ التنكرِ
أيتها الكرديةُ
لا تصلي خلفَ عَمامةٍ مهترئةٍ
ولا تلبسي عباءةَ الكثبانِ المتنقلةِ
في فيافي الغجرِ
كوني خيمةً ممتلئةً بالبُخورِ
كحفنةِ تبغٍ تملأُ الفضاءَ
عطراً ومطراً
يُطهرُ خوذةَ الشهيدِ
يُعمدُ نعليه
قبل أن تَسكُبي على جثتهِ
نارنجَ الصباح
“إذا الشمسُ كُوِّرتْ”
وتاهَ ضوؤها في ظرفٍ بريديٍ
يتمددُ خلفَ ظلِ الهمومِ المتبقيةِ
يكتبُ البسملةَ بشوكِ صبارٍ عنيدٍ،
ويحفرُ في مؤخرةِ العبيدِ
على أطرافِ نعشهِ
بإزميلٍ من الدمِ
أنكَ تواريتَ عن الشمسِ
بحجابٍ سقطَ على سجادتكَ
ونسجتَ من جسدِ الآلهةِ
سيفاً يقطعُ حنجرتكَ
أيها الكرديُ
أيها المتبقي
من صلصالِ الصرخة ِالأولى
قفْ وخذْ مساحةَ قلبٍ
فالأرضُ كلُها
ممراتٌ للأناشيدِ
تنانيرُ للخبزِ الساخنِ
من حقولِ “جارمو”
يغتالُ التاريخُ قدميكَ
ويَجلِدكَ الوطنُ بسَوطهِ فلا تتألمُ
كنْ عاصياً
متكبراً
متمرداً
على العصورِ
تُضَمدُ منعرجاتِ الوجعِ
وتروضُ محارقَ الغدِ
تنتشلُ بقايا رفاتِكَ من المتاحفِ
تمسحُ الصفعةَ من ذاكرةِ الحجلِ
وتخرجُ برهةً من جحيمِ الله
تستنكرُ الأنفالَ
بصفيرِ الأطفالِ
“إذا الشمسُ كُوِّرت”
وإذا “جينا” سُئلت
بأيِّ عمودٍ عُلقت؟

​الثقافة – صحيفة روناهي  

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

Exit mobile version