سمحت الولايات المتحدة اليوم الخميس ببعض الاستثمار الأجنبي في مناطق شمال سوريا الخارجة عن سيطرة الحكومة، فيما قالت إنها استراتيجية تستهدف هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية من خلال تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وأقرت وزارة الخزانة الأمريكية أنشطة في 12 قطاعا بينها الزراعة والبناء والتمويل، لكنها أوضحت أنها لن تسمح بأي معاملات مع الحكومة أو أولئك الذين استهدفتهم العقوبات الأمريكية خلال الحرب السورية التي اندلعت منذ 11 عاما.
مع انشغالها بالغزو الروسي لأوكرانيا والتحدي الذي تمثله الصين، تركز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سياستها حيال سوريا بشكل كبير على ضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية للظهور وتوصيل المساعدات إلى من يحتاجونها من المدنيين السوريين.
ويشكل الترخيص العام الجديد توسيعا للسياسة الأمريكية من خلال ما يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تعزيز لفرص اقتصادية أفضل للأشخاص الذين لا تستهدفهم العقوبات ويعيشون في مناطق معرضة لعودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
ورفض مسؤولون كبار، في اتصال مع صحفيين، تأكيدات على أن الخطوة قد تعتبر مفيدة لمساعي بعض الحلفاء العرب الرامية لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد من جديد إلى المشهد، وشددوا مجددا على أن واشنطن ليس لديها أي نوايا لرفع العقوبات عن حكومته.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن “استثمار القطاع الخاص في هذه المناطق سيساعد في تقليل احتمال عودة تنظيم الدولة الإسلامية من خلال التصدي للظروف اليائسة التي تسمح بتجنيد الجماعات الإرهابية وشبكة دعمها”.
وأضاف المسؤول أن هناك اهتماما من الشركات الخاصة بما في ذلك تلك التي تعمل في دول الجوار، لكنه لم يذكر أسماء.
ويسمح الترخيص كذلك بشراء منتجات نفطية مثل البنزين في المنطقة باستثناء المعاملات التي تشمل الحكومة السورية أو المستهدفين بالعقوبات الأمريكية.
ولا يسمح باستيراد النفط السوري المنشأ أو المنتجات البترولية في الولايات المتحدة.
واستعادت قوات الأسد السيطرة على معظم سوريا لكن بعض المناطق لا تزال خارج سيطرتها. وتنتشر قوات تركية في معظم مناطق الشمال والشمال الغربي، آخر معاقل المتمردين، وتتمركز قوات أمريكية في الشرق والشمال الشرقي الخاضعين للسيطرة الكردية.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تجري مشاورات مع تركيا وحلفاء آخرين بشأن هذه الخطوة. وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على أجزاء من شمال شرق سوريا والمدعومة من واشنطن جماعة إرهابية.
واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي عام 2014 في العراق وسوريا وأعلن خلافة سقطت بالكامل عام 2019 وهُزم مقاتلوه على يد القوات الأمريكية والعراقية.
وشرعت بعض الدول العربية العام الماضي في التقارب مع حكومة الأسد بعد أن نبذتها خلال الحرب الأهلية.
وتقول الولايات المتحدة إنها لا تشجع تلك المحاولات لتطبيع أو رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الأسد لكنها لم تمنع بعض حلفاء واشنطن العرب من إعادة العلاقات مع دمشق.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الإدارة تريد محاسبة الأسد وحكومته بشأن مزاعم دول غربية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال أحد مسؤولي الإدارة الأمريكية “فرضنا مرتين عقوبات جديدة في ظل هذه الإدارة على نظام الأسد على وجه التحديد بسبب قضية انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع ونتطلع باستمرار إلى فرض عقوبات إضافية”.
المصدر: رويترز
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=3027