عرب شمو.. الأب الروحي للأدب والرواية الكردية

كوردأونلاين |

وُلد الكاتب والأديب الكردي، عرب شمو في 23/ كانون الثاني سنة 1897 في قرية سوزة الواقعة في مقاطعة قارس في باكور كردستان، التي احتلتها القوات الروسية لفترة من الزمن.

ينتمي “عرب شمو” إلى أسرة أحد شيوخ الإيزيديين واسمه الحقيقي (عرب شمس الدين شامل)، يعدّه الكثيرون الأب الروحي للأدب والرواية الكردية.

 اضطر للهجرة من وطنه، في مرحلة تاريخية قاسية على الشعب الكردي، لكنه عاد إليه مرة أخرى راعياً، وعندها كتب روايته الشهيرة “الراعي الكردي”، أول رواية باللغة الكردية.

في الـ 21 من أيار عام 1978، وفي العاصمة الأرمينية يريفان، رحل عرب شمو، عن عالمنا تاركاً وراءه أبواباً مشرعة أمام الأدب الكردي ليبدأ مسيرة جديدة.

نظراً للظروف القاسية، التي مرت بها أسرته، اضطر في صباه للعمل في عدة أعمال، وامتهانِ مهنٍ مختلفة، فقد بدأ حياته العملية راعياً للماشية عند “الأغوات” الكرد، والأثرياء الأرمن، ثم عمل أجيراً في أحد المعامل، ورغم ذلك استطاع أن ينال قسطاً من التعليم، ويكمل دراسته الأولية، وقد تعلم اللغة الروسية إلى جانب “الكردية، والتركية، والأرمينية، والجورجية، والأذرية”.

                                                         الهجرة إلى أرمينيا

ونتيجة ممارسات السلطة العثمانية اضطر للهجرة إلى أرمينيا، وهناك التقى عرب شمو بإسحاق مارغالوف، وعملا في إعداد أبجدية كردية، وفي عام 1928، أنهيا إعداد الحروف اللاتينية، وفي عام 1928، ألّفا أول كتاب لتعلم اللغة الكردية، باسم “تعلّم اللغة الكردية بنفسك”.

ويعدُّ شمو من أهم مؤسسي صحيفة “الطريق الجديد”، وفي عام 1931 أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرميني وقد نفاه ستالين إلى سيبيريا عام 1933م وبقي في المنفى تسعة عشر عاماً.

 

                                       الراعي الكردي أول رواية باللغة الكردية

في عام 1931، تعرّف عرب شمو على اللغوي الكردي (قنادي كردو)، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية، وعملا معاً في مجال الأدب الكردي والمعرفة، وهناك ألّف عرب شمو أبحاثاً عن مشاكل اللغة الكردية، ونشرها في أرمينيا.

من أهم أعمال عرب شمو “الراعي الكردي”، وهي أول رواية له طُبعت عام 1930، علی يد إسحاق مارغالوف، وفي عام 1935م طُبعت من قبل دار النشر الحكومي في جورجيا، كما تُرجمت إلى اللغة الروسية علی يد أوستروغوسيكا، وترجمت من الروسية إلى الفرنسية من قبل باسيلي نيكيتين، أما الترجمة من الفرنسية إلى الكردية فتمت على يد نور الدين ظاظا.

وتتحدث الرواية عن سيرة الكاتب الشخصية، وتعرض الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي كانت سائدة في المجتمع الكردي، كما تعرض لعادات ولتقاليد الكرد، وخاصة الكرد الكوجر، فينقلها إلى القارئ بكل بساطة ويسر، دون أن يجنح إلى الإسفاف والابتذال.

وإن الكاتب إذ يكتب عن قصة حياته كراعٍ لدى الأغنياء، وعن مرحلة عاش حلوها ومرها، فإن جمله التي تميزت بصدق العاطفة، ودقة الملاحظة، التي تُلهم العواطف بالإثارة، والتشويق والإعجاب.

ومن مؤلفاته الأخرى التي ذاع صيتها (الحياة السعيدة، والراهب المزيف، والفجر ودمدم). كما أعد دراسة عن مسألة الإقطاع بين الكرد.

ويعدُّ “عرب شمو” من أكثر الكتّاب الكرد شهرة في العالم؛ لأن نتاجاته ترجمت إلى أهم لغات العالم الحية، ولا تزال أعماله الروائية هي الذروة في الأدب الروائي الكردي المدوّن باللغة الكردية، وليس بلغة أخرى، وفي عام 1977م احتفلت الأوساط الثقافية السوفييتية بالذكرى الثمانين لميلاده، وأقيمت له حفلة تكريمية في مدينة يريفان، وقد أشادت صحيفة (ليتراتور نايا غازيتا) بمؤلفاته القيّمة، ووصفته بمؤسس الأدب الكردي وعميده، وقد منح وساماً رفيعاً من مجلس السوفييت الأعلى.

وكالة هاوار

شارك هذه المقالة على المنصات التالية