خبير أمني يكشف عن مخاطر التواجد التركي خارج الحدود بعد أنباء خسائر الجيش التركي

مع توارد أنباء خسائر الجيش التركي في إقليم كردستان العراق ونشر أخبار نعي الجنود، تجددت في الرأي العام التركي النقاشات حول جدوى بقاء القوّات التركية في قواعد عسكرية ثابتة في سوريا، وخصوصاً في العراق، فيما حاصرت الانتقادات المؤسستين الأمنية والعسكرية لجهة “التقصير الاستخباراتي واللوجستي” الذي زاد من الخسائر البشرية في صفوف القوّات المسلّحة التركية،  وفقا لتقرير صحيفة النهار اللبنانية.

في أيار (مايو) 2019، أطلق الجيش التركي سلسلة عمليات “المخلب” في شمال العراق، وذلك استمراراً لعملية “العزم” التي أطلقتها أنقرة في آذار (مارس) 2018، بهدف التوغّل إلى مسافة 30 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية. وكإعلان عن تغيير التكتيكات العسكرية المتّبعة، أعلنت تركيا في ليلة 18 نيسان (أبريل) 2022 عن إطلاقها لعملية “قفل المخلب” ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق متينا وزاب وأفاشين باسيان، التي لا تزال مستمرة حتى الآن.

لكن، حتى الآن، لم تنجح هذه العمليات في تحقيق الهدف المعلن منها، بالقضاء على وجود مقاتلي العمال الكردستاني في المنطقة، ما فجّر النقاشات مجدداً حول آليات تخطيطها وتنفيذها وجدواها، بالإضافة إلى عجزها عن حماية القواعد والنقاط العسكرية التي أنشأها الجيش التركي على الأراضي العراقية.

ويشرح الخبير الأمني التركي، مصطفى بوغورجو، لـ”النهار العربي” أن نشر القواعد العسكرية “كانت بمثابة عملية عسكرية لأهداف محدودة ولمدة محدودة وبدأت قبل 18 شهراً، ولا يزال العاملون في الميدان يجهلون سبب إنشاء هذه القواعد في هذه المنطقة، ولا يُعرف ماذا ستستفيد البلاد من هذا الانتشار العسكري على المدى المتوسط والقصير، سياسياً واستراتيجياً واقتصادياً، ولا المقصود منه”.

ويضيف المتخصص التركي في شؤون السياسات الأمنية والعسكرية: “يبدو أن مخاطر مثل هذه العمليات الطويلة الأمد في أراضي دولة مجاورة تجعلنا نتكبد الخسائر يوماً بعد يوم، ولولا الأخطاء لما وقعت 3 هجمات إرهابية خلال 3 أسابيع واستشهد 21 جندياً. هذا يدّل إلى أن هناك خطأً في القرارات السياسية والعسكرية”.

تحتفظ تركيا بـ41 قاعدة عسكرية شمال العراق، بينها قواعد جوّية، ينتشر معظمها بين محافظتي دهوك وأربيل، أشهرها معسكر “زليكان” في ناحية بعشيقة. وتضم هذه القواعد آلاف الجنود والضباط ومختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى النشاط الكبير لأجهزة المخابرات التركية في معظم مدن إقليم كردستان العراق.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية