آراء حول الوجود التركي والإيراني .. وانتشار رموز الدولتين في سوريا

آراء حول الوجود التركي والإيراني .. وانتشار رموز الدولتين في سوريا

يرصد موقع “تموز نت” في التقرير التالي آراء نخبة من الكتاب والمحللين والنشطاء الميدانيين المختصين في الشأن السوري والتركي والإيراني، حول انتشار الرموز التركية والإيرانية والوجود العسكري لكلا الدولتين في سوريا.

 

البداية مع د .مهيب صالحة وهو كاتب وباحث سوري حيث يسلط الضوء على الوجود التركي والإيراني وتأثيره على الصراع السوري ومصير التسوية السياسية للمسألة السورية

يقول الدكتور صالحة لـ تموز نت “لو لم يستدعِ النظام السوري حليفته ايران ، وهو يتهاوى عام ٢٠١٢ ، لكانت الجمهورية الإسلامية الايرانية تدخلت من دون شور أو دستور ، وبتغطية من العالم الحر وغير الحر لأنها الوحيدة الأقرب إلى منطق كسر إرادة الشعب السوري الذي ثار ضد الاستبداد ومن أجل الحرية ، بما لها من استثمارات سياسية واقتصادية وعسكرية وطائفية وثقافية ، عمرها يساوى عمر ايران الطائفية الذي بدأ مع أول قدم خمينية وطأت أرض طهران ، و كانت نذير موت أهم دولة علمانية في منطقة الشرق الأوسط ، ونصير قيام دول طائفية أو دينية فيه تنسجم مع طرح الدولة اليهودية ، الذي تروج له إسرائيل”.

ويتابع صالحة “لقد كان التدخل الايراني بداية بواسطة ذراعها في لبنان حزب الله بحجة حماية المراقد الدينية ، ومن ثم مع تدهور وضع النظام السوري ، رمت ايران بكل ثقلها في سورية من خلال حرسها الثوري وبعض قطعاتها وخبراتها العسكرية وميليشياتها الطائفية ، فاطميون وزينبيون والنجباء وعصائب أهل الحق”.

ويضيف صالحة قائلاً “لم يتمكن الاحتلال الايراني لسورية بدواعي إسلامية شيعية من وقف الهجمة الإسلامية السنية الشرسة على النظام السوري، التي سرقت ثورة الحرية والكرامة بعد انطلاقتها بستة أشهر من عام ٢٠١١ ، وتحول الصراع السياسي من أجل التغيير الديمقراطي إلى صراع سني ـ شيعي على السلطة  استدعى الاحتلال التركي ، بحجة ” دعم الثورة ومنع من يسميهم الانفصاليين الكورد من إقامة كيان لهم شمالي سورية ” لكنه فعلياً هو لدعم فصائل سنية ومشروعها الإسلامي ( الحاكمية لله وللشريعة ) : السلطان مراد ، زنكي ، الجبهة الإسلامية ، النصرة ، داعش ، تحرير الشام  جيش الإسلام ، فيلق الرحمن .. وعشرات المليشيات الطائفية السنية ، التي من خلالها تريد تركيا شرعنة احتلالها وأهدافه الاستراتيجية”.

ويشير صالحة أن “الحرب في سورية تحولت إلى حرب بالوكالة بين ثلاثة مشاريع إقليمية للهيمنة على الشرق الأوسط عبر البوابة السورية : المشروع الصهيوني الإسرائيلي ، المشروع الفارسي الإيراني ، المشروع الطوراني التركي . وتأرجحت الدول العربية ، التي لا تمتلك أي مشروع ، بين هذه المشاريع الثلاثة سراً أو علانية . ولم يكن الاحتلال الروسي ـ الأمريكي لسورية سوى بيضة القبان التي توازن الصراع الإقليمي ، ومنع أي انهيار دراماتيكي قد يحصل في منطقة الشرق الأوسط يضر بمصالحهما الاستراتيجية”.

وبحسب رأي صالحة “يعتقد كل من النظام والمعارضة أن الاحتلالين الايراني والتركي يعملان بدون أجرة عندهما . فالنظام يعتبر مجرد بقائه بحماية الاحتلال الايراني هو انتصار له ، والمعارضة الإسلامية تعتبر مجرد بقائها بحماية الاحتلال التركي على جزء من سورية يمنحها فرصة التفاوض مع النظام ومحاصصته السلطة . وكلا الطرفان شريكان في مفاوضات أستانا التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا . وحدها قوى التغيير الديمقراطي مبعثرة ولا تمتلك رؤية واضحة لا لمستقبل سورية ولا لوضعها في أية تسوية قادمة للمسألة السورية”.

ويختتم صالحة حديثه “لقد تمكنت الاحتلالات الخارجية من هزيمة الشعب السوري وكسر إرادته في التغيير والتقدم ، كما أطالت عمر المسألة السورية وسدت أية آفاق ممكنة لحلها ، لأن أي حل ستنتجه هذه الاحتلالات لن يخرج إلى النور إلا إذا تقاطعت مصالحها بنسبة كبيرة . وهذا لم يعد يرتبط فقط بتفاصيل المسألة السورية إنما أيضاً بتفاصيل مسائل إقليمية ودولية متعددة لا تقل شياطينها عن شياطين المسألة السورية”.

 

دلول: ان كنا قد أرسلنا قطع عسكرية إيرانية الى سوريا لتشارك بالمعارك للمس الجميع نتائج مخيفة

في معرض رده  حول الاتهامات الموجهة لـ إيراني بخصوص فرض طابع طائفي على مناطق من “ديرالزور والعاصمة دمشق” بعد انتشار فصائل مسلحة معروفة بتبعيتها للجمهورية الإيرانية وانتشار مراكز دينية في تلك المنطقة يقول هادي عيسى دلول الباحث في الشؤون الدولية لـ تموز نت “الحكومة السورية بقيادة الدكتور الرئيس بشار حافظ الأسد برهنت أنها جديرة بحكم سوريا من خلال انتخابات شرعية مراقبة أمميا أثبتت من خلالها إرادة وخيار الشعب السوري بالأكثرية بالتصويت للرئيس…وذلك دعم وثبت من خلال الدول التي كانت تراهن بعام 2011 أن سوريا سيسقط حكمها في غضون أسابيع معدودة”

وأضاف دلول “ها هم نفس الدول تتسارع لفتح سفاراتها في دمشق..يعني اعتراف رسمي بالحكم السوري الشرعي المنتخب…ومن هنا نخرج للجواب على سؤالكم ..من المتصارعين على الأراضي السورية اليوم؟ العسكري السوري والمدفع الأمريكي والمستشار العسكري الإيراني والسلاح الروسي  ..وهنا يطرح السؤال من منهم دخل متسللا عبر الحدود للتخريب وضرب الفتنه الدينية دون أن يأذن له من الحكم الشرعي ومن منهم دخل من الحدود الرسمية بطلب رسمي من القيادة الشرعية”.

ويتابع دلول ” بالإجابة على هذا السؤال سنجد ان الروسي بشكل رسمي وقانوني استثمر كامل مدخرات سوريا البتروكيميائية ببروتوكول رسمي مع الحكومة الشرعية بدمشق وبالتالي  بسبب وجود توتر امني عسكري بمحيط حقول البتروكيميائيات التي اصبح الروسي مسؤول عن توظيفها استثماري عبر شركة ( غاز بروم –موسكو)”.

وينوه دلول أنه “أصبح للروسي الحق المطلق ان يحارب الإرهاب بالتنسيق مع الجيش السوري الشرعي وهو يرفع العلم الروسي الى جانب العلم السوري علنا بقوة الشرعية العسكرية التي منحه اياها الحكم المنتخب بسوريا …وبنفس الصيغة والقانون والحقوق الدستورية التي أعطت الحق للقيادة السورية بسماح للبندقية الروسية بالدخول… أعطي الحق  للمستشار العسكري من الحرس الإيراني  بتنسيق ما بين دمشق وطهران ببروتوكول عسكري تنسيقي وليس عسكري دفاعي او هجومي يعني بدخول فرق عسكرية من خيرة القيادات العسكرية بالحرس الثوري كاستشاريين فقط ليتواجدوا على ارض المعركة لضبط حركة البنادق الروسية وتنظيم السورية من خلف الخطوط وليس بتدخل عسكري والسبب ليس عجز من السلاح الإيراني ان يدخل المعركة ولكن لماذا يورط العسكري الإيراني نفسه بمعارك هناك من هو المسؤول والمأجور لخوضها بشكل شرعي ورسمي وهو يرفع علمه الروسي على قطعه العسكرية؟”.

وقال دلول “ان كنا قد أرسلنا قطع عسكرية إيرانية الى سوريا لتشارك بالمعارك للمس الجميع نتائج مخيفة بالأداء العسكري بميدان المعركة فالصهيوني والأمريكي يعلمون ويقدرون قدراتنا العسكرية التي تتطور بين لحظة وأخرى في الجمهورية الإسلامية  …ولكن هناك خطة شرعية لتطهير الأراضي السورية بالبندقية التي يحملها الجندي العربي السوري ومن يستدعيه الحكم الشرعي للمشاركة والمأزرة سواء عسكريا كالروسي او لوجيستيا الإيراني”.

وتساءل دلول “ماذا يفعل الأمريكي على الأراضي السورية ومن استدعاه .. ليخربوا ويفتنوا ويدفعوا التركي للتخريب؟ هذا السؤال يجب ان يجيب عليه من يعترض على وجود البندقية الروسية والاستشاري الإيراني على الأراضي السورية”.

ويختتم دلول حديثه “أما عن الانتشار والتسلل لنشر الصبغة الفارسية فليأتي من حرضوا على الانخراط بالبصمة الفارسية ان يقفوا اليوم  ويجرمونا إننا قمنا بذلك  العمل المشين … بالمقابل هناك الآلاف من الشعب الذي يقف اليوم ليجرم (الأمريكي).

 

أوغلو: لا توجد اي أطماع لأنقرة بالأراضي السورية

وفي رده حول الاتهامات الموجهة لتركيا بالتعاون مع الفصائل المعارضة بخصوص تتريك مناطق شمال سوريا الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة وانتشار الرموز التركية في تلك المناطق “رفع اعلام تركية، وصور الرئيس التركي.  يقول طه عودة اوغلو الكاتب والمحلل السياسي التركي لـ تموز نت، “بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش التركي في درع الفرات وعفرين خلال العمليات العسكرية التي شنها خلال العامين الماضيين والخدمات الكبيرة التي قدمها للأهالي السوريين هناك كثر الحديث عن اتهامات وجهت تركيا  بالتعاون مع الفصائل المعارضة بخصوص تتريك مناطق شمال سوريا الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة”.

ويضيف أوغلو “ما قامت به تركيا من عمليات عسكرية وتواجد عسكري داخل الأراضي السورية هو وفق التوافقات الدولية ان كانت مع الروس او الولايات المتحدة الامريكية وهي ساهمت بشكل كبير في العمل على إنهاء العمليات العسكرية داخل سوريا من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها مع روسيا وإيران في استانة والتي تمخضت عن خفض التصعيد”.

وفيما يتعلق بالاتهامات حول تتريك تلك المناطق يقول أوغلو “هي عارية من الصحة لأنه لا توجد اي أطماع لأنقرة بالأراضي السورية وهي مع وحدة وسيادة الأراضي التركية”.

 

أعراج: ما يحدث في عفرين والمناطق الشمالية الغربية لا يمكن تسميته إلا باحتلال

وعن دلالات انتشار الأعلام التركية والرموز التركية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة “درع الفرت، غصن الزيتون، وحتى إدلب” يقول أحمد أعرج المنسق العام للتحالف الوطني الديمقراطي السوري لـ تموز نت “كل ما يحدث في عفرين والمناطق الشمالية الغربية لا يمكن تسميته إلا باحتلال وهذا ظاهر في عمليات التهجير الممنهج والتغيير الديمغرافي وفرض اللغة والعلم التركي من أجل احتلال عفرن وريف حلب وإدلب كما حدث بالنسبة للواء اسكندرون”.

ويضف أعرج “أما بالنسبة لأعمال السرقة  والنهب والخطف والعنف ونشر الفكر الإخواني المؤدلج الذي يتوافق مع مصالح أردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية لفرض هيمنتها على المنطقة فهي ممارسات مكملة لسياسة احتلال المنطقة ومحاولة تغيير معالمها وفرض أمر الواقع في اقصر مدة ممكنة، فمثلا رفع الأعلام التركية و تدريس اللغة التركية في المدارس والمؤسسات الخدمية والمدنية هو تعبير عملي لتلك السياسة الاحتلالية”.

ويتابع أعرج “لكن الزمان والمكان  وحتى الشعوب لا تتوافق  مع تلك السياسات التركية المفضوحة فشعوب المنطقة بدأت تدرك الخطر التركي على المنطقة والشعب السوري بمكوناته بدأ يدرك  حجم الخطر الذي يحيط به منذ بداية الأزمة السورية من خلال دعم النظام التركي للمتطرفين  وجعلهم أدوات ومرتزقة لخدمة أطماع اردوغان التوسعية لاحتلال المنطقة برمتها , حيث لا تقتصر مشاريعه الاحتلالية على سوريا والعراق فقط اذا بدأنا نشهد نشوء أحلاف من دول إقليمية لمواجهة أطماع اردوغان مثل الحلف العربي (الخليجي , المصري الأردني)  والذي تشكل من خلالها ادراكها أن النظام التركي هو نظام توسعي يطمح للسيطرة على المنطقة برمتها عن طريق دعم المتطرفين تحت شعار دعم الثورات العربية”.

 

موسى: عفرين التي كانت 95 بالمئة منها كردية الآن لم يتبقى سوى 30 بالمئة منها كردياً

وعن الإجراءات التي مارستها تركيا في مناطق “درع الفرات، غصن الزيتون، وادلب” يقول الإعلامي والناشط الميداني روج موسى لـ تموز نت “هناك العشرات من الانتهاكات وليست إجراءات، فالوجود التركي في داخل سوريا هو احتلال وليس سيطرة أو تحرير، فهو متعارف دولياً بأن وجود قوات أي دولة كانت في أراضي دولة أخرى دون موافقة الحكومة المتعارفة عليها دولياً بغض النظر عن سلوكياتها فهو يعتبر احتلال”.

ويضيف موسى “في مناطق الممتدة من نهر الساجور شرقاً وصولاً لعفرين غرباً وامتداداً لمحافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي أي بمعنى مناطق سيطرة الاحتلال التركي، هناك المئات من الانتهاكات التي يتم ارتكابها يومياً ليس بحق المدنيين والأهالي فقط، بل بحق الشرائع السماوية والطبيعة والأخلاق العامة والمعتقدات الأثينية أيضاً”.

ويشير موسى أن تلك “المناطق إذ استمر الحال فيها مثل الآن فلن تبقى أراضي سورية على الإطلاق، فعمليات التهجير الممنهج للأهالي والمندرج تحت سقف التغيير الديمغرافي للسكان الأصليين تفرغ المنطقة من أهلها، على سبيل المثال عفرين التي كانت 95 بالمئة منها كردية الآن لم يتبقى سوى 30 بالمئة منها كردياً”.

وتابع موسى “سياسات التتريك التي تُطبق من قبل حكومة العدالة والتنمية غرب الفرات، استهدفت كافة القطاعات، فكل المؤسسات المدنية والعسكرية الموجودة هي تحت إشراف الحكومة التركية مباشرةً وعلنيةً ليس شيئاً مخفياً على الإطلاق، حتى التوجه الطائفي هو واضح لهم عبر افتتاح مراكز لحركة الذئاب الرمادية وتوطين التركمان وتفضيلهم على باقي المكونات من كرداً وعرباً”.

ويقول موسى أن “اللغة المتداولة والرئيسية هي التركية مثلما هي بالنظام التعليمي، والعملة المتداولة والتي يتم صرف الرواتب بها هي الليرة التركية، العلم التركي مرفوع فوق كل المؤسسات، منازل وقرى المدنيين في المناطق الإستراتيجية هي قواعد عسكرية للجيش التركي، وقطاع الاتصالات يتم إزالة الشبكات السورية لكي يتم نشر الشبكات التركية، فحتى التوقيت الذي يمشي في تلك المناطق هو التوقيت التركي ليس السوري على الرغم أنه على نفس خط الطول مع دمشق وحمص وحماة وباقي المناطق السورية”.

تموز نت

الآراء الواردة في التقرير تعبر عن وجهة نظر كتابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

 

Scroll to Top