السبت, فبراير 1, 2025

إضاءة حول ضمّ بعض الفصائل العسكرية.

بير رستم

إن قضية ضم فصائل من ما تسمى ب”الجيش الوطني او الحر” إلى “مؤسسات الدولة” وذلك من خلال ما سمي باجتماع أو “مؤتمر النصر”، قد أخذ حيز كبير عند عدد من أبناء شعبنا الكردي، وذلك لكون أن الضم شمل فصائل وقادة متهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الكرد. وبالتالي فإن مكان أولئك هي “محاكم لاهاي”، وليس قادة في الجيش السوري القادم، كما رأينا في ذاك المؤتمر، لكن وبقناعتي أن هذا الضم قد جاء نتيجة أسباب قاهرة، مما جعلت الإدارة الجديدة ترضخ للموضوع، طبعاً هذا ليس تبريراً للقضية، بل تفسيراً وقراءة له.

وأهم هذه الأسباب؛ حرص الإدارة الحالية الحفاظ على السلم الأهلي وهذه الفصائل قد تلعب دور كبير في ذلك حيث عدم ضمهم ربما يفجر الأوضاع وبالتالي الدخول في صراع معهم وخاصةً أن هناك أطراف خارجية داعمة لها؛ قطر وتركيا، وهو السبب الآخر بقبول دمشق ورضوخها لدخول هؤلاء إلى جسد المنظومة الدفاعية، لكن بشرط أن تكون هذا الإجراء وقتي وليس دائم؛ بمعنى حل هذه الفصائل داخل المنظومة في هذه المرحلة إلى أن تستقر الأوضاع ويتم تصفية الفصائل ومن ثم إعفاء قادتها من الخدمة وتصريحهم، بل وتحويل المتورطين للمحاكم لأجل نيل الجزاء!

أما إذا كان الهدف والغاية من ضم هؤلاء هو التفكير في تقوية ما يسمى ب”الجيش العربي السوري” ولمحاربة قوات سوريا الديمقراطية مستقبلاً، فذاك يعني الانتحار لسوريا؛ انتحار في كل الحالات حيث سندخل نفق حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس وذلك لم يملك الطرفان من قوة وعتاد ودعم خارجي وبالتالي تدمير ما تبقى من سوريا! أما في حال انتصار أحد الطرفين -وهو الذي سيكون غير مسموح به، لكن وإن حصل سيعني جروح عميقة لدى الطرفين الكردي والعربي وبالتالي المزيد من الكراهية والأحقاد العنصرية وهو الآخر تدمير لسوريا ونسيجها الاجتماعي.

لذلك نأمل من كل الأطراف وبالأخص دمشق؛ عدم الوقوع في أحابيل ومشاريع تركيا بخلق صراع كردي عربي وغريب أن نجد بأن تركيا تريد أن تحل الملف الكردي -طبعاً وفق رؤيتها- مع كرد”ها” في (تركيا)، ونقصد شمال كردستان، بينما في نفس الوقت تطلب من دمشق الدخول في حرب بالوكالة عنها مع قوات سوريا الديمقراطية.. يا أخي روح حل مشاكلك داخل تركيا وليس على حسابنا!

بالمناسبة نقول هذه المقولة لبعض كردنا الذين يفكرون بحل مشاكلهم مع تركيا من خلال روژآڤا، طبعاً كلنا نريد كردستان دولة حرة مستقلة ديمقراطية، لكن بنفس الوقت ندرك بأن لكل إقليم ظروفه السياسية الخاصة وبأن المرحلة تتطلب أن نعرف كيف نداري الأمور بحيث لا نتحمل عبأ أجزاء كردستان الأخرى على شعبنا!

شارك هذه المقالة على المنصات التالية