بير رستم
إن الفريق الجيد هو من يحصر اللعب في ملعب الفريق الآخر حيث تصبح تسجيل الأهداف عليه أسهل وهكذا في السياسة بحيث أن تعرف كيف تصبح الكرة في ملعب الفريق الآخر، وهكذا عندما وافقت قيادة قسد على المقترح الأمريكي بالذهاب لدمشق والاتفاق مع القيادة الجديدة هناك حيث بذلك جعلوا الكرة في ملعبهم، كون أي رفض للطلب الأمريكي لكان جعل الكرة في ملعب قسد ورفع الحماية الأمريكية عنهم مما كان سيجعل الطريق مفتوحاً أمام تركيا والإخوان للضغط على الإدارة الذاتية لتقديم تنازلات وربما القضاء عليها تماماً، بينما اليوم ومع موافقة قسد بالذهاب لدمشق والتوقيع على وثيقة مبادئ أساسية مع الشرع سيجعل الأمريكان في موقف الدفاع عن الإدارة
وهكذا فإن الاتفاق الذي حصل بين عبدي والشرع يجب أن تكون له الأولوية وبالتالي التمسك به بقناعتي وذلك بالرغم من “الإعلان الدستوري” والذي هو غير مقبول سورياً، وليس فقط كردياً، كون الاتفاق بين عبدي والشرع، وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، يعترف بالكرد؛ كإحدى الهويات والمكونات السورية، كما إنه يقرّ بدور قوات سوريا الديمقراطية ووجودها ككتلة عسكرية داخل الجيش الوطني، وليس كما كانت تطالب تركيا بحلها وانتساب أفرادها للجيش السوري، وأخيراً والأهم؛ فإنه سيجعل الكرة في ملعب دمشق، كما أسلفنا سابقاً، وهو ما سيجعل الكرد تحت الحماية الدولية بشكل طبيعي، كون التحالف الدولي كانت الراعية لهذا الاتفاق وهو سيكون مكلفاً بإنجاح الاتفاق.
ربما كانت تركيا تريد من هذه المناورة مع دمشق؛ بأن يرفضها الكرد وقسد وذلك تحت موجة عاطفية شعبوية، مما يجبر مظلوم عبدي لأن يخضع لتلك الموجة الشعبوية وبالتالي ترفع عنه وعن قسد والإدارة الذاتية المظلة الدولية لتصبح الفرصة سانحة لدمشق وتركيا بالانقضاض عليها.. نعم علينا التمسك باتفاق عبدي الشرع مع رفضنا ككرد وسوريين عموماً ل”الإعلان الدستوري” وبذلك سنكون من جهة ثبتنا الوجود والدور الكرد ومعها مؤسسات الإدارة الذاتية العسكرية والمدنية كجزء من سوريا الجديدة، ومن جهة أخرى؛ نرفض مع باقي المكونات السورية لاسقاط هذا الإعلان والعمل على مبادئ دستورية جديدة على أسس وطنية بمشاركة كل المكونات السورية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=65120