اعتداء ووفاة مواطن في عفرين وقيادي في ميليشيا “العمشات” يستولي على منزل الضحية
توفي المواطن شيخو عبو يوم الأحد الموافق 8 سبتمبر 2024، إثر اعتداء تعرض له من قبل سيف الجاسم، القيادي في ميليشيا “سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات” -الخاصعة للعقوبات الأمريكية-، التي يقودها محمد الجاسم “أبو عمشة”. وقع الاعتداء في ريف مدينة عفرين بعد أن حاول سيف الجاسم الاستيلاء على منزل عمة الضحية المتوفاة، والذي كان شيخو يقيم فيه.
وقال مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا إن “الحادثة تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا “العمشات” في المنطقة، حيث تقوم بالاستيلاء على الممتلكات وفرض سيطرتها بالقوة”.
حصار واعتقالات في قرية كاخرة بريف عفرين: ميليشيا “العمشات” تفرض سيطرتها وتعتدي على الأهالي
وتواصل ميليشيا “العمشات”، بقيادة مالك الجاسم، شقيق قائد الفصيل محمد الجاسم “أبو عمشة”، فرض حصار خانق على قرية كاخرة التابعة لناحية معبطلي في مدينة عفرين، حيث منعت وصول المواد الغذائية الأساسية كالغذاء والخبز، بالإضافة إلى الدواء وحليب الأطفال إلى الأهالي. كما نفذت عمليات مداهمة وتفتيش واسعة في المنازل، وسط إطلاق نار كثيف بهدف ترهيب السكان المحليين.
مالك الجاسم “أبو سراج” قام بتحويل منزل المهندس الكردي عادل عبدو، الذي استولت عليه الميليشيا، إلى مقر عسكري في القرية، في خطوة إضافية لإحكام السيطرة على المنطقة.
بدأت الأحداث يوم الأحد الماضي، عندما طالبت “العمشات” أهالي القرية بالتوقيع على وثيقة يتنازلون بموجبها عن ممتلكاتهم لصالح قائد الفصيل محمد الجاسم “أبو عمشة”، بالإضافة إلى فرض إتاوة جديدة. وعقب رفض بعض الأهالي التوقيع على هذه الوثيقة، شنت الميليشيا حملة اعتقالات عشوائية.
تظاهرات نسائية انطلقت في وسط القرية احتجاجاً على هذه الإجراءات القمعية، ما دفع “العمشات” إلى إرسال تعزيزات مسلحة إلى كاخرة، شملت آليات عسكرية مزودة بأسلحة ثقيلة مثل الدوشكا. فتحت الميليشيا النار على المتظاهرات، ما أسفر عن إصابة سبع نساء، من بينهن ثلاث في حالة حرجة، كما تم اعتقال عدد من الأهالي واستمر الحصار على القرية.
وفيما يلي أسماء بعض المصابين: حسن رشيد، صديقة حنان، زمزم سليمان، نجاح بيركه، حمود مختار، فائق مختار، فادي مصطفى، محمد مصطفى، فرهاد سيدا، حمود جابو، محمد عيسو، جيهان عيسو، مصطفى حنان، جميل حنان، وحسن كوردي.
كما احتجز مسلحو “العمشات” رجال القرية في المدرسة، وتم اعتقال شخصين على الأقل واقتيادهما إلى مقر الميليشيا، وهما إدريس حجي علي إيبو وحسن رشيد عيسو.
في تسجيل صوتي تم تداوله، ظهر أحمد قاسم، مختار قرية كاخرة، وهو يطلب من الأهالي الذين لم يوقعوا على الوثيقة الحضور إلى مكتب المالية في ساحة الأستاذ أحمد بالقرية، مؤكداً أن آخر موعد للتوقيع هو الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين.
يقول في التسجيل أحمد قاسم بناء على اوامر العمشات: “ينبغي حضور الأشخاص الذين لم يوقعوا في الساعة 10 صباحاً إلى مكتب المالية في ساحة الأستاذ أحمد بالقرية. نطلب من كل من لم يوقع أن يأتي للتوقيع على الوثيقة”.
تصاعد الانتهاكات وفرض الإتاوات في عفرين على يد “الحمزات” و”العمشات”
وتتصدر ميليشيات “سليمان شاه/العمشات” و”الحمزات” مشهد الانتهاكات المتكررة وفرض الإتاوات بالقوة في منطقة عفرين شمال سوريا، حيث تسير باقي الفصائل المسلحة، التي تتبع لما يعرف بـ”الجيش الوطني”، على نهج هذه الميليشيات، مما يزيد من معاناة المواطنين الكرد في المنطقة.
تختلق ميليشيات “الحمزات” و”العمشات” ذرائع شهرية لفرض الإتاوات على الأهالي، حيث يتم تبليغهم بأسلوب ترويعي، يتضمن تهديدات صريحة باتخاذ إجراءات عقابية تشمل الاختطاف والتعذيب في حال الامتناع أو التأخير عن دفع الإتاوات المفروضة.
“الحمزات” واستيلاء على الممتلكات
منذ نهاية العام الماضي، بدأ “الحمزات” بقيادة “سيف أبو بكر” الذي يخضع لعقوبات أمريكية، بحصر ممتلكات الأهالي الزراعية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بهدف الاستيلاء على المزيد منها أو فرض إتاوات إضافية. حيث تقوم الميليشيا بإلغاء الوكالات الممنوحة لإدارة الممتلكات من قبل الغائبين، بما في ذلك ممتلكات الورثة، وتبيع مواسم الحقول أو تؤجر الأراضي الزراعية لمن تشاء.
في 1 سبتمبر 2024، أرسلت ميليشيا “الحمزات” عبر تطبيق واتس آب تسجيلات صوتية تهدد فيها عددًا من المواطنين، من بينهم “خليل أبو عماد” و”فاطمة أم علي”، بضرورة تقديم إثبات ملكية أصلي للممتلكات الزراعية، وسط رفضهم قبول أي وثائق صادرة من المجالس المحلية. وقد أدى ذلك إلى استيلاء “الحمزات” على ممتلكات بعض المواطنين لحين إبراز الوثائق المطلوبة.
إتاوات جديدة على أشجار الزيتون
في 9 سبتمبر 2024، فرضت “الحمزات” إتاوات جديدة على أهالي بلدة “باسوطة” وقرية “برج عبدالو” بواقع 10 دولارات على كل شجرة زيتون مثمرة و5 دولارات على الأشجار غير المثمرة، مع استمرار الاستيلاء على ممتلكات الغائبين. كما تم إبلاغ أهالي قرى “بربنه” و”كوليا فوقاني وتحتاني” بناحية راجو بفرض 7 دولارات على كل شجرة زيتون، بغض النظر عن حالتها.
وفي القرى الواقعة غرب مدينة عفرين مثل “كفرشيله” و”معراته” و”كوندي مزن”، فرضت الميليشيا إتاوة بقيمة 2 دولار أمريكي على كل شجرة زيتون، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأهالي الذين يعيشون في ظل هذه الظروف الصعبة.
“فيلق المجد” ينضم للانتهاكات
في نهاية أغسطس الماضي، أبلغ “فيلق المجد” بقيادة “الرائد ياسر عبد الرحيم” أهالي قرية “كيلا” بفرض إتاوة بقيمة 3 دولارات على كل شجرة زيتون، مع تهديدات باتخاذ إجراءات عقابية في حال التخلف عن الدفع. كما تم تهديد أهالي قرية “زركا” بنفس الشروط.
عمليات جرد جديدة
وفي 27 أغسطس 2024، تم إبلاغ أهالي قرية “حلوبي كبير” التابعة لناحية شران بضرورة تقديم ثبوتيات ملكية أراضيهم، بناءً على أوامر من أحد زعماء “فرقة السلطان مراد”. يأتي هذا الإجراء كجزء من مساعي الميليشيات للسيطرة على المزيد من الممتلكات وفرض الإتاوات على الأهالي.
تستمر الانتهاكات في عفرين بفرض المزيد من الإتاوات والاستيلاء على الممتلكات، في ظل تواطؤ وعدم مساءلة لهذه الفصائل المسلحة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا