يصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 62 على رحيل الشاعر الكردي كوران الذي يعتبر من بين أبرز الشعراء الذين أدخلوا تغييرات جديدة وجذرية في الشعر وأسلوب الكتابة الكردي، من خلال إلغاء أسلوب القافية العربية في الشعر الكردي، وكتابة الشعر بالأسلوب الشعبي الكردي.
وبحسب تقرير نشرته وكالة روج نيوز، عبد الله كوران ، هو “عبد الله سليمان” ولد في “حلبجة” عام 1904، درس في مدرسة العلم ب “كركوك” عام 1921 إلا أنه لم يكمل تعليمه بعد وفاة أبيه و مقتل أخيه الأكبر، وعاد إلى مدينته للاعتناء بوالدته فامتهن التعليم بين 1925- 1937 في مدارس ابتدائية في “حلبجة”.
درس كوران القرآن مع والده في بداية حياته، ثم أصبح أمام في مدرسة مسجد باشان في حلبجة، في عام 1919، بعد وفاة والده واغتيال شقيقه، اضطر في عام 1922 إلى ترك المدرسة من أجل تأمين لقمة عيشه ووالدته، من عام 1922 إلى 1925 واجه صعوبات ومشقات كبيرة، في عام 1925، تم تعيينه كمعلم في حلبجة إلى عام 1937.
عام 1937، بدأ العمل في دائرة الأعمال العامة، واستمر هناك حتى عام 1951. خلال تلك السنوات، سافر مع عدد من المثقفين الكرد إلى يافا في فلسطين، شارك هناك في النضال ضد الفاشية، وافتتح قسم كردستان في إذاعة روج هلات نيزيك.
في تشرين الثاني المصاف لعام 1952 في مدينة السليمانية أصبح مسؤول جريدة جين، إلى أيلول عام 1953، وفي 17 من شهر تشرين الأول من نفس العام، تم القبض عليه للمرة الثانية مع بعض عدد من الناشطين في مدينة السليمانية، وسجن لمدة سنة واحدة، حيث بقي في سجون السليمانية، كركوك، كوت، بعقوبة ونوكر سلمان، وفي 17 من أيلول في عام 1956، تم الإفراج عنه وتوجه إلى بغداد.
وفي بداية عام 1959، تولى إدارة مجلة شفق، وعمل هناك حتى منتصف الستينيات ليتوجه إلى بغداد ويصبح مساعد أستاذ في قسم اللغة الكردية في كلية الفنون بجامعة بغداد، كما أصبح عضواً في هيئة كتاب جريدة آزادى.
كوران كان له دور بارز في تجديد الأدب الكردي، مع وعيه بتجديد الأدب في اللغات الأخرى مثل التركية والإنجليزية، ولأنه لم يرغب في أن يبتعد عن الأدب الكلاسيكي، بدأ في الترجمة. كان أول شاعر كردي يتجاوز أسلوب القافية التقليدي ويعيد الشعر الكردي إلى نمط الكتابة الكردية. كان كوران يؤمن بأنه يجب أن يحتفظ الشعر الكردي بالقافية حتى مع استخدام الحروف، بالإضافة إلى الشعر، كان لديه أيضًا إسهام كبير في مجال الكتابة النثرية، وتعكس كتابات كوران النثرية مراحل حياته، لكنه لم يستمر في الكتابة، بسبب أعطاه أهمية للشعر وتحديثه.
خلال حياته، نشر ثلاثة دواوين شعرية: «بەھەشت و یادگار» و «فرمێسک و ھونەر» و «پەیامی کورد» كما نشر مجموعة من القصص القصيرة وبعض المقالات النقدية بين عامي 1953 و1961. كان كوران يتمنى قبل وفاته أن تنشر مجموعته الشعرية، لكن في النهاية، تم نشر مجموعته الشعرية في الثمانينيات، بعد وفاته.
للأسف، في عام 1962، أصيب الشاعر كوران بالسرطان، وإجريت له عملية جراحية ناجحة في بغداد، بعد الجراحة، انتقل إلى موسكو وبقي في مستشفى الكرملين ومنتجع بارفيخا لمدة ثلاثة أشهر.
بعد عودته للعراق، ساءت حالته الصحية وفقد حياته في 18 تشرين الثاني في عام 1962 في مدينة السليمانية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=55927