الشاعرة سامية إبراهيم توقع “صلوات الأشجار” في قامشلو
قامشلو/ عبد الرحمن محمد
في أجواء احتفالية مفعمة بعبق الشعر، مشبعة بعطر القصائد، وقعت الشاعرة سامية إبراهيم مجموعتها الشعرية البكر “صلوات الأشجار” في مركز اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان بقامشلو يوم الخميس الفائت 12 أيلول 2024.
التوقيع على المجموعة الشعرية جاء ضمن الأنشطة المتواصلة من اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان، وهو من منشورات الاتحاد، وفي أجواء احتفالية بمشاركة العشرات من محبي الشعر والأدب والشخصيات الثقافية، ونخبة من محبي الثقافة والعاملون في الوسط الثقافي، وتضمنت الفعالية قراءة في المجموعة الشعرية من الكاتب والشاعر محمود عبدو، وقراءة نقدية موجزة ورؤية للشاعر مروان شيخي، بينما تحدثت الشاعرة سامية إبراهيم عن مجموعتها في كلمتها:
أن تحاولَ أن تكون شجرةً في زمن القحطِ والانتظار، أن تتكلمَ بلسانِها وتسردَ ما لاقته في وقفتِها عالية على السقوط واليباس، أن تحاولَ أن تكون خبرَ النهر ولسانَ حاله الذي تتمنى لو تفهمه وتترجمه إلى عطاءٍ واستمرارية، أن تكون قصةَ الجبل وعنفوانَ النغم، هي هدنةٌ تعقدُها بينك وبين نفسك وأنتَ في وحدتِك في ليلٍ هادئ”.
والشاعرة سامية إبراهيم ومن خلال باكورة أعمالها الشعرية تبشر بدفق من النتاج الأدبي الشعري، الذي يحمل حفنة من الدلالات الوجدانية والمعاناة الإنسانية، في مجتمع يعاني من تسلط ذكوري وتقييد بسلاسل العادات والتقاليد البالية التي لا يمكن البقاء رهن زنزانتها، وهي في سباق دائم مع الزمن تنشد للخلاص:
“هي التماساتُ المهجورِ، الذي لا ينفكُّ يبحثُ عن جسرٍ وذراعٍ تمتد إليه دون دعوة، هي نصوص كُتِبَت في محرابِ التسكع المجدي في ردهاتِ خفايا نفسٍ تعرفُ الجمالَ الذي يؤلمُها وبقوةِ الصبر يعلو نوافذَ بيوتنا التي أشرعناها له رغم المهالك.
هي شهقةُ عابرٍ فوق تلول الشوق اللاذعة التي تستجدي الخلاصَ بيد عشبٍ ريان يتفتحُ في الرؤى وعلى أطراف الأقلام حقيبةُ الرائي التي امتلأت بنوايا المتعَبين وعبيرِ مُرادهم الذي أسندوه للغيمِ ولجناحِ طائر”.
هكذا ترى الشاعرة نفحات بوحها وما تصبو إليه، وفي رمزية العنوان واختيارها له تقول: “الحقيقة أنَّ هذا العنوان رأيتُه الأقرب إلى الروح التي تسكنُ النصوص، وكثيراً ما رأيتُ شبهاً بين الأشجارِ والبشر بتحولاتها وتقلباتها بعطاءاتِها وانكساراتِها، هذه الروح التي تقولُ ما يشبه الصلوات التي يرددها كل ما في الطبيعة وخاصة الأشجار ……”.
ثم تتحدث عن رسالتها وما تحمله من دفائن المشاعر في نصوصها وخطابها الهسيس في أذن القارئ: “أما الذي تتناولُه النصوص فهي حالات إنسانية، الإنسان بكونِه روحاً تتأثر بكل ما حولِها والإنسان بما له من رؤى وأفكار وهواجس وعواطف ومواقف.. الإنسان بماهيتِه وتكوينِه وانعكاس ما يعيشُه وما يراه في مختلف مراحل عمره على مرآةِ قلبِه وعقله… صلواتُ الأشجار نصوصٌ كُتِبَت في محرابِ التسكعِ المجدي في ردهات خفايا نفسٍ تعرفُ الجمالَ الذي يؤلمُها وبقوة الصبر يعلو نوافذَ بيوتِنا التي أشرعناها له رغم المهالك”.
المصدر: صحيفة روناهي