المثقف المستقل المستغل بفتح العين

كوردأونلاين

in

 

فيصل يعقوب

في كل مرة تقع قادة بعض الأحزاب الكردية في أخطاء و مواقف سياسية جسيمة نجد من يسمي نفسه ب المثقف المستقل يهرع للدفاع عنهم و تبرير مواقفهم السياسية المشينة بحق الشعب الكردي و قضيته العادلة أمام أعداء الشعب الكردي و محتلي أرضه تحت حجج و ذرائع واهية لا أساس لها من الصحة و بأن ما يفعله القائد الفلاني هو فعل دبلوماسي( و يقصد بذلك أن هذا القائد أنما يلجأ إلى خداع محتلي أرض كردستان ) بدون أن يعي هذا المسقف ( المثقف ) المستغل ( بفتح الغين ) ماذا يعني العمل الدبلوماسي. ( الدبلوماسية هي السياسة الخارجية من أجل إقناع الآخرين من خارج وطنك و شعبك بأهدافك لكي تحصل على مساندتهم لتحقيق أهدافك و ليس من أجل أن تقدم التنازلات و الخدمات لمحتلي أرضك و تنسب وطنيتك لوطنية محتلي أرضك و من ثم ترفع شعارات شعبوية و تحمل السلاح من أجلها و تصبح ضحية عدم فهمك لمعنى الكفاح المسلح و متى يحق لك أن تلجأ إليه،و عدم فهمك لمعنى النضال التحرر الوطني و تصبح في قائمة الإرهاب و تقول ليس لي أصدقاء سوى الجبال .
و هنا نسأل هل ما يقوم به المثقف المستغل في الدفاع عن هذه المواقف السياسية المشينة بحق الشعب الكردي و قضيته العادلة هي نتيجة عدم فهمه لهذه المواقف؟ أم أنه مستغل من قبل هذه القادة و مطلوب منه أن يدافع عنهم في مثل هذه المواقف لتضليل الرأي العام و لخداع الشعب الكردي؟
أن أمثال هذا المثقف المستغل لا يمكن لهم أن يخفوا انحيازهم إلى الجهة التي تستغلهم و يظهرون على حقيقتهم بأنهم يكذبون على الشعب الكردي عندما يدعون أنهم مثقفين مستقلين . لأن المثقف المستقل هو حيادي و لا ينحاز سوى إلى الحق و يعمل من أجل حقوق شعبه و كشف الحقائق و المسلمات البديهية الخاطئة و نقدها بموضوعية علمية منطقية من أجل تقدم و تطور شعبه لا أن يدافع عن المواقف السياسية الخاطئة لأي كان و مهما كانت مرتبته. و المثقف المستغل هو قد وضع نفسه في خدمة القائد الأناني الذي يشعر في داخله بالدونية و عدم احترامه لنفسه ، يسعى إلى السيطرة على الآخرين من أجل أن يعوض هذا الشعور بالدونية و إظهار تملكه لهم و تفوقه عليهم. و هو ينجح في ذلك مع الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الآخرين بأي شكل. و ضرورة أن يتم التعامل معهم من قبل الآخرين بلطف مقابل ما يقدمونه من التنازلات لهم. و المثقف المستغل هو من هؤلاء الأشخاص الذي يقيس قيمته الشخصية بمقدار ما يقدمه من الخدمات لسيده الذي يستغل صوته و قلمه في تضليل الرأي العام و يظهره على أنه من أجل الشعب و أهدافه . هذا المثقف المستغل يرغب في إرضاء القائد و نيل استحسانه في دفاعه عن المواقف السياسية المشينة أمام شعبه ظنا منه أنه بذلك يقدم صورة حسنة عن نفسه وعن سيده الذي أخذ هذه المواقف السياسية المشينة في تاريخ شعبه في ظروف في غاية الخطورة و الأهمية. أن مرض رغبة إرضاء أعداء الشعب الكردي و محتلي كردستان مرض خطير ينخر في عقول قادة الأحزاب الكردية و المثقف المستغل الذي يبرر هذا المرض. و تخلص من هذا المرض يحتاج إلى الشخصية المستقلة الواعية لذاتها التي تعرف ما هي حقوقها الأساسية و التي تتلخص في حق تقرير مصيرها بنفسها لكي تكون حرة سيدة لنفسها على أرضها.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية