الأربعاء, سبتمبر 11, 2024
حقوق الإنسانرئيسي

اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري .. لا زالت عمليات الاختفاء القسري تُرتكب دون توقف في كل منطقة من مناطق العالم

بيان:

– يُحيي العالم في 30 أغسطس/آب من كل عام اليوم العالمي للمفقودين والمخفيين قسرا، الذي جعلته الأمم المتحدة يوما خاصا لإدانة هذه الجريمة، وحث الحكومات المعنية على كشف مصائرهم، ومنع وقوع مفقودين جدد.
عشية تأهب العالم لإحياء ذكرى اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري في 30 أغسطس/ آب، قالت منظمة العفو الدولية أن الحكومات في كل منطقة من مناطق العالم لا تزال تُقدم بلا هوادة على إخفاء منتقديها قسراً وبث الرعب في صفوف الجماعات المستهدفة.
وتُرتكب عمليات الاختفاء القسري على أيدي وكلاء أجهزة الدولة أو أشخاص يتصرفون نيابةً عنها مع إصرارهم على رفض الإقرار بذلك أو تعمدهم إخفاء مصير المختفين وأماكن تواجدهم، ما يجعلهم بالتالي خارج مظلة الحماية التي يوفرها القانون لهم.
وتتبع عمليات الاختفاء القسري نمطاً معيناً على الأغلب حيث يتم الحرص في الكثير من الأحيان عقب اعتقال الضحايا على عدم مثولهم أمام المحكمة وعدم تحرير سجل جنائي يثبت ما ارتكبوه من “جرائم” أو ما يفيد بإيداعهم الحجز. ومتى ما أصبح الضحايا بمنأى عن أعين الرأي العام، ينتظرهم حينها خطر أكبر باحتمال تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب، لا بل والموت أحياناً.
وتهيب منظمة العفو الدولية بعشرات الحكومات التي تلجأ إلى عمليات الاختفاء القسري بحق خصومها كي تتوقف عن استخدام هذا الأسلوب فوراً وإلى الأبد ، ولا زالت عمليات اختفاء المدنيين مستمرة بأعداد جد مقلقة.

ووفقاً لغالبية المنظمات العاملة في المنطقة يتجاوز أعداد المعتقلين والمفقودين من أبناء عفرين /2800/ شخص، بينهم مئات من النساء والأطفال

– ولايزال في سوريا عموما هناك الآلاف من المفقودين والمغيبين قسرا ، أما في منطقة عفرين فالأعداد أكثر، أنّ ما تم توثيقه لا يمثل إلا نسبة بسيطة، نتيجة التعتيم الذي يتم فرضه من قبل مؤسسات الاحتلال التركي، ووفقاً لغالبية المنظمات العاملة في المنطقة يتجاوز أعداد المعتقلين والمفقودين من أبناء عفرين /2800/ شخص، بينهم مئات من النساء والأطفال .
لا يزال /852/ شخص على الأقل مخفيين قسرياً، من بينهم أطفال ونساء، وإلى اليوم العديد من العائلات لا تعرف أي معلومات عن أبنائهم ، سواء في سجون الحكومة أو سجون المعارضة الموالية لتركيا اضافة لمجموعات إرهابية أخرى (داعش وجبهة النصرة – هيئة تحرير الشام ) في عموم الأراضي السورية ينتظر ذويهم بيان مصيرهم احياءا كانوا ام أمواتا .
– ومن جانبها أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29/6/2023 قرارا يقضي بإنشاء هيئة أممية مستقلة تعنى بكشف مصير المفقودين في سوريا. وقد اتّخذ القرار بغالبية 83 دولة مقابل 11 ضدّ و62 امتنعوا عن التصويت. وفيما شددت الدول التي وافقت على مشروع القرار على خطورة الإخفاء القسري والذي يعدّ جريمة ضدّ الإنسانية، تذرّعت الدول الرافضة له أو الممتنعة عن التصويت بمخاطر تسييس هذا الملف أو كلفته أو أثره السلبي على الشعب السوري أو أيضا عدم وضوح الآلية المقترحة لعمل الهيئة المستقلّة. فقد اكتفى مشروع القرار الذي تم التصويت عليه بإعلان ضرورة إنشاء الهيئة تاركا للأمين العام للأمم المتحدة بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن يضع نظام هذه الهيئة وكيفية تعيين أعضائها وشروط عملها. عربيا، وباستثناء الكويت وقطر اللتين صوّتتا لصالح المشروع، امتنعت مجمل الدول العربية عن التصويت.
– وفي اليوم العالمي لضحايا الإختفاء القسري، نجدد نحن كمنظمة حقوقية تعنى بحقوق الإنسان التزامنا بدعم الضحايا سواء كانوا من الناجين أو من أهالي المفقودين، وروابطهم، في عملهم الدؤوب للوصول إلى الحقيقة، ونرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإنشاء الآلية الدولية التي من شأنها أن تكون نقطة مفصلية في سياق الكشف عن مصير عشرات آلاف المخفيين قسراً؛ وندعو المجتمع الدولي لوضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن؛ مؤكداً على أن أي تسوية سياسية مستقبلية مستدامة يجب أن تلحظ معالجة وحل قضية المفقودين في سوريا، عبر تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم، وجبر ضررهم.
كما نؤكد على أن الحق في معرفة الحقيقة هو حقُ لجميع أفراد المجتمع السوري بحماية الذاكرة الوطنية, وتحصينها بالمعرفة والمكاشفة, بما يضمن الاعتراف الجماعي بوقوع الانتهاكات بوصفه المدخل الوحيد للمصالحة والعدالة الانتقالية واستعادة الثقة بين عناصر المجتمع ومنع وقوع عنف مستقبلي, وطي صفحة الماضي والتصالح معه دون محوه أو محاولة نسيانه .
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين