الخميس 17 تموز 2025

تفجير كنيسة مار إلياس.. منظمة “بلومونت” الإغاثية تؤكد أن لا علاقة لها بالصور المتداولة

في أعقاب التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 63 آخرين بحسب وزارة الصحة السورية، نفت منظمة “بلومونت” الإغاثية علاقتها بأي من المتهمين الوارد ذكرهم في القضية، وذلك بعد تداول صورة يُزعم أنها تُظهر اسم أحد المتورطين ضمن قوائم مساعداتها.

وقالت المنظمة في بيان صدر يوم الجمعة 27 حزيران 2025: “نحن على علم بالصور المتداولة عبر الإنترنت والتي يُزعم أنها من عمل فريقنا في سوريا. إن هذه الصور غير صحيحة ولا تعكس الآلية التي نتبعها في تتبع توزيع المساعدات الإنسانية”.

وجاء في المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي روج لها إعلاميين تابعين لسلطة دمشق أن القائمة المنسوبة للمنظمة، والمؤرخة بشهر تشرين الثاني 2024، تضمنت اسم “كنان علي بن رمضان”، عراقي الجنسية، والذي أعلنت وزارة الداخلية السورية أنه أحد المتهمين في التخطيط للتفجير.

وفي سياق متصل، نفت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في بيان أصدرته بتاريخ 25 حزيران 2025، صحة مزاعم وزارة الداخلية في حكومة دمشق، والتي أفادت بأن منفذي التفجير قدموا من مخيم الهول. وقالت قسد: “إن هذه المعلومات غير صحيحة ولا تستند إلى حقائق أو مجريات حقيقية”.

وأكدت قسد أنها راجعت سجلات قاطني مخيم الهول والمغادرين منه، ولم تجد دليلاً على مغادرة أي شخص من غير السوريين، باستثناء من رحلتهم الحكومة السورية أو السلطات العراقية بشكل رسمي. وأضاف البيان: “مخيم الهول لا يأوي إرهابيين أجانب بل يضم عائلات من نساء وأطفال داعش”.

ودعت قسد حكومة دمشق إلى “إجراء تحقيقات شفافة ودقيقة وإعلانها للرأي العام مع الأدلة”، مؤكدة التزامها بمواصلة محاربة الإرهاب بالشراكة مع التحالف الدولي.

وكشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في 24 حزيران أن أحد منفذي التفجير كان منتسباً إلى وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، ومن أبناء محافظة دير الزور. وذكر المرصد أنه نُقل إلى مستشفى المجتهد بعد إصابته في التفجير، قبل أن يتم التعرف عليه وتشديد الحراسة عليه.

كما فرضت السلطات طوقاً أمنياً على مستشفيات “المجتهد”، و”الفرنسي”، و”الهلال الأحمر”، بالتزامن مع مداهمات أمنية في غوطة دمشق الشرقية، أسفرت عن مقتل شخصين واعتقال ستة آخرين. وبحسب المرصد، فإن بعض المعتقلين ينتمون لتشكيلات تابعة لوزارة الدفاع، وكانوا قد تسللوا إلى صفوفها قبل بدء عملية “ردع العدوان” من إدلب أواخر 2024.

وحذر المرصد في وقت سابق من نشاط خلايا متطرفة في جنوب دمشق، وخاصة في منطقة الحجر الأسود، داعياً إلى تحقيق مستقل وشفاف حول التفجير والجهات التي سهلت وصول المنفذين إلى أماكن حساسة داخل الدولة.

وفي بيان صدر الثلاثاء، أعلن فصيل “أنصار السنة” تبنيه للهجوم، قائلاً إن منفّذ العملية هو “محمد زين العابدين”، مضيفاً أن التفجير جاء “رداً على استفزازات طالت الدعوة وأتباع الملة من قبل نصارى دمشق”، في إشارة إلى حادثة سابقة وقعت في الحي ذاته. وتوعّد الفصيل بتنفيذ مزيد من العمليات، مهدداً من وصفهم بـ”المتعاونين مع المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

يُشار إلى أن التفجير الذي وقع أثناء قداس مكتظ بالمصلين يوم الأحد 22 حزيران، يُعد الأول من نوعه في العاصمة منذ سقوط النظام السابق، ويطرح تساؤلات حول مدى اختراق التنظيمات المتطرفة للمنظومة الأمنية في سوريا.