السبت 19 تموز 2025

حزب السلام يدين الهجوم الإرهابي على كنيسة القديس مار إلياس في دمشق

أصدر حزب السلام الديمقراطي الكردستاني بياناً أدان فيه الهجوم الذي استهدف كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق والذي خلف عشرات الشهداء والجرحى، واصفاً الهجوم بـ “العمل الإرهابي الجبان”، مؤكداً أن مثل هذه الإعمال الإرهابية تشكّل ضربة موجعة للسلم الأهلي والتعايش المشترك وتزيد من مخاوف وقلق المواطنين حيال مستقبل بلدهم، داعياً حكومة دمشق إلى تحمل مسؤولياتها في تحقيق الأمن والاستقرار وضمان حماية حياة المواطنين وحرياتهم، مشدّداً على أهمية التكاتف والتعاون في محاربة داعش مع ضرورة استمرار الدعم الدولي في هذا الإطار.

وفيما يلي نص البيان:

تابعنا بألم بالغ، ما تعرضت له كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق من عمل إرهابي جبان، لا يمكن أن يُبرر بأي شكل من الأشكال؛ هذا العمل الإرهابي الذي أسفر عن مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الأبرياء بين شهداء وجرحى، يشكّل تطوراً خطيراً في المشهد السوري، ويعيد إلى الواجهة هواجس المرحلة الأكثر دموية حين كانت التفجيرات الإرهابية تضرب المدنيين في مناطق سورية عدّة.

إن استهداف كنيسة تحمل بين جدرانها معاني السلام والتسامح، يدل على حجم الحقد والظلامية التي تحركها الجماعات الإرهابية، كما يعكس الرغبة في تفكيك النسيج الاجتماعي السوري، وزرع بذور الكراهية والعنف الطائفي بين مكونات سوريا.

لاشكّ أن هذا العمل الإرهابي يطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تمكن خلايا تنظيم داعش الإرهابي من الوصول إلى قلب العاصمة دمشق بهذه السهولة، والقيام بهذا الفعل الوحشي دون أن تُكتشف أو تُمنع، فهل يعود ذلك إلى وجود ثغرات في عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية؟ أم أن هناك خللاً في التنسيق بين المؤسسات الأمنية؟ أم أن هناك تواطؤاً أو تساهلاً في مسألة محاربة داعش؟.. فهذه التساؤلات بحاجة إلى إجابات واضحة وشفافة.

إن مثل هذه الإعمال الإرهابية تشكّل ضربة موجعة لمفاهيم السلم الأهلي والتعايش المشترك، وتزيد من مخاوف وقلق المواطنين حيال مستقبل بلدهم، خاصة فيما يتعلق بموضوع الطائفية والتوترات الاجتماعية، وهو ما يقتضي التعامل مع هذا الخطر بجدية تامة، والعمل على تعزيز قيم الوحدة الوطنية والحوار والتعايش بين كافة مكونات سوريا.

لابدّ من الإشارة إلى أن عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي بهذه الصورة المدمرة تعكس هشاشة الأمن، وتعيد سوريا إلى مرحلة العمليات الإرهابية، الأمر الذي يستوجب التكاتف والتعاون في محاربة هذا التنظيم، مع أهمية استمرار الدعم الدولي في هذا الإطار، بما يعزّز من القدرة في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في سوريا.

إننا في حزب السلام الديمقراطي الكردستاني ندين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي، وفي الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ تعازينا ومواساتنا لأسر الشهداء، نطالب حكومة دمشق بتحمل مسؤولياتها في تحقيق الأمن والاستقرار وضمان حماية حياة المواطنين وحرياتهم، كما نؤكد أن هذه العملية تثبت أن خطر داعش لا يزال قائماً، خصوصاً وأن نشاطه ازداد في الآونة الأخيرة، وهو ما يتطلب استمرار محاربته بكل الوسائل الممكنة، مع تقديم الدعم الدولي اللازم.

كذلك نؤكد على أهمية مكافحة كل أشكال خطاب الكراهية والعنف والعنصرية والطائفية التي تنتشر بشكل متزايد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تلعب دوراً خطيراً في ضرب النسيج الاجتماعي السوري وإثارة الفتن وزعزعة التعايش المشترك، فمع وجود واستمرار مثل هذه الخطابات لا يمكن بناء دولة حرّة ديمقراطية تعددية مستقرّة تعيش في ظلها مختلف المكونات بسلام وأمان.

حزب السلام الديمقراطي الكردستاني

قامشلو/ 23 / 6 /  2025