السبت, يوليو 27, 2024

نُشر في: 2 أبريل، 2023

آراء

حكاية من حكايات القهر في عفرين

بير رستم

إن حكايات القهر في عفرين متعددة ولكن جميعها تجتمع في كرديتها حيث وإن كان الأخوة الأيزيديين يعانون الأمرين على يد هذه المجاميع السلفية الراديكالية وذلك لكونهم -أي الأيزيدي- ووفق قناعات أصحاب السلفية الإسلامية “كفاراً” ويتحتم عليهم؛ إما إشهار إسلامهم أو الموت نحرًا، كما رأيناه في شنگال على يد د١عش أو مؤخراً على يد رفقائهم في عفرين، لكن أولئك الأخوة الأيزيديين ليسوا وحدهم من يعانون من حكايات القهر، بل يشاركهم كذلك بقية أخوتهم الكرد الآخرين حيث بالأخير من هو المستهدف من الاحتلال التركي الإخواني هم الكرد -ولو كان مسلمًا وسنيًا أيضًا- وإليكم هذه الحكاية؛ عائلة كردية مسلمة وسنية تسكن في قرية كان نصفها أو ربما أغلبها من الأيزيديين -وهذه كانت عادية في الفترات الماضية حيث كنت تجد قرى عدة تعرف بأنها أيزيدية ولكن كان يقيم فيها كرد مسلمين ويتعايشون بسلام كأخوة- ولنعد لحكايتنا؛ المهم تلك العائلة الكردية “المسلمة السنية” وبعد الاحتلال التركي الإخواني وما حصل من تغيير ديموغرافي على يدهم قد أبتليت بعائلة مستوطنة أستولت على أحد البيوت لأحد المهجرين من الأخوة الأيزيديين وهكذا أصبحوا “جيرانهم” الجدد -أو بالأحرى أسيادهم- يعاملونهم معاملة السيد المتجبر!

ولكي لا نبقى في الكلام النظري إليكم هذه الجزئية في حياة “الجيرة” بين العائلتين حيث البيت الكردي عندهم بئر إرتوازي عليه دينامو مثل أغلبية بيوتنا في عفرين فيجبرهم المستوطن كل يوم أن يمدوا لهم خرطوم المياه لكي يسقي مزروعاته وللاستخدام الشخصي وطبعًا دون أن يدفع ولو ليرة سورية لهم كجزء من تحمل مصاريف الكهرباء والتصليح دون أن نقول حق الماء.. وفي أحد الأيام يتعطل الدينامو ويعتذر جاره الكردي عن عدم قدرته مد الخرطوم، كون الدينامو معطل! وهكذا وبدل أن يحاول جاره أن يقدم يد المساعدة له ويقوم بإصلاح الدينامو يأتي وينهال عليه بالضرب والشتم وهو يقول: يا كلب أنت تقول لي مافي ماء والدينامو عطلان، أو لك بتبعت مرتك خلي تتش.رمط وتصلح الدينامو وتجي تسقي مزروعاتي.. وفعلًا يجبر أن يذهب لعند مصلح الدينامو ويترجاه أن يصلح له بسرعة كي لا يتعرض للمزيد من الضرب والإهانات على يد سيده المستوطن. ربما يعتقد البعض الحكاية من نسج خيال شخص مثل (ابن المقفع) وحكاياته في “كليلة ودمنة” أو حكايات “ألف ليلة وليلة”، ولكن ليعلم الجميع؛ بأن الحكاية حقيقية وهذا تفصيل صغير في مأساة تلك العائلة وهناك الأسوأ مما ذكرناه والعائلة أعرفها شخصيًا ونأيت بنفسي أن أذكر التفاصيل حفاظًا على الجانب الأخلاقي

شارك هذا الموضوع على