م كمال حاج خليل
شهد حي الأكراد ، محاولات عدة لتغيير اسمه، لا سيما خلال فترة الوحدة السورية المصرية، في محاولة سياسية وثقافية لطمس الهوية الكردية للحي وتعريبه.
الجذور التاريخية
يُعد حي الأكراد من أقدم أحياء دمشق، ويعود تأسيسه إلى العصر الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي. أُطلق عليه لاحقًا اسم “ركن الدين” نسبة إلى الأمير ركن الدين منكورس، أحد القادة الأيوبيين من أصل كردي، الذي بنى المدرسة الركنية في ساحة شمدين ودُفن فيها بعد وفاته عام 1233م.
قبل هذا التغيير، كان يُعرف الحي باسم “حي الأكراد” نظراً لاستقرار غالبية كردية فيه منذ العهد الأيوبي، بعد أن قدم الأكراد إلى دمشق برفقة القائدين شيركوه ونجم الدين أيوب لدعم الخلافة الفاطمية وتوحيد بلاد الشام ومصر تحت راية صلاح الدين الأيوبي.
المعالم التاريخية والثقافية
يضم الحي العديد من المعالم التاريخية التي تشهد على الإرث الثقافي الكردي والأيوبي في دمشق، منها:
– *المدرسة الركنية*: أنشأها الأمير ركن الدين منكورس، وتُعد من أبرز معالم الحي الأثرية.
– *جامع الحنابلة المظفري*: بناه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري، زوج خاتون أخت صلاح الدين الأيوبي.
– *مدرسة الصاحبة*: أنشأتها ربيعة خاتون، المعروفة بالصاحبة، وهي شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي وزوجة الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري، حاكم أربيل. بعد وفاة زوجها، انتقلت إلى دمشق وكرّست حياتها للأعمال الخيرية، وبنت المدرسة عام 1254م.
– *مقام الشيخ خالد النقشبندي*: يضم ضريح الشيخ الصوفي الكردي خالد بن أحمد بن حسين، المولود في “قره داغ” بالسليمانية، والذي استقر في دمشق عام 1823م.
– *جامع سعيد باشا*: بناه أمير الحج محمد سعيد بن شمدين آغا الكردي الدمشقي.
– *مشفى السل (ابن النفيس حاليًا)*: الأرض التي بُني عليها المشفى تبرع بها المرحوم سعيد بن عبد الرحمن باشا الكردي، أمير محمل الحج الشامي وعضو مجلس الأعيان في الدولة العثمانية.
الشخصيات البارزة
سكن في حي الأكراد العديد من الشخصيات الكردية البارزة التي كان لها أثر واضح في الحياة الثقافية والسياسية والدينية في سوريا، منهم:
– البروفيسور عصمت شريف وانلي
– المناضل عثمان صبري
– الدكتور نور الدين ظاظا
– الشاعر جكر خوين
– العلامة الشيخ أحمد كفتارو
– الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
– المناضل محمد خير وانلي (أبو جنكيز)
– الأستاذ إبراهيم الملا
– المرحوم راشد جلعو
– المرحوم رشيد شيخ الشباب
– أ . عزت فلو
– د. جواد الملا
– المرحوم عز الدين الملا
– المرحوم عبد الكريم الأيوبي (أبو عناد)
– المرحوم فهد ديركي (أبو سعيد)
– أحمد آغا الملا
– أبو دياب برازي
– عبد الرحيم شريف وانلي
وغيرهم من أبناء هذا الحي العريق.
الختام
يُعد حي الأكراد، كما كان يُعرف تاريخيًا، شاهدًا حيًا على الوجود الكردي في قلب العاصمة دمشق، ويعكس إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا. وعلى الرغم من محاولات طمس هويته، فإنه لا يزال يحتفظ بمكانته كرمز للتعددية والانتماء والعمق الحضاري في سوريا.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=69234