الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

رأس العين –  Serê kaniyê … توأمُ الحضارةِ والتاريخِ

محمد جزّاع- كاتب وباحث

مجلة الحوار – العدد /83/ – السنة 31 – 2024م

خيرُ ما نقدمُ به بحثنا ببيتينِ من الشعر وصفَ بها الشاعرُ العباسي أبو المحاسن الشواء جمالَ مدينة رأس العين طبيعة وبشراً، لوحة فنية أبدعها الخالقُ بقدرته وصاغَها الشواءُ بإبداعه.

فديتُ بنفسي رأس عينٍ ومَن فيها       وبيضِ السواقي حول زُرقِ سواقيها

إذا راقني منها جواري عيونها            أراقَ دمي منها عيونُ جواريها

رأس العينأو بالكرديةSerê kaniyê  – تعتبر أهمّ  وأقدم مدينة تاريخياً في محافظة الحسكة، تقع شمال غربي مدينة الحسكة على بعد 85 كم، وغرب مدينة القامشلي 120 كم على الحدود الدولية السورية – التركية.

أقدم استيطان بشري في رأس العين يعود الى نهاية الألف الثامن ق. م وبداية الألف السابع قبل الميلاد في الفترة التي تسمى بعلم الأثار بالعصر الحجري الحديث، أي أن عمر المدينة ينوف على 9 تسعة ألاف سنة.

أما الاستيطانُ المهم، والذي جذب اهتمام الأركيولوجيين، يبدأ بالعصر الحَلَفي الذهبي والذي استمد اسمه من موقع تل حَلَف الشهير. جدَّ المنقبون بحفرياتهم في تل حلف حتى وصلوا السوية العذراء في قاعدة التل وكشفوا النقاب عن ثقافة تعود الى 6000 سنة قبل الميلاد، أطلق عليها لاحقا ثقافة (حلف) نسبة الى تل حلف.

في حوالي سنة 3500 ق.م ظهرت آثار شعب “مسالم” أعطي للمنطقة ثقافته وأظهر تقدماً حضارياً. وهذا ما أباحه اكتشاف فُرضة نهريّة خلف التل (ميناء صغير) ينقل من خلاله البضائع والحاجات على القوارب عبر نهر الخابور فعبر الفرات، فإلى جنوب العراق، حيث كانت الحضارة السومرية… وهكذا تزامنت ظهور حضارة شعب سوبارتو في الشمال مع حضارة سومر في الجنوب، ووجود هذا الميناء واكتشاف أدوات نقل زيت الزيتون يوحي بأن المنطقة كانت مزورعة بأشجار الزيتون وغيرها من الزراعات والصناعات … ثم تختفي ليظهر استيطان آخر أكثر تقدماً في الألف الثاني قبل الميلاد عام 1500 ق.م والتي تجسدت في المملكة (الميتانية) الحورية والتي اتفق الآثاريون على أن عاصمتها (واشوكاني) تقع في موقع رأس العين الحالي على نهر الخابور، إلا أن ذلك لم يثبت عملياً من خلال التنقيبات، وهذا ما ذهب اليه الدكتور أنطون مورتغات الباحث الألماني الذي قاد حملة التنقيب في تل الفخيرية الواقعة على الينابيع في رأس العين قرب المقصف البلدي عام 1955م. ويبدو أن ذلك أصبح هماً للأثاريين، ففي زيارة لنجل الدكتور مورتغات الى رأس العين في التسعينات من القرن العشرين، نزل ضيفاً على المثقف الياس صبري، حيث صرح بأننا نكتشف واشوكاني عملياً ومادياً، ولكن مازال هناك أكثر من أحدى عشر موقعاً ينتظر الحفر و التنقيب، رغم ذلك ظن العالمان أن رأس العين هي واشوكاني، فما شاهدوه على النقوش الاشورية التي تذكر أن مدينة واشوكاني تقع عند منابع الخابور.

في عام 1300 تأتي المرحلة الآرامية بعد سيطرة الآشوريين على المنطقة، وسميت المدينة بأسماء (غوزن) و (غوزانا) ويأتي الاستيطان الأهم مع بداية الألف الأول ق.م حيث ظهرت قبيلة بيت بخياني الآرامية، وتمددت، وأقامت مملكة قوية في تل حلف. ومن خلال دراسة التمثال الذي اكتشف (قرب كراج بلدية رأس العين القريب من قبور المسيحيين عام 1979) يعود للملك الآرامي هدد ويقول بأن اسم المدينة (غوزن).  في النهاية أصبحت المدينة مطمعاً للكيانات الإمبراطورية فتعرضت لتوسع فارسي، وبعدها وقعت تحت سلطة الرومان وأصبحت قرية رومانية صغيرة في القرن الثاني بعد الميلاد، وكان سكان المنطقة يدعونها (ريساينا)، ثم رفعت مرتبتها سنة 380م الى مرتبة المدينة وأصبحت تعرف باسم )ثيودوسيوس بوليس).

وفي الفترة ما بين القرن الخامس والثامن الميلادي، لمع في الأوساط السريانية اسم المدينة ب (رش عينا – رش عينو) وأنجبت رأس العين (رش عينو) في العصر الوسيط في الثقافة السريانية كبير أطباء المدينة ورئيس فلاسفتها (سرجيوس الرأس العيني).

رأس العين والفتح الإسلامي

عام 17 هـ توجه جيش الإسلام بقيادة عياض بن غنم الى بلاد ما بين النهرين واستطاع فتح الجزيرة بكاملها بسرعة فائقة الرقة، الرها (اورفه)، وديار بكر وغيرها، إلا أن مدينة رأس العين استعصت على الفتح بضراوة مقاومة أهلها في الدفاع عن حصونهم، بل يقال أن القائد الإسلامي الشهير خالد بن الوليد قد وقع في الاسر، وبقي لمدة عام في الاسر حسب بعض المصادر الإسلامية، الى حين تحقق فتح المدينة (رأس العين) في العام التالي، عام 18 هـ بعملية خداع عسكريه أشبهُ بعملية حصان طروادة، بقيت المدينة  محافظة على أهميتها وفاعليتها كمركز تجاري ومحطة للقوافل التجارية في العصر العباسي، وكانت رأس العين مصيفاً للخليفة العباسي (المتوكل).

وهكذا حافظت رأس العين على وضعها، تنتقل من حكم سلالة إلى أخرى، من العباسيين الى الحمدانيين فالأيوبيين، وأصابتها المصائب من خلال الحروب الصليبية، حيث تم احتلالها من قِبلهم، ثم كان تحريرها، لكن البلاء الأكبر الذي نزل بالمدينة هو الريح الأصفر القادم من الشرق عندما غزاها المغولُ والتتار خلال القرن الثاني عشر للميلاد، حيث كانوا يدمرون ما يصادف طريقهم من حجر وشجر وبشر، يتركون وراءهم الخراب واليباب إلا من استطاع الفرار الى الجبال، أما السهل فكان نصيبه السحق والفناء.

وهكذا انتهت مدينة رأس العين السهلية من الوجود، وخلال الحقبة العثمانية لم تكترث السلطة للاستيطان والتنمية حتى منتصف القرن التاسع عشر في عهد السلطان عبد الحميد، حيث بدأ التخطيط العمراني والاستيطاني، وقد كانت المنطقة من مدينة ويرانشهر حتى رأس العين والى جبل عبد العزيز تعتبر مراعي لقبائل الاتحاد الملي تحت نفوذ إبراهيم باشا الملي وأجداده، الذين أوكل إليهم قضية الإعمار والاستيطان. ويؤثر من عاصر تلك المرحلة أنه تم الإسكان في رأس العين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين: ثكنة عسكرية، وقائمقام وبضع بيوتات للمكوّن الشيشاني لا غير.

الصدفة أحياناً تغير مجرى التاريخ

في تلك المرحلة وتحديداً عام 1899 م صادف قدوم العالم الألماني البارون ماكس فون أوبنهايم المنطقة وحطّ رحاله في منطقةٍ بين نهري الخابور وبليخ، وكانت حينذاك ضمن منطقة نفوذ قبائل الملية والتي يقودها إبراهيم باشا الملي صاحب النفوذ الأوسع والمسعى الأفضل لدى السلطات، وكان يحكم المنطقة من عاصمته ويرانشهر التي تقع ضمن أراضي الدولة التركية اليوم، وتبعد عن رأس العين شمالاً حوالي   60 كم، كما تقع وسط الطريق بين ماردين واورفه.

نزل أوبنهايم ضيفاً عزيزاً ومكرماً على إبراهيم باشا الملي، وهناك سمع حكاية يتناقلها المجلس، أنه في رأس العين توفي شخصٌ، وعندما أرادوا دفنه في تل حلف، ظهر أثناء الحفر تماثيل غريبة، فخافت النساء أن تكون هذه التماثيل متلبسة أرواحاً شيطانية شريرة، فأعادوها الى الحفرة بسرعة وطمروها ونقلوا ميتهم الى مكان أخر.

فقط أوبنهايم عرف دلالة هذه التماثيل ورمزيتها، فتوجهَ الى رأس العين بالرغم من المخاطر.. وفي راس العين وفي منزل المختار الشيشاني وبعد مداولاتٍ تخللتْها بعضُ المشاكل، اعترفوا له بالقصة وانتقل الى موقع تل حلف، ورأى بعينه اللُّقى وتأكد بأن التل غنيٌ بما يبحث عنه. إلا أنه كرجلٍ أجنبي وربما كان له مهام أخرى، لم يشأ العمل بدون قانون فلابد من أخذ الأذن من السلطات التركية المختصة بذلك، فعاد إلى وطنه ألمانيا ( لسنا بصدد الدخول في تفاصيل الحدث) حتى عاد من جديد عام، 1911  أي بعد أثنا عشر سنة وهو يحمل الترخيص الرسمي بالتنقيب، وظل يعمل في التنقيب حتى عام 1913 عند ذلك توقف عن العمل عائداً إلى بلده، ليعود في وقت آخر، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى في أعوام 1914 -1918 حال دون عودته حتى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى الى عام 1927 إذ عاد اوبنهايم من جديد وقد تغيرت الخارطة السياسية للمنطقة، حيث أصبحت رأس العين وموقع تل حلف التابع لها من تبعية الدولة السورية المعاصرة، و بدأ بحملة التنقيب في هذا العام، و تقاسم الاثار المستخرجة مع الحكومة السورية وكان حصته 14 عربة قطار شحنها من حلب الى برلين، وهناك ودَع تلك الآثار ورتبها في متحفٍ خاص سماه متحف تل حلف الذي تعرض للقصف الجوي من قبل دول الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية لكنه استطاع بعد الحرب أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وبنى المتحف من جديد.

لم نقل رأس العين توأم الحضارة عبثاً، فبعد حملات الباحث ماكس فون اوبنهايم تفتحت العيون على المدينة وقاموا باستطلاعات ميدانية، ليقفوا على حقيقة وجود المواقع الأثرية، فخلا تل حلف، وقف أمامهم تل فخيرية جنوب مدينة رأس العين لمسافة (200-  300) متر – في جوار المقصف البلدي حالياً- وقف التل شامخاً بما يحتضن من حضاراتٍ وثقافات بشرية تعاقبت على هذه المدينة.  فكانت حملة الباحث الألماني الدكتور أنطون مورتغات سنة 1955 بدأ العمل من الجهة الشمالية للتل.

هذا إضافة الى الموقع الثالث والذي قد يضم المدينة القديمة بأسوارها، تقع هذه المنطقة غربي تل الفخيرية مباشرة وجنوب المدينة، حالياً قرب دار الحكومة والمركز الثقافي أو ما يسمى أرض الأوقاف ومقابر المسلمين والمسيحين ليمتد شمالاً ويشملَ كامل المدينة القديمة أي ( قبل سبعينات القرن الماضي وحتى منطقة الخرابات حتى خط قطار الشرق السريع، ثم من الجهة الشمالية الغربية يتجاوز خط الحديد ليشمل جزءاً من مدينة رأس العين التي ظلت شمال الحدود الدولية التركية – السورية (جيلان بينار – عين الغزال) وهضبة ملّان (kepezê Millan).

بداية القرن الواحد والعشرين وفدت الى رأس العين بعثات ألمانية لاستكمال ما بدأه أوبنهايم في موقع تل حلف وموقع تل الفخيرية، يمكن أن نستخلص العديد من الأسماء لمدينة راس العين حسب العهود التي مرت فيها:

1-       واشو كاني في العهد الميتاني.

2-       (غوزن – جوزن) في العهد الاشوري.

3-       كابارا في العهد الآرامي نسبة للملك الآرامي (كابارا – قاويانو)

4-       و(راسينا – وثيود ديوسيلوس) في العهد الروماني.

5-       رش عينو في اللغة السريانية.

6-       (قطف الزهور، عين ورده، رأس العين) في العهد العربي.

7-       بالكردي (serêkaniyê).

أما بالنسبة للعيون والتي هي في حقيقة الأمر كانت تغذي نهر الخابور والرافد القادم من تركيا ربما نسبة مياهه أقل من عين الكبريت.

على أي حال كان يحلو لأهل رأس العين منذ القدم أن يذكروا أن عدد الينابيع هو بين 360-365 حسب أيام السنة … كانت مياهها صافية كعين الديك كما يقال، ومن أبرز هذه الينابيع من جهة الجنوب وبموازاة طريق الحسكة، أهم العيون هي:

1-       عين الجاموس.

2-       عين بانوس: لها من العمق الكثير فقلما وصل أحد الى قاعها رغم صفاء الماء ويحس الناظر أنه يستطيع ان يلامس الأرضية.

3-       عين فوارة، عين المسبح الفرنسي، ومئات العيون الصغيرة المنبجسة من تحت الأرض.

4-       وفي جنوب المدينة كان عين الحصان أشبهُ ببحيرةٍ تجري مياهها من تحت الأرض الى الخابور، ولجمال العين، كانت احتفالات عيد نوروز تقام على حوافه.

5-       عين الزرقا هي كانت تغذي مشاريع أصفر ونجار.

6-       عين الكبريت الذي تفجر في وضح النهار عام 1962 والعمال يشتغلون في القطن وفتح اخدوداً باتجاه نهر الخابور عمقه تجاوز 140 متراً.

لكن مع شديد الأسف كل هذه الينابيع جفّت، ولم يعد لها أثر سوى حباتِ رمالٍ تذروها الرياح وذلك بسبب الاستثمار الجائر.

رأس العين في العهد الوطني

أشرنا سابقاً الى ما كانت عليه مدينة رأس العين التاريخية خلال زيارة الباحث الأركيولوجي البارون فون اوبنهايم الألماني، فالمدينة عبارة عن أطلال لم تمتد اليها يدُ العمران منذ غزو المغول والتتار، واستمر الوضع هكذا حتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وفي عام 1915 صدرت الفرمانات العثمانية التي تقضي بإبادة الشعب الأرمني، وينسحب الفرمان ليشمل كل المسيحيين سواء أكانوا أرمناً أو سرياناً أشوريين وكلدان، فحصلت اعتداءات همجية من مذابحٍ وتهجيرٍ وقتلٍ وتشريد واغتصاب، وعشرات الكتب والبيانات تتحدث بالتفصيلٍ عما عاناه مسيحيّو الإمبراطورية العثمانية وبخاصة الأرمن والسريان والآشوريون من إبادةٍ للجنس البشري بشكل منظم ومخطط لها قبل بدء الحرب.

وهنا لا يفوتنا أن نؤكد مسؤولية الدول الغربية أيضاً في ذلك خاصة ألمانيا، بريطانيا وفرنسا، أمريكا والروس.

أمام هذه الكارثة تحرك هؤلاء المساكين الضعفاء على شكل قوافل من أورفه ومنطقة ويرانشهر باتجاه مدينة رأس العين التاريخية.

ولمّا كان المسيحيّون بشكلٍ عام متقدمون على جيرانهم الكرد والعرب ثقافة وحضارة، فهم أولُ من قاموا بالتخطيط لبناء المدينة المعاصرة، لذلك اختاروا منتصف المدينة حيث الشارع العام، السوق الرئيسية، وشارع الكنائس حيث كنيسة السريان الأرثوذكس، وكنيسة الأرمن الارثوذوكس وكنيسة السريان الكاثوليك، وملحق بكل كنيسة مدرسة خاصة يدرسُ فيها كلُ أبناء البلد. أما الشيشان فقد اتخذوا من الحي جنوبي شارع السوق عام، وكان هناك في البداية قلّة من الكرد استقروا في الطرف الشرقي من المدينة، والعرب في الطرف الغربي من المدينة.

مع تطور أحداث الحرب العالمية الولى واستقرار الناس، توجه المسيحيون على الأغلب الى الأعمال الزراعية والتجارية … وظهرت فيها مشاريع زراعية حديثة خلال سنوات الأربعينات، خاصة مشروع أصفر ونجار وغيره، مما كان سبباً في جذب اليد العاملة من كافة محافظات سوريا … ولذا يمكننا تسميها بسوريا الصغرى. شيئاً فشيئاً توسع التعليم، فكثرت المدارس، وتطورت النشاطات الثقافية خاصة بعد سنوات الثمانينات والتسعينات. بعد الثورة الزراعية، توسعت المدينة حتى وصل عدد سكانها الى (80) ثمانون ألف نسمة من كافة فئات الشعب السوري، وما كان يميّز رأس العين عن غيرها من المدن رغم تعدد الفئات فيها، كان يسود بينهم الود والاحترام، بينهم التزاور بالمناسبات والتدخل الفوري من أجل حل المشاكل المستعصية.

إلا أن ما أصاب المدينة من كارثة مما أقدمت عليه دولة تركيا الكبيرة في الحلف الأطلسي، وفصائل مرتزقة ليس لهم هم سوى الغزو وهدفهم (نهب وسلب)، وترك السكانُ بيوتهم، وهذا الأمر ليس مقتصراً على فئةٍ معينة بل كلّ حسب نسبته.

فالكرد من أصل /40/ ألف نسمة لم يبق منهم سوى (45 شخصاً أو أقلّ). أما المسيحيون (خمسة أشخاص لا أكثر) هم رعاة الكنائس. أما الايزيديون لا وجود لهم الآن هاجروا جميعاً، المكون العربي الذي حاولوا أن يوجهوه ، خرجوا أيضاً حفاظاً على كرامتهم.

وهكذا في لحظاتٍ، انهارت كل الأحلام وتوجّهَ الجميع إلى المجهول، كلما ترى واحداً منهم، تراه مشرد الذهن والتفكير، تمر سيرة الحياة أمام عينه كشريط سينمائي يعرض لوحاتٍ سريالية.

إن الحدث الأصعب لم يكن التهجيرُ من الديار، إنما الأصعب عندما وجدوا أبناء شعبهم أنفسهم وحيدين يعانون الاغتراب، لم يكلف أحد من النشامى نفسه أن يطيبَ بخاطر رفيقه!

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية