الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

رسالة مفتوحة من النشطاء السياسيين والمدنيين الكورد إلى الحركة الكوردية السياسية

إلى الأحزاب والفعاليات السياسية الكوردية في سوريا،

تحية طيبة وبعد،

إننا، كنشطاء سياسيين ومدنيين وفعاليات مجتمعية معنية بالشأن الكوردي في سوريا، نخاطبكم اليوم في ظل مرحلة حرجة ومصيرية لشعبنا الكوردي وقضيتنا العادلة.
على مر السنين، تعرض الشعب الكوردي في سوريا لسلسلة من المظالم والانتهاكات، بدءا من السياسات التمييزية التي استهدفت حقوقه الثقافية والسياسية والاجتماعية، مرورا بسياسات التهميش والاقصاء، وصولاً إلى التهجير القسري الجماعي والمعاناة الإنسانية التي فاقمتها الحروب في المنطقة. ومع ذلك، ورغم هذه المعاناة، ظل شعبنا صامدًا، محافظًا على هويته ولغته وثقافته، ومتمسكًا بحقوقه المشروعة في العيش بحرية وكرامة.

لقد لعب الكورد دورًا محوريًا في محاربة الإرهاب العالمي، حيث كانت قواتهم في الخطوط الأمامية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، قدم الكورد تضحيات هائلة في الأرواح والممتلكات لحماية الإنسانية وإرساء قيم السلام والحرية. وتجاوز دورهم مجرد الدفاع عن مناطقهم، حيث قدموا آلاف الشهداء من خيرة الشباب والشابات الكورد للدفاع عن أراضي سوريا في الرقة ودير الزور ومنبج، ليصبحوا رمزًا للصمود والتضحية من أجل استقرار سوريا والمنطقة والعالم. كما ساهموا في بناء السلام عبر تعزيز التعايش المشترك بين مختلف المكونات، ومساعدة المجتمعات التي مزقتها الحرب.

تشهد القضية الكوردية في سوريا اليوم تحديات جسيمة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فالتغيرات الجيوسياسية في المنطقة وتعدد الأطراف المحلية والإقليمية المتنازعة في الصراع السوري جعلت الساحة السياسية معقدة للغاية.

تواجه القضية الكوردية اليوم تهديدات مستمرة تمس وجودها وهويتها، مثل الحملات العسكرية التي تستهدف مناطقنا، والحرمان من الاعتراف القانوني، والتهجير القسري، والتغيير الديموغرافي، والتهميش والاقصاء في مسارات السلام وعمليات التفاوض، ناهيك عن خطاب الكراهية المنظم والموجه تجاه شعبنا الكوردي.

وفي ظل غياب رؤية موحدة وتمثيل سياسي متماسك، تزداد صعوبة مواجهة هذه التحديات بفعالية، وتستدعي منا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا لتوحيد الجهود والعمل نحو تحقيق تطلعات شعبنا المشروعة.

نحن نؤمن بأن المرحلة الحالية تمثل فرصة هامة للعمل الجماعي وبناء استراتيجية موحدة للدفاع عن حقوق شعبنا الكوردي في سوريا، فالوضع الدولي والإقليمي يشهد تغيرات متسارعة قد تحمل معها فرصًا جديدة، إلا أن اغتنام هذه الفرص يتطلب وحدة الصف الكوردي وتنسيق الجهود بين كافة المكونات السياسية والاجتماعية، فقد أثبتت التجارب السابقة أن العمل الفردي والتشرذم السياسي يؤديان إلى إضعاف القضية وتهميشها.

السيدات والسادة في قيادات الحركة الكوردية

إننا كنشطاء سياسيين ومدنيين وفعاليات مجتمعية معنية بالشأن الكوردي في سوريا، والموقعين على هذه الرسالة نقترح التوصيات التالية لتعزيز الصفوف الكردية والدعوة بفعالية للقضية الكردية:

تشكيل مرجعية كردية موحدة: ندعو جميع الأحزاب السياسية الكوردية والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني إلى تشكيل مرجعية كوردية موحدة تكون بمثابة الإطار التوجيهي لجميع القضايا الوطنية، هذه المرجعية يجب أن تعكس تطلعات شعبنا وأن تضع مصلحة القضية فوق المصالح الحزبية.
تشكيل هيئة تفاوضية مشتركة وشاملة: نوصي بتأسيس هيئة تفاوضية موحدة وموثوقة تضم ممثلين عن الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والمستقلين، هذه الهيئة ستعمل على تمثيل القضية الكوردية في المحافل الدولية وضمن أي عملية سياسية تخص مستقبل سوريا.
إعطاء الأولوية للحوار والوساطة: تسهيل الحوار بين الأحزاب والحركات السياسية الكردية لحل النزاعات القائمة وبناء الثقة. يمكن للوسطاء المستقلين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني، أن يلعبوا دورًا حاسمًا في تعزيز المناقشات البناءة.
إشراك المجتمع المدني: إن إشراك منظمات المجتمع المدني والشباب والنساء في عملية اتخاذ القرار هو عنصر أساسي لتعزيز الشرعية والشفافية، وأداة لسد الفجوات بين الكيانات السياسية والمجتمع الاوسع، وتعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية.
المناصرة والتواصل الدولي: وضع استراتيجية شاملة للمناصرة لرفع مستوى الوعي بمحنة الأكراد وتطلعاتهم، ويشمل ذلك التواصل مع الحكومات والمنظمات والمنافذ الإعلامية الدولية لحشد الدعم للقضية الكردية، والتعريف بقضيتنا المشروعة، وتوضيح معاناة شعبنا.
تعزيز الحضور الإعلامي: ندعو إلى دعم وتعزيز الحضور الإعلامي الكوردي على المنصات الإعلامية المحلية والوطنية والدولية.
بناء التحالفات: السعي إلى إقامة تحالفات استراتيجية مع مجموعات مهمشة أخرى وشركاء دوليين يتشاركون القيم والأهداف المشتركة.
التواصل مع الجاليات الكوردية في الشتات: ينبغي تفعيل دور الجاليات الكوردية في الخارج وتعبئة طاقاتهم لدعم القضية الكوردية.
الختام:
إن توحيد الصف الكوردي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة تاريخية تفرضها التحديات التي تواجهنا. إننا ندعوكم جميعًا إلى تحمل المسؤولية التاريخية والعمل سويًا لتحقيق آمال شعبنا في الحرية والكرامة، ونحثكم، كقادة وأعضاء في الحركة السياسية والمجتمعات الكردية، على الارتقاء فوق الانقسامات واغتنام هذه اللحظة لتشكيل جبهة موحدة.

الموقعون/ات على هذه الرسالة:

للتوقيع اتبع الرابط التالي:

https://docs.google.com/forms/u/0/d/e/1FAIpQLSduGAgyDZ2c5-pcsUdaPGDtsRjOzOw3sC_fqsl_5mUapRy-hw/formResponse

شارك هذه المقالة على المنصات التالية