عفرين تحت الاحتلال (301): استشهاد مُهجّر من عفرين، “كاخره” تحت سطوة “العمشات”، تتريك سوق الهال، “الحمزات” تستولي على ممتلكات نساء مسنات أرامل، اقتتال بين الميليشيات، اعتقال تعسفي، نقل أشجار زيتون معمّرة، قمع مظاهرات
بيان:
تتابع تركيا خطتها في إعادة هيكلة وترتيب ميليشيات ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” بشكلٍ مباشر وعبر أدواتها من “ائتلاف وحكومة مؤقتة ووزارة دفاع وميليشيات أشد ولاءً”، ولو باستخدام القوة، بحيث تصبح أكثر طاعةً لقراراتها ولصالح تعزيز سيطرة ونفوذ جماعات مسلّحة تركمانية، ففي عفرين باتت ميليشيات “القوة المشتركة/العمشات والحمزات، والسلطان مراد” الأكثر انتشاراً وسطوةً!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= استشهاد مُهجّر من عفرين:
نتيجة قصف قوات الاحتلال التركي وميليشياته السورية لقرى ريف عفرين الغربي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، وكذلك قرى وبلدات منطقة الشهباء ومدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وقعت أضرار مادية وضحايا قتلى وجرحى، من بينهم استشهاد المواطن الكردي “خالد محمد محمد – مواليد 2002م” من مهجّري قرية “بيليه/بيلان”- بلبل/عفرين، بسبب قصف قرية “بيرونية” بريف حلب الشمالي، يوم السبت 7/9/2024م.
= العمشات في “كاخره”:
يوم الأحد 15/9/2024م، اعتدت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” بشكلٍ همجي على تظاهرة نسائية وسط قرية “كاخره”- مابتا/معبطلي، التي خرجت احتجاجاً على اعتقال مواطنيّن ورفضاً لفرض إتاوة على أشجار الزيتون، فأصيب ما يقارب العشرين من الأهالي برضوض وجروح متفاوتة، بينهم أطفال، وتمّ تداول صور ثلاث نساء مصابات بجروح وكسور (زمزم سليمان/علمامه /٦٠/ عاماً، جيهان عيسو محمد عيسو /40/ عاماً، نجاح محمد علوش /35/ عاماً)، وقطعت الطرقات وشبكة الإنترنت ومنعت الجرحى من الخروج لأجل العلاج، مع انتشار كثيف لعناصر “العمشات” و “الشرطة العسكرية”؛ وفي اليوم التالي زار المدعو “محمد الجاسم” متزعم الفرقة برفقة شريكه “سيف أبو بكر” متزعم “فرقة الحمزة” القرية في محاولةٍ للتغطية على الحدث، دون أن تتقبل النساء زيارتهما؛ وحاولت “العمشات” بالتعاون مع ميليشيا “الشرطة العسكرية” تحوير الحدث إلى مشاجرة بين عائلتين والصلح بينهما، وادعى أيضاً أنه تم تسليم عناصر للشرطة للتحقيق معهم!
رغم فضاحة الحدث، وحجم التنديد والاهتمام الإعلامي والتداول الواسع على صفحات التواصل الاجتماعي، صباح اليوم التالي أخبر مختار القرية المتعاون مع “العمشات” وعلى لسانها أهالي القرية بمراجعة مقرّها للتوقيع على أوراق بخصوص الإتاوة المفروضة، حيث وقّع معظم الذين يديرون ممتلكات الغائبين من أهالي القرية – كلّ واحدٍ على حدى – على ورقة مطبوعة سلفاً تتضمن إحصاءً لأعداد أشجار الزيتون التي يديرها وتصريحاً بأنها عائدة لأناس منتمين للحزب (حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) وسيدفع /8/ دولار أمريكي عن كلّ شجرة، لقاء استئجارها من “العمشات”، الشجرة صغيرة كانت أم كبيرة، حامل أم غير حامل، وذلك تحت الضغط والتهديد، وتستمر “العمشات” في إجبار المتبقين على التوقيع؛ ما عدا الإتاوة العينية التي ستفرض على عموم انتاج موسم القرية لاحقاً.
ويُذكر أنّ “العمشات” أبلغت أيضاً أهالي بلدة مابتا/معبطلي وقرى أخرى تابعة لها (قنتريه، حسيه، شيتكا، رجا، جومزنا، علي جاريه، معصركه، بركا) بفرض إتاوة /8/ دولار أمريكي على كلّ شجرة من ممتلكات الغائبين، صغيرة كانت أم كبيرة، حامل أم غير حامل، ما عدا الإتاوة العينية.
= تتريك المكان:
لم تخفي تركيا يوماً أطماعها وأحلامها العثمانية في الشمال السوري وفق ما جاء في الميثاق الملي، وهي منذ عام 2016م تنتهج سياسة التتريك في المناطق التي تحتلها، خاصةً في عفرين، تفرض عملتها وعلمها ورموزها ولغتها وثقافتها، وتغير المعالم والأسماء وتسرق وتشوه آثارها التاريخية، وتحارب ثقافة المنطقة وهويتها ولغة أهاليها الكردية.
هذا وقد بنت سلطات الاحتلال التركي سوق الهال الجديد في مدينة عفرين، وافتتحه مصطفى مساتلي والي هاتاي التركية بتاريخ 6/7/2023م، و”الذي أقيم على مساحة تصل إلى 50,000 م2، ويضم 144 محل تجاري بمساحة 72 م2، وخمسة مشاغل بمساحة كل مشغل 150 م2 وارتفاع 10 أمتار، و 25 محل خدمي، بالإضافة إلى القسم الإداري ومسجد وحمامات عامة وقسم للشرطة وساحة تفريغ وقبان حديث وساحة مبيت للشاحنات ومواقف خاصة بسعة 220 موقف” وفق المجلس المحلي، ومظاهر التتريك عليه واضحة:
– بالنظر إلى المخطط وصور جوية بعد التنفيذ، نلاحظ أنّ سوق الهال بني وفق نموذج عمراني تركي، وهو مستطيل على شكل العلم التركي يطغى عليه اللون الأحمر، وفيه الهلال والنجمة.
– الكتابة على لوحة دلالة المدخل الرئيسي باللغتين التركية والعربية.
– الليرة التركية هي العملة المتداولة في السوق.
= إتاوات “الحمزات”:
– مؤخراً، استولت ميليشيات “فرقة الحمزات” على /200/ شجرة زيتون بالقرب من قرية “بربنه” ـ راجو، من ممتلكات المسنة “فاتا عيشيه أرملة المرحوم حنان مراد” من أهالي قرية “قوبيه” المجاورة، بحجة أنّ أملاكها كثيرة ولديها أولاد في الخارج، ورغم تواجد ابنها “زكريا” مع أسرته في القرية، ودون أي اعتبار لخدمات ومصاريف الحقل خلال عامين.
– كما اعتبرت حقلي زيتون آخرين (كلّ واحد بحدود 70 شجرة) في ذات الموقع، عائدين للمسنتين “أرملة المرحوم زمرد رشيد مسلم ولديها بنتين عازبتين ودون معيل، وأرملة المرحوم محمد مسلم ولديها ابن اسمه ميلاد ساكن في مدينة عفرين”، في عداد الوكالات، أي سلب نصف الإنتاج (إتاوة 50%)، ودون أي اعتبار لخدمات ومصاريف عامين.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 3/9/2024م، اعتقلت سلطات الاحتلال التركي المواطنين “مصطفى طاهر عبدو /45/ عاماً وابنته نورجان” من أهالي قرية “ديربلوط” – جنديرس، وثلاثة آخرين من ذات القرية، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاعتقال التعسفي.
= اقتتال الميليشيات:
بعد أنّ وضعت تركيا ميليشيا “لواء صقور الشمال” التي يتزعمها المدعو “حسن خيرية”، أمام خيارين، حلّ نفسها وتسليم سلاحها ومقراتها إلى ميليشيات “الشرطة العسكرية” و “حرس الحدود” أو الانضمام إلى ميليشيات القوة المشتركة (فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات، فرقة الحمزات) الأشد ولاءً لتركيا، وإصدار “وزير الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة” قراراً بحلّها وتعيين نائبه مسؤولاً عن وحداتها…. منذ يوم الأحد 15/9/2024م، استنفر “لواء صقور الشمال” وأعلن امتناعه تنفيذ القرار وانضمامه إلى ميليشيات “الجبهة الشامية” التي رحبت به، فتوترت العلاقة بين الجانبين “صقور الشمال والشامية” من جهة، و “القوة المشتركة وفرقة السلطان مراد” بدعم الجيش والاستخبارات التركية من جهةٍ أخرى؛ حيث أجبرت ميليشيا “صقور الشمّال” مدنيي القرى المسيطرة عليها (كمروك وعرب شيخو، بيليه وأحمد مستو، قزلباش، سعرنجك، دراقليا، شيخورز الثلاثة ، عبودان، زاريه، كردو) للمشاركة في تجمعات مؤيدة لها ورافضة لحلها، ووضعت قواتها في حالة تأهب، فيما حشدت الجهة الأخرى قوات لحصار تلك القرى ومنعت الدخول والخروج منها، فوقعت اشتباكات بين الجهتين في محيط قرى شيخورز وسعرنجك، أدت إلى وقوع جرحى بين الطرفين؛ وكذلك اشتباكات بين “الجبهة الشامية” و “فرقة السلطان مراد” قرب قرية “قطمة” شرّا، وتوقفت بعد تدخل قوات تركية التي فرضت استحكاماتها بمعابر عفرين الثلاثة (غزاوية و ديربلوط مع إدلب، قطمة- كفرجنة مع أعزاز).
هذا، وقد هرب بعض مسؤولي ميليشيا “لواء صقور الشمال” (أمني، اقتصادي…) مع عائلاتهم من تلك القرى إلى وجهةٍ غير معروفة، ولا تزل طرقات تلك القرى مقطوعة ولا يسمح بالدخول أو الخروج منها إلّا للضرورة وحالات خاصة، ويوم أمس الجمعة تمّ قطع طريق أعزاز – عفرين الرئيسي.
= قلع ونقل أشجار الزيتون:
وردنا مقطع فيديو، يظهر نقل ستة أشجار زيتون معمّرة بثلاث شاحنات، ضمن مدينة عفرين، يوم الأربعاء 18/9/2024م، وكانت متجهة من المدخل الجنوبي الغربي لمدينة عفرين – طريق جنديرس إلى طريق حلب شرقي المدينة، حيث تمّ قلعها بالكامل من الجذور، بغية زراعتها في مكانٍ آخر، دون أن نتمكن من معرفة مصدرها من أي قرية ولمن عائدة ووجهتها النهائية.
= فوضى وفلتان:
– خلال اليومين الماضيين واليوم، خرجت مظاهرات في مدينة عفرين، مناوئة لقرار تركيا بحلّ بعض الميليشيات والتطبيع مع النظام السوري وفتح المعابر مع مناطقه، وقابلتها ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالقمع والضرب والقنابل المسيّلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء واعتقال العشرات من المحتجين، بعلم وإشراف الاستخبارات التركية.
ميليشيات أردوغان السورية ماضية في سطوتها ولصوصيتها وهمجيتها في قمع الكُـرد وسلب ونه
ب أرزاقهم وتلفيق التهم ضدهم، ما دامت محمية من أنقرة واستخباراتها ومشجّعة على أفعالها، والائتلاف السوري – الإخواني مرضي عنها.
21/09/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الشهيد “خالد محمد محمد”.
– ثلاث نساء من “كاخره” (زمزم سليمان/علمامه، جيهان عيسو محمد عيسو، نجاح محمد علوش)، مصابات بجروح وكسور.
– افتتاح سوق الهال الجديد في عفرين من قبل مصطفى مساتلي والي هاتاي التركية، 6/7/2023م.
– سوق الهال الجديد في عفرين، على شكل العلم التركي، مستطيل أحمر وهلال ونجمة.
– قلع ونقل أشجار زيتون معمّرة في عفرين.
———————