الجمعة, نوفمبر 8, 2024

عفرين تحت الاحتلال (303): زيارة عسكرية تركية، سرقات وإتاوات في موسم الزيتون، اعتقالات تعسفية، مفتي هاتاي في عفرين، حرائق الغابات، توتر واقتتال

ذكرت وزارة الدفاع التركية عبر منصة “إكس” أنّ سلجوق بيرقدار أوغلو قائد القوات البرية في الجيش التركي، برفقة قادة عسكريين آخرين، في 2/10/2024م، قد زاروا “إحدى القواعد العسكرية في منطقة عمليات غصن الزيتون” (قاعدة كفرجنة/عفرين العسكرية التركية)، في تأكيدٍ جديد لسيطرة تركيا العسكرية والحكومية الفعلية على منطقة عفرين كقوة احتلال، ناهيك عن الزيارات الكثيرة لمسؤولي مختلف المؤسسات التركية إلى المنطقة، دون المناطق المحتلّة الأخرى (أعزاز، الباب، جرابلس) بريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى الوجود الدائم لمئات الموظفين الأتراك، عدا عن وحدات الجيش والاستخبارات التركية!

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= موسم الزيتون:

– امرأة تناشد: في 1/10/2024م، تمّ تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تناشد فيه امرأة كردية الله وتدعوه لعقاب اللصوص الذين سرقوا ثمار خمسين شجرة زيتون من أصل مئة عائدة لها، وتشكو أنها أرملة ويتيمة، وما هذا الحكم والظلم؟

إنها المواطنة “عزيمة مصطفى رشيد” من أهالي قرية “حسيه/ميركان” – مابتا/معبطلي، وحقل الزيتون في موقع “سرتا” ما بين قريتي “داركير و ساتيا” المجاورتين لـ”حسيه”، والسرقة تمت بواسطة سيارة وعدد من المسلّحين، حيث ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” هي المسيطرة على القرية.

مع قرب حلول الموسم، جماعة عدنان الخويلد/أبو وليد العزي من ميليشيات “فرقة السلطان مراد” تطالب أهالي قرى “خليلاكا، بيباكا، قوتا، كَريه، زفنك، عشونه” – بلبل بإبراز وثائق ملكية جديدة لحقول الزيتون صادرة عن السجل العقاري في حلب، التي يصعب الحصول عليها، ومعظم واقعات انتقال الملكية الفعلي (بيع وشراء، ورثة…) منذ عام 2011م غير مسجلة بسبب ظروف الحرب؛ وذلك في محاولةٍ جديدة للاستيلاء على حقول أخرى أو لرفع الإتاوات المفروضة.

مسلّحي الميليشيات وعوائلهم والمستقدمين القاطنين في المخيمات شرقي حي الأشرفية بمدينة عفرين يقومون بسرقة ثمار الزيتون من الحقول الواقعة شرقاً إلى جوار جبل ليلون وقرية “قيبار”، بشكل واسع ومستمرّ، رغم وضع حراسة مأجورة من قبل الأهالي.

– في قرية “حمام”- جنديرس، فرضت ميليشيات “فرقة الحمزات” إتاوة /14/ دولار على كل شجرة زيتون من ممتلكات القرية، كبيرة كانت أم صغيرة، حامل أم غير حامل.

– عوائل مسلّحي الميليشيات والمستقدمين القاطنين في مخيم مابتا/معبطلي ومخيم المنشرة/كوكان، مؤخراً، سرقوا ثمار الزيتون من الحقول الواقعة بين مفرقي قرية “كوكان” وبلدة مابتا، في الوقت الذي يمنع فيه الأهالي من القطاف لحين نضوج الثمار.

– يوم الأربعاء الماضي، عبر غرف الواتس آب، حذّر المدعو “مجد حاكم الشايش” عضو ما تسمى بـ”اقتصادية لواء صقور الشمال” أهالي قرية “علي جارو” – بلبل وجوارها من جني محصول الزيتون أو الذهاب إلى الحقول لأي سببٍ كان، لغاية السبت 5/10/2024م، دون بيان الأسباب؛ ووفق مصدرٍ محلي، يأتي هذا الإجراء إثر خلافات بين متزعمي “صقور الشمال” حول الاستيلاء على حقول الزيتون العائدة لأهالي القرية.

= اعتقالات تعسفية:

– قبل حوالي خمسة وعشرين يوماً، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية” المواطن “هيثم عثمان بن عزت /40/ عاماً” من أهالي قرية “خازيانيه” – مابتا/معبطلي، بتهمة ملفّقة، ولازال قيد الاعتقال التعسفي؛ وهو مقيم في مدينة عفرين ولديه محل لبيع الأدوات المنزلية.

– بتاريخ 2/10/2024م، اعتقلت الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة العسكرية في عفرين” الزوجين “جودت كنجو كنجو /35/ عاماً، جيهان بكر علو /30/ عاماً” من أهالي قرية “جلمة” – جنديرس، وهما محتجزين في مقرّيهما بقرية “كفرجنة” – شرّا/شرّان، حيث أنّ “جودت” قبل ثلاثة أشهر نزل من القرية إلى مدينة حلب ليتزوج من خطيبته، وتحت تهديد الاستيلاء على منزله وأملاكه من قبل ميليشيات “فيلق الشّام”، اضطّر للعودة إلى القرية برفقة زوجته، إلّا أنهما اعتقلا في الطريق، بحجة علاقة الزوجة مع الإدارة الذاتية السابقة.

= “مساواة مزعومة”… مفتي هاتاي:

مولود طبشو مفتي ولاية هاتاي التركية ما انفك عن الإشراف وتوجيه الأنشطة الدينية في عفرين، عبر زيارات متكررة، علاوةً على الوجود الدائم للمنسق التركي يوسف كسر المسمى بـ”المنسق العام لمنطقة غصن الزيتون”، وبالتنسيق مع صلاح الدين كرو مدير أوقاف عفرين المعين من قبل الاحتلال التركي؛ ففي 27/9/2024 اطّلع طبشو على برامج وأنشطة مديرية الأوقاف في عفرين وبرنامج المركز الشبابي التابع لها، وفي 29/9/2024 حضر طبشو إلى روضات “براعم الجنة” ووزع الحقائب والهدايا على الأطفال، وفي 30/9/2024م حضر اختتام “الدورة التأهيلية للحياة الزوجية” وقام بتوزيع الهدايا على حوالي /85/ مشاركة في الدورة التي كان السؤال الرئيسي فيها هو: هل من حق المرأة المساواة بينها وبين الرجل؟… المساواة المزعومة حسب تعبير الدورة.

= حرائق الغابات:

ناهيك عن العديد من المؤشرات والوقائع التي تؤكد نظرية التعمد في إضرام الحرائق في الغابات بإشراف الجيش والاستخبارات التركية، استمرارها لهذا الوقت وتكرارها يحسمان هذا الاستنتاج، منها:

– أكّد “الدفاع المدني السوري” أنّ فرقه أخمدت حريقاً اندلع في غابة حراجية بقرية “قره كول/اليابسة” – بلبل، بتاريخ 28/9/2024م.

– يوم الإثنين 30/9/2024م، أضرمت نيران في حرش بين القرى الثلاثة “حسيه/ميركان، كاخره، شيتكا” – مابتا/معبطلي، وامتدت إلى حقول الزيتون المحيطة، واستمرّت لغاية 4/10/2024م، فالتهمت الأشجار الحراجية – قسم منها مقطوع سابقاً – وحوالي أربعمائة شجرة زيتون بثمارها، وهي عائدة لأهالي قرية “حسيه”.

– في 2/10/2024م، أضرم حريق ضمن حرش قرب قرية “قسطل جندو” – شرّا/شرّان، وامتد إلى بعض حقول الزيتون، وأكدّ “الدفاع المدني السوري” أنّ فرقه أخمدت الحريق.

– في 3/10/2024م، تصاعد الدخان من جديد على جبل هاوار من جهة ناحية بلبل، الذي تدهورت غابته الطبيعية بنسبة تزيد عن 80%، وأكدّ “الدفاع المدني السوري” أنّ فرقه ساهمت في إخماد الحريق بطرق العزل.

= فوضى وفلتان:

بتاريخ 27/9/2024م، وقعت اشتباكات بين ميليشيات “لواء صقور الشمال” التي يتزعمها المدعو “حسن خيرية” وإحدى جماعاتها التي يتزعمها المدعو “أبو الشيخ” المسيطرة على قري “دراقليا” – شرّا/شرّان والتي أعلنت انشقاقها عن “خيرية” بتشجيع من الاستخبارات التركية لأجل تنفيذ قرار حلّ “صقور الشمال”، حيث تبادل الجانبان إطلاق الرصاص والقذائف وسط حالة زعر بين السكّان.

ولا يزال التوتر قائماً بين “صقور الشمال” بدعم من ميليشيات “الجبهة الشامية”، وميليشيات “الشرطة العسكرية، القوة المشتركة/العمشات والحمزات، فرقة السلطان مراد” بدعم من الجيش التركي، حيث تمّ قطع طريق أعزاز – عفرين بتاريخ 3/10/2024م، بسبب تجمع مناصرين لميليشيات “صقور الشمال” في قرية “كفرجنة” للدفاع عنها ومحاولة فك الحصار عنها.

= انتهاكات أخرى:

– ليلة 30/9/2024م، أقدم مسلّحون لصوص على سرقة ستة أغنام مع خرافها حديثي الولادة في قرية “سيويا” – مابتا/معبطلي، وهي عائدة للمواطن “أحمد منان“؛ وذلك بعد مرور أسبوعين على سرقة حوالي عشرين خاروفاً عائداً لمختار القرية.

إنّ تركيا تمارس أنشطتها العسكرية والحكومية السيادية على الأراضي السورية على مستوى عالٍ، ولا تعترف بأنها قوة احتلال، في مخالفةٍ فاضحة للقانون الدولي، ولا تقرّ مبدأ انسحابها من الأراضي السورية في سياق محاولاتها التطبيع مع النظام السوري؛ فالسياسات التركية لا تخدم جهود حلّ أوجه الأزمة السورية وتزيدها تعقيداً.

05/10/2024م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– زيارة سلجوق بيرقدار أوغلو قائد القوات البرية في الجيش التركي ومرافقيه إلى قاعدة كفرجنة/عفرين العسكرية التركية، 2/10/2024م.

– المواطنة “عزيمة مصطفى رشيد” تناشد الله وتدعوه لعقاب لصوص الزيتون من حقلها.

– عدنان الخويلد/أبو وليد العزي أحد متزعمي ميليشيات “فرقة السلطان مراد”.

– “الدورة التأهيلية للحياة الزوجية… هل من حق المرأة المساواة بينها وبين الرجل؟”، وحضور مولود طبشو مفتي هاتاي، 30/9/2024م.

– حريق حرش حراجي وحقول زيتون عائدة لأهالي قرية “حسيه/ميركان”، 4/10/2024م، من مقطع فيديو للناشط الإعلامي أحمد البرهو.

– حريق حرش وحقول زيتون “قسطل جندو”، 2/10/2024م.

– حريق غابة جبل هاوار، 3/10/2024م.

————–

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية