عمر سرابي.. فنان وموسيقي يتحدى الصعاب بإبداعه
في بلدة قلادزى، التابعة لإدارة رابرين بإقليم كردستان، يعيش عمر عبد الله عزيز، المعروف بعمر سرابي، وهو فنان وموسيقي يُعد نموذجًا حيًّا للإرادة والإبداع. يبلغ عمر من العمر نحو 52 عامًا، ويواصل مسيرته الفنية والموسيقية رغم التحديات الجسدية التي يواجهها.
عمر، الذي فقد ساقيه في حادث أثناء عمله في إسطنبول بتركيا، لم يستسلم للصعاب. بل عاد إلى مسقط رأسه في قلادزى، وبدأ حياة جديدة مليئة بالإبداع. قام بتعليم نفسه الرسم والعزف على آلة الناي من خلال الإنترنت، واستمر في تطوير مهاراته ليصبح فنانًا متعدد المواهب.
ويقول عمر لوكالة “روج نيوز” : “بدأت مسيرتي الفنية في الثمانينات عندما كنت طالبًا، لكن بسبب صغر سني لم أتمكن من تحويل الفن إلى مهنة. بعد فقداني لساقي، قررت أن أجعل الفن جزءًا من حياتي اليومية”. ويضيف: “منذ حوالي 20 عامًا أمارس الرسم والنحت، ومنذ 12 عامًا أعمل في مجال الموسيقى، ولم أترك نفسي أبدًا دون عمل، لأنني أدرك تمامًا أن الوقت الضائع لن يعود”.
حول آلة الناي التي يعشقها، يقول عمر: “الناي هي واحدة من الآلات الموسيقية الهوائية الأكثر تعقيدًا. يحتاج الأمر إلى عام أو عامين من التدريب المكثف حتى تتمكن من استخراج صوت نقي منها”.
رغم التحديات الكبيرة، يواصل عمر سرابي مسيرته الفنية بجرأة، ويحول منزله الصغير في قلادزى إلى معرض دائم لأعماله الفنية والموسيقية. يطالب عمر الحكومة بدعم أكبر للفنانين، مشيرًا إلى أن كردستان تمتلك تراثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا يحتاج إلى المزيد من الاهتمام.
قصة عمر سرابي تلهم الكثيرين، وتعكس قدرة الإنسان على التغلب على التحديات بالإبداع والشغف، وتجعل منه رمزًا للإصرار والأمل في المجتمع الكردي.