تعدُّ فرقة “آكري” إحدى أهم الفرق، التي أُسِّست أواسط الثمانيات، وفي عام 1986 بالتحديد، وكانت انطلاقتها من عامودا بإقليم الجزيرة وبعدد من أعضاء فرقة مهاباد، وفنانين آخرين بلغ مجموعهم خمسة عشر عضواً.

من مؤسسي هذه الفرقة كان الفنان “خوشناف حج يوسف”، الذي أشار إلى المرحلة الأولى لتأسيس الفرقة: “أغني منذ نعومة أظفاري، لكن لم أشارك في أي فرقة، بعد التقائي بكوادر حركة الحرية في 1985 وبمقترح من القائد عبد الله أوجلان أسسنا فرقة آكري”.

ولأن الفرق كانت تضم العديد من الأقسام كالمسرح، والرقص، والغناء، فقد دخلت كل بيت، ويضيف خوشناف حج يوسف في حديث خاص لوكالة هاوار: “كان عددنا قليلاً، ومناسباتنا كثيرة، لذلك كان أعضاء هذه الفرقة يتبادلون الأدوار في أقسامها؛ لنتمكن من إحياء مناسباتنا بالحماس المطلوب”.

لم تسلم فرقة “آكري” من بطش النظام والسياسات الاستبدادية، والعنصرية ضد الكرد وثقافاتهم حينها، وتعرض معظم أعضائها للاعتقال، والتعذيب عشرات المرات بعد إحياء كل مناسبة كردية في روج آفا.

يعود حج يوسف بالذكريات إلى تلك المرحلة، بالقول: “عام 1987 كان أول عيد نوروز شاركنا فيه، حاولت الجهات الأمنية منعنا من إحيائه، لكننا توجهنا إلى عين ديوار في مدينة ديرك، هناك قدمنا أغانينا ومسرحياتنا بحماس كبير، وكأن شيئاً لم يكن”.

وتابع حديثه: “لم نكن نملك أي إمكانات مادية، جميعنا كنا نعمل في حصاد القطن لشراء الآلات الموسيقية لفرقتنا، كل منا من ناحيته يدعم الفرقة مادياً”.

على الرغم من الصعوبات، التي واجهتهم، والإمكانات القليلة، لكنهم قدموا الكثير من أجل شعبهم فنياً ومعنوياً، حيث تألف الألبوم الأول الذي أطلقته الفرقة عام 1987 من عدد من الأغاني الشعبية، والثورية الكردية، وتعد أغنية “Bilind APO، Nazê” من أكثر الأغاني شهرةً لها في كردستان، حيث غناها العديد من الفنانين، والفرق الكردية كفرقة “Berxwedan”.

أصدرت فرقة “آكري” الموسيقية إلى الآن 12 ألبوماً من الأغاني الكردية الشعبية والثورية، التي ركزت على نضال، وكفاح حركة حرية كردستان، وتأثير فكرها على القضية، والموجود الكردي.

تأخذ فرقة “آكري” اسمها من جبال آكري (Çiyayê Agirî)‏ في باكور كردستان، وتعد أعلى قمة جبلية في كردستان، وقد التقى أعضاء الفرقة عام 1989 بالقائد عبد الله أوجلان لأول مرة في أكاديمية الشهيد معصوم قورقماز (عكيد) في لبنان، وقلدهم أوسمة شرف، وأوضح خوشناف، أنهم ناقشوا حينها كيفية تطوير الفرقة فنياً وضرورة تقويتها لتتماشى مع المرحلة.

يذكر، إن الفرقة ألقت الضوء على القضايا السياسية، والاجتماعية، والوطنية لشعب كردستان في أعمالها الفنية خلال مشاركتها في المناسبات، والاحتفالات القومية، التي أقيمت في روج آفا، وقدمت الفرقة وبكل فخر عشرة شهداء من أعضائها في سبيل حرية كردستان على مدى سنوات.

وبعد انطلاق ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، تقدم الفرقة عروضها وفقراتها علناً بعد انضمامها إلى مركز هوري للثقافة والفن بناحية عامودا، أصبحت الفرقة تضم أربعين عضوا منهم خمسة أعضاء من مؤسسيها، كما تشارك في الأعمال الفنية، التي من شأنها دعم الثورة معنوياً. وتتحضر الآن للمشاركة في مهرجان أوركيش للغناء المزمع عقده قريباً.

​الثقافة – صحيفة روناهي

شارك هذه المقالة على المنصات التالية