السبت, يوليو 27, 2024

نُشر في: 18 مارس، 2024

آراء

قراءة موجزة في تجربتي روژآڤا وإقليم كردستان

بالرغم من اختلاف التجربتين الكرديتين في كل منّ روژآڤا وجنوب كردستان؛ أي في سوريا والعراق، وذلك من حيث الفكر والمنهجية السياسية لكل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وشريكه الاتحاد الوطني الكردستاني مع نظيرهم العمال الكردستاني حيث الاختلاف في الرؤية والمقاربة الفكرية الأيديولوجية بين الكلاسيكية السياسية وحل القضايا الوطنية والقومية عبر الحل القومي لدى أحزابنا في جنوب كردستان والحل الديمقراطي في روژآڤا، إلا أن ما يمكن القول؛ بأن التجربتان تمران بنفس المنعطفات والمسارات التاريخية والتي تخدم بالأخير قضايا شعبنا، بالرغم من ملاحظاتنا على هذا أو ذاك الطرف الكردستاني؛ يعني وباختصار الكل يحاول خدمة قضايانا الكردستانية وإن اختلفت الرؤى الفكرية والسياسية.

بالمناسبة أولئك الذين يحاولون القول؛ كيف لك أن تقارن تجربة إقليم كردستان مع روژآڤا وبأن الأخيرة لم تنل حتى اليوم اعترافاً سياسياً من أي طرف دولي أو إقليمي، فإننا نحيل أولئك الأخوة لواقع الإقليم بين أعوام 1991م بعد الانتفاضة وتشكيل حكومتين كرديتين في كل من أربيل والسليمانية ولغاية اسقاط النظام العراقي البائد؛ نظام صدام حسين في عام 2003م حيث لم يكن هناك أي إعتراف إقليمي أو دولي بالإدارتين، قلنا الإدارتان؛ كون كان لكل من السليمانية وأربيل إداراتهم المستقلة وحتى كان يتم أخذ الرسوم عند الانتقال بينهما،!

بل نزيد في الشعر بيتاً فنقول؛ بأن من يأخذ على الإدارة الذاتية في روژآڤا وقسد بأنها استلمت المناطق الكردية من النظام السوري، فإن الوضع في الجانب العراقي ونقصد جنوب كردستان لم يختلف كثيراً حيث خرج النظام بعد الهجرة المليونية لشعبنا هناك ومن ثم فرض حظر طيران دولي، فإن النظام العراقي قام بسحب قواته من المناطق الكردية وهو يعتقد بأن الكرد سيكونون غير قادرين على إدارة تلك المناطق وبالتالي يطالبوا بعودة النظام وهو نفس المسار الذي قام بعده النظام السوري بتسليم تلك المناطق للكرد وعلى أمل أن يعود فيما بعد لاستلامه، لكن ورغم أن النظام استعاد أكثر الأراضي التي كانت بيد ما تسمى المعارضة وكذلك بالرغم من كل ضغوطاته ومطالباته باعادة مناطق قسد، إلا أن الأخير رفض ذلك مستقوياً بدعم التحالف الدولي وذلك على عكس كل ادعاءات خصومهم؛ بأن القضية لن تكون أكثر من “تسليم واستلام”، لكن الواقع أكد خطأ تلك الادعاءات وذلك على غرار ما كان يعتقده النظام في بغداد أيضاً بعودة تلك المناطق لنفوذ نظام صدام حسين.

كلمة أخيرة ورداً على تساؤلات البعض، أو بالأحرى اتهامات موالي كل طرف للآخر ب”العمالة” لهذا أو ذاك النظام الغاصب لكردستان، فإننا نقول: بأن حركتنا الوطنية السياسية وبمختلف أحزابها وتياراتها وأيديولوجياتها ومشاريعها السياسية هي تخدم أهداف وقضايا وأجندات شعبنا، بالرغم من بعض الانتقادات هنا وهناك ولهذه أو تلك الأطراف والقوى الكردستانية وذلك بعكس ما يدعي مؤيدي أو مريدي كل فريق ضد الفريق الآخر ولذلك نأمل فعلاً لو تعمل القيادات الوطنية الكردية بوعي سياسي وتوجه قواعدها على ضوء المصالح الاستراتيجية لشعبنا وليس وفق خطاب حزبي أيديولوجي منغلق على التحزب الأعمى بحيث يكون ولاء تلك القواعد لتلك الأهداف والمصالح الاستراتيجية الكردستانية وليس لتلك الأحزاب وزعاماتهم السياسية والحزبية فشعوبنا لا تحتاج لمستبدين وديكتاتوريين آخرين.

بير رستم

شارك هذا الموضوع على